'); }
العلم
يعتبر العلم السمة التي تتفاخر بها الأمم، وتسعى للوصول إلى أعلى المراتب فيه، لما له من أهمية كبيرة وأثر عظيم يعود على الفرد والمجتمع، لذلك جعله الإسلام المركز الأساسي لبنائه الشامخ؛ حيث إنّه قام عليه، ورفض كل الأوهام والضلالات التي هي نقيض له، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الله عزّ وجل خلق الإنسان وزوده بأدوات العلم والمعرفة وهي: العقل، وسمع، والبصر، وفي هذا المقال سنعرفكم على أهمية العلم في الإسلام.
الإسلام والعلم
يعتبر الإسلام ثورة علمية كبيرة وحقيقية في بيئة اتصفت بالجهل، وتعودت عليه؛ حيث سُميت المرحلة السابقة لنزوله بالجاهلية، وبذلك فإن صفة الجهل ارتبطت بما هو قبل الإسلام؛ حيث جاء الإسلام ليبدأ العلم، وينشره في جميع أنحاء العالم، فقال تعالى: (أَفَحُكْمَ الْـجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [ المائدة: 50].
'); }
القرآن الكريم والعلم
يعتبر العلم منهاجاً ثابتاً في دستور القرآن الكريم الخالد؛ حيث لا تكاد سورة من سور القرآن الكريم تخلو من الحديث عن العلم؛ سواء أكان ذلك بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، فقد بلغت عدد المرات التي جاءت فيها كلمة العلم بمشتقاتها المختلفة في القرآن الكريم 779 مرة؛ أي بمعدل سبع مرات في كل سورة، وهناك كلمات أخرى وردت في القرآن الكريم تشير إلى معنى العلم؛ حيث إنّها لم تُذكر بلفظه، ومن أمثلة ذلك: الفكر، والنظر، واليقين، والهدى، والعقل، والحكمة، والبرهان، والحجة، والآية، والبينة.
ما أهمية العلم في الإسلام
- يعتبر القرآن الكريم دين العلم، فقد كانت أول آية نزلت منه تأمر بالقراءة التي تعتبر المفتاح الأساسي لكل العلوم سواء أكانت علوماً دينية أم علوماً دنيوية، فقال الله عزّ وجل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1-5].
- أوجب الله عزّ وجل العلم في الإسلام قبل العمل، فقال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19].
- حذّر الله تعالى من القول دون علم، فقال: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36].
- جعل الله للعلماء منزلة عالية تعلو عن غيرهم من الناس في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11]، واستشهدهم الله عزّ وجل على وحدانيته، فقال تعالى: ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [ آل عمران: 18]، ومعرفة الله وخشيته تكون من خلال العلم بآياته ومخلوقاته المختلفة؛ والعلماء هم من يعلمون ذلك، ومدحهم الله عزّ وجل بقوله: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) [فاطر: 28].
- أمر الله عزّ وجل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بطلب العلم، وذلك نظراً لأهميته، فقال: ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه: 114].
- يعتبر أهل العلم هم أسرع الناس إدراكاً للحق وإيماناً به، فقال تعالى: ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ) [الحج: 54].
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بطلب العلم، فجعله فريضةً على كل مسلم ومسلمة، وبيّن فضل العلماء على الناس في الكثير من الأحاديث الشريفة، فجعل فضل العالم على العابد كفضل القمر على بقية الكواكب، كما أنه بيّن بأن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأن من سلك طريق العلم سهل الله له بها طريقاً إلى الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ) [حديث صحيح].
- دعا الإسلام إلى تعلم جميع العلوم النافعة التي لا تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وجعل لكل علم درجةً، فجعل العلوم الشرعية أفضلها من حيث الأجر والثواب.
- جعل الله عزّ وجل ثواب العالم مستمر لا ينقطع عند موته، بل يجري له بقدر انتفاع الناس به، فقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) [صحيح مسلم].