محتويات
الإنسان
لقد خلق الله تعالى الإنسان على الأرض لعبادته وحده وسخّر له كا ما يحيط به ليتمكّن من تنفيذ مهمته بنجاحٍ، قال تعالى : ” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً “، كما زوده عز وجل بالعقل الذي ميّزه عن بقية المخلوقات وجعله مكلّفاً نظراً لقدرته على التمييز بين الخطأ والصواب، واستطاع الإنسان استغلال عقله في اكتشاف العلوم المختلفة التي من شأنها تسهيل حياته وتذليل المصاعب التي قد تواجهه.
العلوم الحياتية
العلوم الحياتية مصطلح يطلق على العلوم التي اكتشفها الإنسان من خلال تجاربه ومشاهداته وخبرته وتختص هذه العلوم في الماديات المبثوثة في الكون، وتقدّم هذه العلوم المنفعة له وتساعده في إعمار الأرض والإصلاح فيها، مثل علوم الفيزياء وعلوم الكيمياء وعلوم الأحياء والطب والهندسة وغيرها.
واستطاع المميزين والمبدعين من البشر تطوير هذه العلوم وإضافة المعارف الجديدة عليها، فكلّها تعتمد على ما يكتشفه الإنسان بسبب التقدم في الأدوات والأجهزة التي تمكنه من الدراسة الدقيقة والمستفيضة للأمور، كما أنه يقوم بالاستنتاج والربط بين العلوم المختلفة لحل المشاكل وإيجاد الحلول الجديدة باستمرار.
أهميّة دراسة العلوم الحياتيّة
نظراً إلى أنّ العلوم الحياتية مرتبطة بحياة الإنسان بشكلٍ مباشرٍ فإنّ دراستها تعود بالنفع عليه، ومن فوائدها:
- تسهيل حياة الإنسان من خلال تسهيل التنقّل من مكانٍ لآخر، وتسهيل وُصول المَعلومات وانتقالها من شخصٍ لآخر.
- اكتشاف الحُلول المُبدعة للمشاكل التي قد يقع بها وعلاجها، فلا تبقى عائقاً أمام ممارسته لحياته الطبيعيّة.
- اكتشاف العلاجات واللقاحات وتفسير كلّ ما يتعلّق بالأمراض التي تصيبه؛ ففي قديم الزمان كان الإنسان الذي يصاب بالإنفلونزا يموت نتيجة عدم وجود علاجٍ مناسبٍ، ولكن الآن يُعد مرضاً بسيطاً يتمّ علاجه خلال يوم وغيرها الكثير من الأمراض.
- حِماية الإنسان من الأضرار التي قد تُحيط به من دون معرفته، فمثلاً أصبح يستطيع مَعرفة ماهية البراكين والزلالزل نتيجة دراستها وأصبحت هناك طرقٌ وقائيّة لتخطّي تأثيراتها.
علاقة العلوم الحياتية بعلم الشرع
لا يَقتصر التقرّب من الله تعالى على العبادات من الصوم والصلاة والصيام والحج، وإنما حثّ الإسلام على التعلّم وتقديم الفائدة لعامّة المسلمين وعدم احتكاره؛ فالعلوم الحياتية لا تنفصل عن العلوم الشرعية بل هي مكملّةٌ لها وفيها تطبيقٌ على قدرة الله تعالى في هذا الكون. كلّما ازدادت اكتشافات الإنسان زاد قربه من الله تعالى وإيمانه بوحدانيته، فيوقن بأنّ خلف هذا الكون مبدعٌ قادرٌ على تسييره على الرغم من تعقيده بكل دقةٍ بحيث لا يحدث هناك أيّ اختلال، ولو كانت هناك أكثر من آلة لتضاربت الآراء واختلّ توزان الكون وانتهت الحياة منذ قديم الزمان.