'); }
كتب الله سبحانه و تعالى الموت على جميع خلقه ، فالموت هو بوابّةٌ يعبر منها الإنسان من حياةٍ إلى حياةٍ أخرى ، حيث يهجر الدّنيا و زينتها و يتولّى عنه كلّ متاعها من مالٍ و بنينٍ و زوجة ، و يذهب معه شيءٌ واحدٌ يرافقه كظلّه لا ينفك عنه أبداً و هو العمل ، فالعمل هو المعيار و هو الميزان الذي يقاس فيه المؤمن ، و تحدّد درجته عند الله بناءً عليه ، فلا عبرةً بكنوز الأرض و لو جمعها الإنسان ، و لا عبرةً بجاه الأرض و لو كان الإنسان له ملكٌ و سلطانٌ عظيمٌ ، و قد صحّ عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم بأنّه يأتى بالرّجل السّمين الذي يزن الكثير بموازين الأرض فيوضع ليوزن عند الله سبحانه بميزان العمل و التقوى فلا يزن عند الله جناح بعوضة ، فماذا ينفع الإنسان بعد موته من الأعمال و التي يصل ثوابها إليه ؟ .
ينقطع عمل الإنسان بمجرد انتهاء أجله و موته كما صحّ في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، و لكن جعل الله أعمالاً يصل ثوابها و أجرها إليه و منها الصّدقة الجارية ، فقد يبني المسلم مسجداً أو يضع في الطّريق سبيلاً يرتوي منه العطشان ، أو يبني مدرسةً تعلّم النّاس علوم القرآن و الدّين و علوم الدّنيا النّافعة ، و قد يؤلّف المسلم كتاباً نافعاً يبقى يدرّس للأجيال و تنتفع منه في حياتها و علمها ، فعلم المسلم يبقى و يستمر مع الأجيال فيستمر وصول الأجر لصاحبه حتى بعد مماته ، فوجوه الصّدقة الجارية كثيرةٌ متنوّعةٌ ، و كذلك حين يكون للمسلم ولدٌ صالحٌ فإنّه ينتفع منه انتفاعاً كبيراً ، فعندما يدعو الابن لأبيه و يستغفر له يصل أباه الميت أجر ذلك ، و قد يؤدّي الابن البار الصّالح عبادات كالحجّ و العمرة و يمنح أجرها لأبويه ، فالولد الصّالح هو كنزٌ لأبويه ينفعهما بعد موتهما كما ينفعهما في حياتهما ، و هناك من يتوفّى و يكون عليه قضاء صومٍ فيقوم ولده بالصّيام عنه فيؤدي قضاءه .
'); } و إنّ المسلم يعلم علم اليقين أنّ الموت ما هو إلا انتهاء مرحلةٍ و بداية مرحلةٍ جديدةٍ و بالتالي يستعد للموت استعداده للحياة .