'); }
الفيل
يُعَدُّ الفيل أضخم الحيوانات البرّية، وهو ينتمي إلى فصيلة الفيليّات، ورُتبة الخرطوميّات، ويُوجَد حاليّاََ نوعان من الفِيَلة، هما: الفِيَلة الآسيويّة، أو الهنديّة (الاسم العلميّ: Elephas maximus)، والفِيَلة الأفريقيّة، حيث تكون على نوعين، هما: فِيَلة الأحراش الأفريقيّة، أو فِيَلة السافانا (الاسم العلميّ: Loxodonta africana)، وفِيَلة الغابات الأفريقيّة (الاسم العلميّ: Loxodonta cyclotis)، إلّا أنّ السجلّات الأُحفوريّة تُشِير إلى وجود أنواع أخرى مُنقرِضة، من أشهرها الماموث، عِلماً بأنّ الفيل يتميَّز بجِلد سميك، وآذان كبيرة الحَجم، وأَرجُل شبيهة بالأعمدة، أمّا أهمّ ما يُميِّز الفيل، فهو الخرطوم الطويل، والمَرِن، الناتج عن اندماج الشفة العُليا مع الأنف.[١]
اسم صغير الفيل
يُسمَّى صغير الفيل في اللغة العربيّة الدَّغْفَل.[٢]، حيث يُولَد الدَّغْفَل بعد فترة حَمْل هي الأطول بين الثدييّات؛ إذ تمتدُّ ما بين 18-22 شهراً، ويَزِن الدَّغْفَل عند ولادته 100كغم، كما يَصِل ارتفاعه إلى متر واحد، وتُرضِع الأمُّ صغيرها من الغُدَد الثدييّة في منطقة الصدر، وعلى خِلاف الظنّ الشائع، فالدَّغْفَل يَرضَع باستخدام الفم، وليس الخرطوم، حيث يستمرُّ صغير الفيل بالرضاعة لفترة طويلة، ويُفطَم فقط عندما يبدأ ناباه الناميان بمُضايقة الأمّ، وبعد الفِطام، يقضي صغير الفيل ساعات طويلة في تناوُل الطعام، ومن الجدير بالذكر أنّ سنّ بلوغ الفِيَلة يختلف اعتماداً على النوع؛ إذ يَصِل الفيل الأفريقيّ إلى مرحلة النُّضج الجنسيّ عندما يتراوح عمره ما بين 10–12عاماً، أمّا الفِيَلة الآسيويّة، فيتأخَّر بُلوغها حتى عامِها الرابع عشر، وفي الحالتَين يتوجَّب على الذكور مغادرة القطيع، لتعيش مُنفردة، أو ضمن قطيع يَضمُّ ذكوراً أخرى، أمّا الإناث فتبقى مع أفراد القطيع طوال حياتها.[٣]
'); }
يحظى الدَّغْفَل -الذي يُولَد أعمى تقريباً- بفترة طفولة طويلة، يعتني به في بدايتها أفرادُ القطيع جميعهم، ثمّ تختار الأمّ مجموعة من إناث القطيع اللواتي لم تُتَح لهُنّ الفرصة لإنجاب صِغار بَعد؛ لتُشكِّل فرقة من الأمّهات المُتفرِّغات؛ لرعاية الصغير (بالإنجليزيّة: allomothers)، ولتتمكَّن هي من التفرُّغ لتغذية نفسها جيِّداً؛ وذلك حتى يكون حليبها مُغذِّياً أكثر للفيل الرضيع، ومن مَهامّ الأمَّهات البديلات: العناية بالصغير أثناء تنقُّل القطيع من مكان إلى آخر، ومساعدته على النهوض عند سقوطه، أو عندما يَعْلَق بالوحل، وتُعَدُّ هذه التجربة مُفيدة للأمّهات البديلات؛ إذ يكتسبن الخبرة اللازمة للعناية بالصِّغار عندما يتمكَّنَّ من حَمل، وولادة دغافل خاصّة بهنّ.[١]
الخصائص المُميّزة للفِيَلة
تتميَّز الفِيَلة بالخصائص الآتية:[١]
- الخُرطوم: يتكوّن خُرطوم الفيل من أكثر من 40 ألف عضلة مُنفرِدة (تشير بعض المراجع إلى أنّ عدد العضلات أقرب إلى مائة ألف)؛ ولذلك فهو يتَّصف بأنّه شديد الحساسيّة، والدقّة، بحيث يُمكِنه التِقاط عشبة واحدة من الأرض، وهو في الوقت نفسه قويّ بما يكفي لنَزْع أغصان الأشجار، أو إسقاط الأشجار على الأرض، كما يَستخدِمُ الفيل خُرطومه لامتصاص الماء، وشُرْبه، ورَشِّه على الجسم أثناء الاستحمام، إضافة إلى استخدامه لوَضْع طبقة من الطين على الجسم؛ ولوقاية الجلد من أشعَّة الشمس، ويُستخدَم الخُرطوم أيضاََ أثناء السباحة كأنبوبة تنفُّس، كما أنّه يُستخدَم للمُغازلة، والترحيب بالفِيَلة الأخرى، ومُصافحتِها، وهو يُعتبَر وسيلة للتواصُل؛ فالخُرطوم المرفوع إلى الأعلى يدلُّ على التهديد، والتحذير، بينما يدلُّ الخُرطوم المُنخفِض على الخضوع، ويختلف خُرطوم الفيل الآسيويّ عن خُرطوم الفيل الأفريقيّ، بأنّ نهاية الخُرطوم مُكوَّنة من زائدة على شَكْل إصبع، بينما يُوجَد لخرطوم الفيل الأفريقيّ زائدتان.
- الناب: يصل طول نابَي ذكور وإناث الفِيَلة الأفريقيّة إلى أكثر من ثلاثة أمتار، وتَزِن أكثر من 90 كغم، أمّا أنياب الفِيَلة الآسيويّة، فتكون أقلّ من حيث: الحجم، والوزن، من الفِيلة الأفريقيّة، وتكون طويلة فقط لدى الذكور، وقصيرة أو معدومة لدى الإناث، عِلماً بأنّ لكلِّ فيل نابان، إلّا أنّ الفِيَلة مثل البشر؛ تميل إلى استخدام أحد النابين أكثر من الآخر، ويُسمَّى (الناب السائد)، ويتميَّز بأنَّ نهايته مُدوَّرة، وأنّه أقصر طولاََ من الناب الآخر؛ لأنّه يَتلفُ بسبب الاستخدام المُتكرِّر له، ومن ناحية أخرى، فإنّ الناب ينمو طوال حياة الفيل، ويَصل مُعدَّل نُموِّه لدى ذكور الفِيَلة إلى 18سم في العام.
- الجِلد: يَصِل سُمْك جِلد الفيل إلى 2.5سم، باستثناء الجِلد المُحيط بالفم، وداخل الأُذُن؛ إذ يكون رقيقاََ، وبالرّغم من سُمْك جلد الفيل، إلّا أنّه شديد الحساسيّة لأشعَّة الشمس، ولَسَعات الحشرات؛ ولذلك تحرصُ الفِيَلة على تغطية جلدها بالطين؛ لحمايته، والمُحافظة على رطوبته، وتنظيم درجة حرارة جسمها؛ وذلك لأنّ الفِيَلة تَجِدُ صعوبة في التخلُّص من الحرارة الزائدة في جسمها، وكثيراََ ما تَرفعُ الفِيَلة أرجُلَها عن الأرض؛ لتُعرِّضَ باطن أقدامها للهواء، ممّا يؤدّي إلى تبريدها.
- الأُذُن: آذان الفِيلة كبيرة الحجم، وتتكوَّن من طبقة رقيقة جدّاََ من الجِلد تُغطِّي الغضروف، وفيها شبكة غنيّة من الأوعية الدمويّة، وفي الأوقات الحارَّة، تُرفرِف الفِيَلة بآذانها؛ لإيجاد نسيم بارد يُبرِّد الأوعية الدمويّة السطحيّة، ومنها ينتقلُ الدم البارد إلى جميع أجزاء الجسم.
- الأَرجُل: للفيل سيقان ضخمة مُستقيمة، وأقدام كبيرة، تُمكِّنه من دَعْم كتلة جسمه الضخمة، وتُمكِّنه من الوقوف لفترات طويلة دون أن يتعب، وللفيل الأفريقيّ أقدام أماميّة، يتكوّن كلٌّ منها من أربعة أصابع، أمّا الأقدام الخلفيّة، فيتكوَّن كلٌّ منها من ثلاثة أصابع، وفي ما يتعلَّق بالفيل الآسيويّ، فإنّ أقدامه الأماميّة تتكوّن من خمسة أصابع، مقابل أربعة أصابع في أقدامه الخلفيّة، وتَعتمدُ عِظام الأقدام على مادّة جيلاتينيّة تعمل كوسادة تَمتصُّ الصدمات.
تغذية الفِيَلة
يُمكِن للفيل البالغ أن يتناول 300 باوند (136 كيلوغرام تقريباََ) من الطعام يوميّاََ،[٤] وتَقضي الفِيَلة مُعظَم وقتها بالتجوُّل، وتَقطع مسافات كبيرة؛ بحثاََ عن طعامها الذي يتكوَّن عادةََ من الأعشاب، والثمار، والجذور، ولحاء الأشجار،[١] إضافة إلى أنّها تستخدُم أنيابها لحَفْر الأرض؛ بحثاََ عن الطعام والماء، ولنَزْع اللِّحاء عن الأشجار، أمّا الخرطوم، فيُستخدَم للشُّرب، ولالتقاط الطعام، ووَضْعه في الفم.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث “Elephant”, newworldencyclopedia,18-2-2016، Retrieved 1-8-2018. Edited.
- ↑ “معنى دغفل في معجم المعاني الجامع”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 4-08-2018.
- ↑ Jeheskel Shoshani , “Elephant”، www.britannica.com, Retrieved 1-8-2018. Edited.
- ^ أ ب “African Elephant”, nationalgeographic.com, Retrieved 4-8-2018. Edited.