محتويات
'); }
الفيل
الفيلُ هو حيوان ضخم ينتمي لمجموعة الثديّيات وهو من فصيلة الفيليَّات، ويتبَعُ رتبة الخرطوميّات التي تضمّ حيواناتٍ مُنقرضة عِدّة، مثل الماموث، ويُصنّف الفيل إلى نوعين أساسيَّيْن يختلفَان بشكلهما وحجمهما والبيئات التي يعيشان فيها، وهُما الفيل الأفريقيّ والفيل الآسيويّ، وتتواجد الفيلة غالباً في المناطق الواقعة إلى جنوب الصّحراء الكُبرى في أفريقيا، وفي المناطق الجنوبيّة والجنوب شرقيّة لآسيا. يُشتهر الفيل بحجمه الضَّخْم على نحوٍ غير عادي، ممَّا يجعلُهُ أكبر مخلوقٍ حي يعيشُ على اليابسة رُغْم وجود كائناتٍ أكبر منهُ في البحر، إذ يبلغ وزن الفيل البالغ حوالي 3,500 كغم، ويكونُ ارتفاعه عندَ الكتف 5.3 أمتار، وطوله أربعة أمتارٍ تقريباً، وله جلدٌ قويٌّ جدّاً بحيثُ تصل سماكته إلى ثلاث سنتيمتراتٍ تقريباً.[١]
تتغذّى الفيلة على النَّباتات من الأعشاب والحشائش وأوراق الشّجر؛ لذلك تتواجد هذه الحيوانات في مناطق السّافانا والغابات الكُبرى والصّحارى، ويمتاز جسم الفيل بالضّخامة. تؤثّر الفِيَلة في البيئة التي تعيش فيها، ولذلك فهي تُصنّف من الحيوانات الرّئيسة في بيئاتها. تعيشُ إناث الفيلة وصغارُها في العادة ضمن تجمُّعات عائليّة صغيرة تتنقُّل وتبحث عن الغذاء معاً، ويُطلق على صغير الفيل اسم الدَّغْفَل.[١] ويعود أصول كلمة فيل إلى اللّغة الأراميّة التي كانت بالأصل لفظ بيلو، وتمّ تعريبها إلى اللّغة العربيّة فأصبحت (فيل)، وفي اللّغة اليونانيّة كانت فيلفي.[٢]
'); }
ماذا يُسمّى صوت الفيل؟
تتفاوتُ أصوات الحيوانات فيما بينها، وتُعتَبر وسيلة للتّواصل بين أبناء الجنس الواحد، فيُصدِر الفيل صوتاً يُسمّى النَّهِيْم، وتقوم الفيلة بإصدار صوت النّهيم على شكل موجات صوتيّة واتّصالات رجفيّة تُعتبر طويلة المدى. ويُطلَق اسم النَّهيم أيضاً على صوتِ الأسد، وصوْت الصُّراخ الصّادر من الصّدر.[٣]
دورة حياة الفيل
تعيشُ إناث الفيلة وصغارها في جماعاتٍ عائليّة قليلة العدد تقودُها في الغالب أنثى مُتقدّمة بالسنّ، وأما الذّكور فهي تجتمعُ معاً في قطعانٍ مُستقلّة لا تحتكُّ بقطعان الإناث. في الأوقات من العام التي يكونُ فيها الطّعام وافراً يُمكن أن تتّحد جماعاتُ الفيلة مع بعضِها في قطعانٍ كبيرة.
الفيلة قادرةٌ على التحقّق من الجاهزيّة التَكاثريّة لبعضِها البعض بالاستفادة من حاسّة الشمّ الحادَّة لديها، والتي تُثير مُستقبِلاتٍ في أدمغتها تُساعدها على الانجذاب للأفراد القادرين على التّكاثر. تفترقُ الإناث عن الذّكور بعد التّزاوج مُباشرة، ولدى الفيلة الإناث أطول فترة حملٍ في مملكة الحيوان بأكملها، إذ تقضي ما يتراوحُ من ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين شهراً في الحَمل، أي قُرابة العامَيْن.[٤]
يُسمَّى ولد الفيل في اللُّغة العربيَّة الدَّغْفَل أو العِجْل،[٥] ويُعدُّ صغير الفيل من صغار الحيوانات البطيئة جدّاً في نُموِّها، وغالباً ما تضع الأنثى مولوداً واحداً فقط في كلِّ فترة حمل، مع أنَّها قد تضع توأماً في حالات نادرة. عندما يُولد دغفل الفيل الأفريقيّ (الأكبر حجماً) يَزن ما بين 115 – 145 كيلوغراماً، ويصل ارتفاعه إلى حوالي المتر عند الكتف، وأما دغفل الفيل الآسيويّ فيبلغ وزنه نحو 100 كيلوغرام، وارتفاعه 85 سنتيمتراً تقريباً. لا يستطيع الدَّغفل البدء بالمشي حتى مرور ساعة تقريباً على ولادته.[٦]
يدخلُ الفيل الأفريقيّ اليافع في مرحلة النُّضج الجنسيّ بعد أن يصلَ من العُمر ما يتراوح من عشر سنواتٍ إلى اثني عشر سنة، ويُصبح عندها جاهزاً للتّكاثر والإنجاب، وتتأخر الفيلة الآسيويّة قليلاً، إذ لا تنضج حتى عامها الرّابع عشر تقريباً. وعندما تصلُ ذكور الفيلة إلى هذه المرحلة فهي تميلُ إلى تركِ القَطيع الذي وُلِدَت فيه والافتراق عن أمّهاتها لأوّل مرّة في حياتها، وأحياناً قد تنزعجُ باقي إناث القطيع من الذّكر اليافع ورُبّما يطرُدْنه بأنفسهنّ، وعندها يُكمل الذّكر حياته وحيداً، أو يبحثُ عن جماعة صغيرة من الذّكور الأُخرى لينضمَّ إليها. على الجانب الآخر، تميلُ إناث الفيلة إلى مُرافقة أمَّهاتها طوال حياتها، ولذلك فغالباً ما يضمُّ كل قطيعٍ من الفيلة أطفالاً مع أمهاتهم وجدَّاتهم، وتكون الجدّة قائدة القطيع في الغالب لكونها الأكبر سنّاً. يعيشُ الفيل في البريّة حوالي ستّين عاماً، بينما قد تتجاوزُ مدة حياته في الأسر الثّمانين عاماً.[٤]
الصفات الجسمية للفيل
- الأذنان: يمتلك الفيل أذنين ضخمتين رقيقتين من حيث السُمْك، وتتألف الأذن الواحدة من آلاف الشُعيرات الدمويّة التي تعمل على منح جسم الفيل الضّخم القدرة على التّأقلم في البيئة التي يُقيم فيها، إذ إنَّ لآذانه دوراً جوهريّاً في تنظيم حرارة جسمه، ويتمكِّن الفيل بالفعل بفضل أذنيه الكبيرتين جدّاً من سماع الأصوات والتّرددات المُنخفضة من مسافاتٍ كبيرة. ومن اختلافات الفيل الأفريقيّ عن نظيره الآسيويّ أنَّ لديه أذنين أكبر حجماً بكثير.[٧]
- الخرطوم: يمتلك الفيل خرطوماً طويلاً جداً، إذ يُساعده على التقاط الطّعام وإيصاله إلى فمه، ويستفيدُ منه أثناء الاستحمام والشّرب في سحبِ الماء ورشّه، كما يستطيع بخُرطومه حملَ الأشياء، ومُساعدة صغاره على الوُقوف وغير ذلك. ويُعتبر الخرطوم امتداداً طويلاً للشَّفَة العُليا لكنَّه مليءٌ بالعضلات، وفي نهايته حافَّتان تُشبهان الشّفاه مُغطَّاتان بشُعيراتٍ دقيقة من الدّاخل.[٧]
- الأسنان: يمتلك الفيل ستّة وعشرين سنّاً في فمه، تنشطر إلى اثنتي عشرة سنّاً لبنيّة واثني عشر ضِرساً، تمتاز بطولها، ويستبدل الفيل أسنانه ستّ مرّات.[٧]
- الأنياب: ينفرد الفيل امتلاكه ما يُسمّى بالأنياب العاجيّة على جانبي فمه، إذ تكون مُزخرفة بخطوط مائلة، ويعتمد الفيل على أنيابه في التخلّص من فروع الأشجار وآثارها، وحفر التّربة سعياً للحصول على الماء من باطن الأرض. وهذان النَّابان الطّويلان المُدبَّبان هُما في الحقيقة مُجرَّد أسنانٍ قاطعةٍ مُتضخّمة الحجم، وهي أكبرُ حجماً لدى الفيلة الأفريقيّة منها عند الآسيويّة.[٧]
فيديو عن حيوان الفيل
للتعرف على هذا الحيوان أكثر شاهد الفيديو
المراجع
- ^ أ ب “الفيل”, الموسوعة العربية، تاريخ الوصول 15-10-2016.
- ↑ Nişanyan, Sevan. “Sözlerin Soyağacı – Çağdaş Türkçenin Etimolojik Sözlüğü”. Erişim tarihi: 23 Kasım 2013.
- ↑ “النهيم”, معجم المعاني، تاريخ الوصول 15-10-2016.
- ^ أ ب “Elephant | Mammal”, Britannica، Retrieved 15-10-2016.
- ↑ “معنى دغفل في معجم المعاني الجامع”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2016.
- ↑ هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 706، جزء 17 (غ – ف).
- ^ أ ب ت ث “African elephant (Loxodonta africana)”, Wildscreen ARKIVE، Retrieved 15-10-2016.