شجرة الدر
شجرة الدرّ المسمّاة بعصمة الدين أم خليل، والتي تعود أصولها إلى الخوارزمية أو الأرمينية أو التركية، وكانت جارية عند السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت بمكانة عالية عنده حتى اختارها زوجة لتُنجب منه خليل المتوفّي في شهر مايو من عام 1250م.
تولّت شجرة الدرّ عرش مصر لمدّة ثمانين يوماً بعد أن بايعها المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة زوجها السلطان الصالح أيوب، ثمّ تنازلت عن العرش لزوجها المعزّ أيبك التركماني في العام 1250م، ولعبت دوراً تاريخياً مهماً خلال الحملة الصليبية السابعة على مصر وأثناء معركة المنصورة.
زوج شجرة الدر
الصالح أيوب
الصالح أيوب هو الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب الملقّب بأبي الفتوح، وهو سابع سلاطين بني أيوب في مصر، ولد في عام 1205م، وتوفي عام 1249م، وأنشأ المماليك البحرية بمصر، ودخل عدّة صراعات مع الملوك الأيوبيين في الشام، وفي السنة الأخيرة لحكمه تعرّضت مصر لحملة صليبية كبيرة عُرفت بالحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا.
توفي الملك الصالح خلال احتلال الفرنج لدمياط، وتبعته شجرة الدرّ في تحمّل عبء الدفاع عن مصر، ويُشار إلى أنّ عصر الصالح أيوب من العصور المهمّة في المنطقة العربية، حيث شهدت دخول المغول للأراضي الإسلامية من الشرق والهجمات الصليبية من الغرب، وانتهاء الدولة الخوارزمية، كما شهدت صراعات داخلية بين ملوك بني أيوب.
المعزّ أيبك
المعزّ أيبك هو المعزّ عزّ الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحي النجمي، نُصِّب سلطاناً على مصر في عام 1250م بعد أن تزوجته شجرة الدر وتنازلت له عن العرش، وظلّ سلطاناً على مصر حتى اغتيل بقلعة الجبل في عام 1257م.
انقلب أيبك على شجرة الدر بعد أن كان حكم البلاد تحت سيطرته، وتمرّس في إدارة شؤون الدولة، وبدأ يخطط للزواج من ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل؛ مما أثار غضب شجرة الدر ودعاها لتدبير مؤامرة للتخلّص من أيبك، فذهبت إليه تسترضيه وتطلب منه العفو؛ فانخدع بحيلتها واستجاب لدعوتها بالذهاب إلى القلعة، حيث قام الخدم بقتله هناك في عام 1257م.
أشاعت شجرة الدرّ أنّ أيبك توفي فجأة ليلاً، إلّا أنّ مماليك أيبك لم يصدّقوها، وخصوصاً بعد أن اعترف الخدم بفعلتهم؛ فقبضوا عليها وأخذوها إلى امرأة أيبك التي أمرت بقتلها بعد عدّة أيام؛ فضربوها بالقباقيب على رأسها ورموها من أعلى سور القلعة في عام 1257م، ولم تُدفن إلّا بعد بضعة أيام.