ما هو الدب
الدب هو حيوان مفترس ينتمي إلى مجموعة الثدييات، نفس الفئة التي تنتمي إليها القطط والكلاب والبشر، وأكثر فصائل الثدييات قُرباً إليه هي الفقمات. تنتشر الدّببة في العديد من أنحاء العالم، ويُسمَّى ابن الدب بالدّيسم أو الجرو. تُعتبر الدببة من الحيوانات القارتة؛ أي أنَّها تأكل اللحوم والنباتات معاً، فتأكل الثدييات الصغيرة، والجوز، والتّوت، والبندق، إضافة إلى أنّه بإمكانها اصطياد الأسماك، وحتى الحيوانات ضخمة الجُثَّة، مثل: الفُقمات، وبعض أنواعها مثل الدب القطبي لاحمة تماماً، بينما بعضُها الأخرى، ومنها الباندا العملاقة، عاشبة. تشتهر الدّببة بأنَّها تقضي فصل الشتاء في سُبات، إلا أنَّها في الحقيقة تقضي فتراتٍ طويلة مُتقطِّعة بالنّوم فحسب. تضمُّ فصيلة الدّببة ثمانية أنواعٍ أساسيَّة تعيش في أربعٍ من قارات العالم، هي: أمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وآسيا، وأوروبا، وتشمل أبرز أنواعها الدبّ البنيّ، والقطبيّ، والأسود، والباندا العملاقة.[١]
أنواع الدببة
تعيش الدببة بصُورة أساسيَّة في النِّصف الشماليّ من الكرة الأرضية، فمناطق وُجودها تصل إلى دوائر عرض شمالية أكثر من أي نوعٍ آخر من الثدييات، ومن المُمكن للدّببة القطبيَّة أن تتجوَّل على جليد البحر لمسافة مئات الكيلومترات بعيداً عن الشاطئ، وهي لا تعيش سوى في القطب الشماليّ، أمّا أفريقيا وأستراليا وأنتاركتيكا فلا يُوجد فيها أيُّ نوعٍ من الدّببة، وفي الحقيقة، لا يعيش سوى نوعٍ واحد من الدّببة جنوب خط الاستواء، هو دب النظَّارة.[١] تتضمَّن فصيلة الدّببة عدداً كبيراً من السُّلالات (الأنواع الفرعيَّة) المُختلفة، مثل: الدب الأشهب، ودب كودياك، إلا أنَّها تنقسم إلا ثمانية أنواعٍ أساسيَّة تعيش في أربعٍ من قارات العالم، وهي: الدب الأسود الأمريكيّ (النوع الأكثر انتشاراً في ألاسكا)، والدب الأسود الآسيويّ (يعيش في جنوب وشرقي آسيا)، والدب البنيّ (ينتشر في الولايات المتحدة وكندا)، والدب القطبيّ (أكبر الأنواع جميعها)، ودب النظَّارة (يمتاز بشكل وجهه الغريب الذي يُظهره وكأنَّه يرتدي نظارة، يتواجد في جبال الأنديز)، والدب الكسلان (يختلف عن حيوان الكسلان)، ودب الشمس (لديه أكبر أنيابٍ لدى أي نوع من الدببة)، والباندا العملاقة (المهُدَّدة بالانقراض، وهي تعيش في الصين وتتغذَّى حصراً على أشجار الخيزران).[٢]
أهم صفات الدب
من أهم الصّفات التي تمتاز بها الدّببة عن غيرها من الحيوانات والثدييات خصوصاً هو ذيلها القصير، وسُهولة التّناسل والتكاثر، بالإضافة إلى امتياز هذا النوع من الحيوانات بحاستيّ شمّ وسمع قويّتين للغاية، كما أنَّ لها فراءً طويلاً يساعدها على التكيّف مع بيئتها المحيطة، وأكفّها أيضاً عريضة. كما يستخدم الدب أسنانه لغايات الدفاع عن نفسه، إذ إنَّ لديه ما قد يصل إلى حوالي 42 سناً،[٣] في حين يستخدم مخالبه الخمسة غير القادرة على الارتداد (ليست له قدرة على طيِّها) للحفر، وتمزيق فريسته التي بين يديه. من أهم ما يُميِّز الدّببة أجسامها الضخمة، وأكتافها العريضة، وأرجلها القوية. تستطيع الدّببة أن تُميّز بين مأكولاتها بسبب قدرتها الكبيرة على تمييز الألوان، فبها تُميّز بين البندق وغيره، وبين أنواع الفواكه المختلفة.
على عكس المُتوقَّع، وبسبب امتلاكها هذه الأجسام الضخمة، تبلغ سرعة الدّببة القُصوى عند الركض أكثر من خمسين كيلومتراً في الساعة، وتبلغ سرعتها المُتوسِّطة حوالي خمسة وثلاثين.[٤] ويُعتبر الدب القطبي أضخم أنواع الدّببة في العالم؛ إذ قد يصل وزنه إلى 800 كيلوغرام، ويبلغ متوسط وزنه نحو 500 كيلوغرام.[٢]
الدّببة معروفةٌ بكونها من الحيوانات التي تلجأ إلى السُّبات الشتويّ، إلا أنَّ مدة هذا السُّبات قد تتراوح بدرجة كبيرة جداً من منطقة إلى أخرى؛ ففي الأقاليم الشماليّة القريبة من القُطب قد تصل مدّته إلى أكثر من سبعة شهور، وأما في المناطق الدافئة القريبة من خط الاستواء فقد لا تُسبت الدّببة إطلاقاً، وتُحافظ على نشاطها طوال الشّتاء. وبصُورة عامة، تتقلَّص مدة السّبات مع الاتجاه نحو الجنوب، وتزداد نحو الشمال. تكون الإناث الحوامل آخر الدببة التي تنتهي من سباتها الشتويّ، فقد تبقى حول موقع سباتها (لو كان لديها دياسم) حتى مُنتصف شهر مايو، وأما الذكور البالغة فتكون آخر الدّببة التي تبدأ السّبات وأوَّل من تنتهي منه.[٥]
صغار الدببة
تعيش الدّببة في حياتها بشكل منفرد، ولا تلتقي مع بعضها إلا خلال موسم التّزاوج، وذلك في نهاية فصل الربيع أو بداية الصيف، حيث يجتمع الذكور والإناث لفتراتٍ قصيرة ويتزاوجون في أماكن مُنعزلة، ثم يترك الذكر الأنثى مباشرةً مع الإناث لتتدبَّر أمر العناية بالصغير بنفسها. تتكاثر الدّببة مرَّة واحدة طوال السنة على الأكثر، إلا أنَّها لا تتكاثر طوال سنتين أو أربع سنوات. تختلف مُدّة الحمل من حالة إلى الأخرى، وذلك لأنَّ الديسم لا يُولد إلا في فصل الشتاء، بحيث يعيش أيَّامه الأولى أثناء سبات أمه الشتويّ (على الأرجح إمَّا في شهر يناير أو فبراير)، ثمَّ يخرجُ إلى البراري مع بداية الرَّبيع، عندما يكون الطعام وافراً بكميَّات كبيرة.[١]
عندما تُولد الدياسم لا يتجاوز وزنها نصف كيلوغرام، ويكون طولها حوالي 23 سنتيمتراً من أنفها إلى طرف الذَّيل. عادةً ما يولد جروان توأمان، إلا أنَّ عدد الدياسم قد يصل إلى خمسة في الحمل الواحد. تتغذّى الدّياسم أو الجِراء في بداية حياتها على الحليب الذي يكون مصدره الأم، لكنَّها تبدأ تدريجيّاً بتقليل هذه العادة، حيث إنّها تأخذ بتعلّم الصّيد والاعتماد على نفسها، وتبقى مع الأم مُدَّة سنة أو سنة ونصف، حيث ينضج الذكور بعد الإناث، ومن ثم يتركونها، كما يستطيع مُعظم الدياسم ترك أمِّهم عندما يبلغ عُمرهم حوالي ستة شهور. تنضج الدياسم جنسياًّ بعد مُرور ثلاث سنواتٍ ونصف تقريباً، وقد تعيش مُدَّة حوالي 15 إلى 20 عاماً تقريباً.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Serge Lariviere, “Bear | Mammal”، Britannica, Retrieved 25-06-2016.
- ^ أ ب “The Eight (8) Bear Species of the World”, Bear With Us, Retrieved 25-06-2016.
- ↑ “Bears of North America”، Center for Wildlife، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2016.
- ↑ “Grizzly Bear”, Speed of Animals, Retrieved 25-06-2016.
- ↑ “Bear biology, ecology, and behaviour”, Globe, Retrieved 25-06-2016.