'); }
بركة الرزق
يعاني كثير من النَاس رغم كثرة دخلهم المادي، من عدم القدرة على تغطية متطلبات حياتهم، وعدم توفر فائض من الأموال لديهم، وحاجتهم المستمرة للاستدانة، وعدم مراوحتهم لأماكنهم، بالمقارنة مع تطور عجلة الحياة، ويظهر آخرون برغم سوء دخلهم الاقتصادي في وضع أفضل من هؤلاء بكثير، فنجدهم سعداء مستقرين مادياً لا يلجؤون إلى الاستدانة، ويوجد بعض مظاهر التطوُّر في حياتهم، فما تفسير هاتين الظاهرتين في المجتمع؟ باختصار الأولى تعبِّر عن عدم وجود بركة في الرزق والثانية عكسها تماماً، وهي تحقق البركة في الرزق، وتتعدد أسباب عدم البركة في الرزق، وفي هذا المقال سنذكر طرق تحقيق البركة في الرزق، علاقة الأمانة في معاملاتنا في هذه البركة وجوداً وعدماً.
أسباب عدم البركة في الرزق
عدم البركة في الرزق، هي الإحساس الدائم بعدم كفايته للحياة اليوميَّة رغم وفرته، وهناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى عدم مباركة الله في الرزق، منها:
'); }
- كثرة الذنوب وتعدي الناس على حرمات الله وانتهاك حدوده.
- أكل الربا، وتنوُّع أشكاله وأصنافه، فقد قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة:276]
- كثرة وقوع الظلم بين الناس، وانتفاء العدل في الحياة.
- انتشار الحسد والبغضاء بين الناس، وسيطرة الأنانية على علاقاتهم ببعضهم البعض.
- كثرة الغش والتدليس في البيع والشراء، ووجود التطفيف في الميزان، وانعدام الأمانة، التي تمحق البركة.
- ضعف الإيمان بأنّ الرزق من عند الله.
- كثرة الحلف في البيع والشراء، فالحلف ينفق السلعة، ويمحق بركتها.
- الإسراف والتبذير في مصاريف الحياة اليوميَّة.
- اكتساب المال بطرقٍ محرَّمة، كالسرقة، والغش والاحتيال، والاستغلال، والظلم.
أسباب البركة في الرزق
البركة في الرزق، هي نماء وزيادة في المال، أو كفاية له بتغطيته نفقات الحياة وضروراتها رغم قلته، وهناك أسباب يمكن أن تتحقق فيها البركة في الرزق منها:
- الأمانة في البيع والشراء، وهي تتعلَّق بالثمن والسلعة، ومناسبتهما لبعض، بعيداً عن الكذب والغش، والتغرير، فللأمانة دورٌ عظيمٌ في زيادة بركة الرزق.
- حسن التوكل على الله سبحانه.
- كثرة الاستغفار؛ لقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) [نوح:10-12].
- الطرق المشروعة في كسب المال.
- التبكير في طلب الرزق
- صلة الرحم، وهي سبب عظيم في تحصيل البركة في الرزق، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه، فليَصِلْ رَحِمَهُ) [متفق عليه].
- القناعة والرضا بما قسم الله
- المحافظة على ذكر الله سبحانه في البيت، والتسمية عند تناول الطعام.
- حسن الإيمان بالله، وتقواه، لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]
- الرزق من عند الله مقدرٌ لكل خلقه، مؤمنهم وكافرهم، وغنيهم وفقيرهم، وقد تكفل الله فيه، لكنّ المسألة هي وجود البركة فيه من عدمها، وهذا يتعلَّق بمدى طاعتنا والتزامنا بأوامر الله، وتجنبنا لنواهيه، أو عكس ذلك تماماً، فالإنسان هو من يتسبب في مباركة الله في رزقه، أو عدم مباركته سبحانه.