'); }
القبر ما هو؟
الموت هو نهاية كل المخلوقات، مفرق الجماعات، وهادم اللذات، وقد قهر الله عباده بالموت، فهو نهاية لكل شيء من رزق وقوت ومتاع على الحياة الدنيا، وهو بداية الحياة الأخرى، فأما أن يكون بداية لسطوت العذاب، أو بداية للنعيم المقيم، وكل من يموت من إنس، لا بد أن يوارى جثمانه الثرى، وقد قال الله سبحانه وتعالى معقباً على ذلك (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
حال الجسد بعد الموت
وبعد الموت لا بد من دفن الإنسان في القبر، فهو يصبح جثة هامدة، إن بقيت ينبعث منها رائحة كريهة، ولكن ماذا ينتظر الإنسان بعد الموت؟
عند دخول القبر
بعد أن يُدفن الإنسان في القبر، ويذهب عنه محبيه من أهله وأقربائه وأصحابه، فلا يبقى احد منهم قط، ومن ثم يسمع الميت قرع نعال آخر واحد منهم، فلا يلبث احد منهم، إلّا وقد رحل عنه، ولا يستطيع أن يتحرك من مكانه، ثم يأتي ملكان أزرقان الوجه يقعدانه ثم يسألانه عن الرجل الذي أرسل فيه، وهنا ينقسم الناس إلى فريقان: إمّا مؤمن آو كافر، وأمّا المؤمن فيشهد ويقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه عن ماله وكتابه وعمره، فإن أجاب بالحق وقال صواباً، استقبلته الملائكة بريح وريحان، ومن ثم يريانه مقعده من النار، فيقولان له” إن الله أبدلك مقعداً في الجنة”، فإن رأى مقعده من الجنة، سأل الله أن يقيم الساعة، فيكون قبره روضة من رياض الجنة، وتنعم بنعيم الجنة، وأمّا الكافر أو المنافق أو المشرك بالله عز وجل، فعند سؤاله، يتلجّج لسانه عن الإجابة، فيجيب “بلا ادري كنت أقول ما يقول الناس فيه”، ومن ثم يقولان له لا دريت ولا بليت، ثم يضربانه ضربة واحدة بمطرقة من حديد بين أذُنيه، فيصرخ صرختاً، فيسمع صراخه كل من حوله إلا الثقلين من الإنس والجن، فيريانه مقعده من الجنة، لو أنّه آمن، فيفتح له فتحة من نار جهنم والعياذ بالله، فيرى من سمومها وجحيمها، ومن ثم يسأل الله عز وجل أن لا يقم الساعة.
'); }
الروح والجسد
ويختلف حال الروح عن الجسد، فأما الجسد، فيبدأ بالتعفن منذ أليلة الأولى مبتدأً بالبطن والفرج، وميل لون الجسم إلى الاخضرار، وفي أليلة الثانية تبدأ الأعضاء الداخلية من الجسم بالتعفن شيئاً فشيئاً من الطحال فالرئة ثم تليها الأمعاء، وفي أليلة الثالثة ينبعث من الأعضاء روائح كريهة، فأن أوشك الأسبوع الأول على الانتهاء، يبدأ الوجه بالانتفاخ، وبعد مرور خمسة عشر يوم، يبدأ الجسم بالتحلل شيئاً فشيئاً من خلال الدود الذي ينتج من الجسم تلقائيا بمجرد خروج الروح عن طريق الميكروبات الداخلية في جسم الإنسان. .