سكّر الفواكه
يسمّى سكّر الفاكهة بالفركتوز (Fructose) أو (Levulose)، ومن الناحية العلميّة هو عبارة عن سكّر أحاديّ يوجد طبيعيّاً بوفرة في الفواكه والعسل (1)، حيث إنّه موجود بنسبة أكبر من 10% في العسل والتمر والزبيب والدبس والتين، كما أنه موجود بنسبة 5-10% في العنب والتفاح وعصيره والتوت الأزرق (5)، ويحمل سكر الفركتوز الصيغة الكيميائية نفسها لسكر الجلوكوز، وهي (C6H12O6)، ولكن ترتيب ذراته يختلف بحيث يحفز براعم التذوق في اللسان لينتج الإحساس بالحلاوة بدرجة أكبر. ويوجد سكّر الفركتوز أيضاً في العديد من المنتجات الغذائيّة، مثل المشروبات الغازيّة، وحبوب الإفطار المحلّاة الجاهزة للأكل، والحلويّات المحلّاة بشراب الذرة العالي الفركتوز وغيرها (1)، ويأتي معظم الفركتوز الذي يتناوله الإنسان من المنتجات الغذائيّة، ونظراً لأنه أحلى من سكّر المائدة يعمد الكثيرون على استخدامه في حميات خسارة الوزن والسكري وغيرها، حيث إنّ حلاوته تقلّل من الكميّة التي يستخدمها الشخص للحصول على مستوى الحلاوة نفسه من سكر المائدة (2)، وسنتعرف في هذا المقال على سكر الفواكه والحقيقة العلميّة لاستخدامه كبديل عن سكر المائدة.
تأثير السكّريات المضافة في الصحّة
ينقسم السكر المتناول في الحمية إلى نوعين، سكر طبيعي مصدره الفواكه والخضروات والحليب والحبوب، وسكر مضاف، وقد ارتفع في الفترة الماضية استخدام السكر المضاف إلى الأغذية كمحلٍّ، ويعتبر سكر الفركتوز أحد هذه السكريات المضافة إلى الأغذية، حيث تتم إضافة هذه السكريّات إلى المنتجات الغذائية لأغراض النكهة، ولإعطاء القوام واللون المناسبين، ولتعمل كغذاء للخمائر في الأغذية التي تحتاج للتخمير لمنح الحجم كما في المخبوزات، ولزيادة الحجم في صناعة البوظة، كما أنّه يعمل كمادة حافظة في صناعة المربيّات، ويعادل الحموضة في المنتجات المصنوعة من البندورة والخل (1).
يؤدي تناول السكريات بشكل عام ومنها سكر الفركتوز بكميّات معقولة ومتوسطة إلى إضافة متعة ولذّة إلى الحمية الغذائيّة دون التأثير السلبي في الصحة، ولكن زيادة تناولها يؤثر في الصحة من ناحيتين، الأولى هي عن طريق منح السعرات الحراريّة الفارغة، أي أنها تمنح السعرات الحراريّة دون تزويد الجسم بالعناصر الغذائيّة، مما يرفع من فرصة السمنة وزيادة الوزن، خاصّة وأنّ العديد من هذه الأغذية تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون أيضاً (1)، ويرفع تناول الفركتوز بكميات كبيرة من فرصة زيادة الوزن حاله كغيره من السكريات المضافة (3)، والثانية هي عن طريق رفع فرصة تسوّس الأسنان (1).
الفركتوز وتأثيره في الصحّة
بشكل عام ينصح بالحد من تناول الأغذية المحتوية على كميات كبيرة من السكريات المضافة، لا سيما الفركتوز الذي ينصح بتناوله بكميات محدودة، حاله كغيره من السكريات (3).
بعد امتصاص الفركتوز فإنه ينقل إلى الكبد حيث يتم تحويله إلى جلوكوز، وبشكل عام فإنّ عمليات تمثيل الفركتوز تحفّز بناء الدهون، ولذلك وجدت العديد من الدراسات ارتفاعاً في مستوى دهون الدم بعد تناول الفركتوز، وفي إحدى الدراسات التي أجريت على أطفال في عمر 6-14 سنة، والتي درست العديد من العوامل التي كان تناول الفركتوز من أهمها، وجدت الدراسة ارتفاعاً في مستوى الدهون الثلاثيّة، وانخفاضاً في مستوى الكولسترول الجيّد (HDL)، كما وُجد أنّ حجم جزيئات الكولسترول السيئ (LDL) كان أصغر في الأطفال المصابين بزيادة في الوزن، وقد وجد أنّ تناول الفركتوز كان هو العامل الوحيد في الحميّة الذي ارتبط بهذا التأثير على جزيئات الكولسترول السيئ، ولذلك يمكن أن يرفع تناول الاطفال للفركتوز من خطر الإصابة المستقبليّة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، كما ووجد أنّ الفركتوز يرفع من إنتاج حمض اليوريك، والذي يقلل من مستوى أكسيد النيتريك الذي يلعب دوراً هامّاً في ارتخاء الأوعية الدمويّة ودوران الدم (5).
وفي مرضى السكري لا ينصح بالاعتماد على سكر الفاكهة (الفركتوز) كبديل عن سكر المائدة على الرغم من مؤشّره الجلايسيمي المنخفض، وذلك لما له من تأثير سلبي في ليبيدات (دهون) الدم (1).
بالإضافة إلى ذلك فقد وجد أنّ تناول شراب الذرة عالي الفركتوزـ والذي يستخدم كسكر مضاف في الكثير من المنتجات الغذائية قد يكون سبباً في ألم البطن والشعور بالانتفاخ وغيرها من أعراض الجهاز الهضميّ عند الكثير من الأشخاص، وذلك بسبب ما يسمّى بعدم احتمال سكر الفركتوز، والذي وجد أنّ الكثيرين يعانون منه، حيث وجدت دراسة أنّ تناول الفركتوز يسبب العديد من أعراض الجهاز الهضميّ، والتي وجدت في ثلاثة من كل أربعة أشخاص ممّن شاركوا في الدراسة التي اشتملت على 183 شخصاً، وترتفع الأعراض مع ارتفاع استهلاك المنتجات المحتويّة على الفركتوز، كما حصل في السنوات الأخيرة (4).
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الإرشادات التي توجه إلى خفض تناول سكر الفركتوز يقصد بها الفركتوز المضاف إلى المنتوجات الغذائيّة، في حين يجب عدم القلق من تناول الفركتوز الموجود في الفواكه (3).
المراجع
(1) بتصرّف عن كتاب Rolfes S. R., Pinna K. and Whitney E./ Understanding Normal and Clinical Nutrition/ 7th Edition/ Thomson Wadswoth/ The United States of America 2006/ pages 104-113.
(2) بالتوثيق من نور حمدان/ أخصائيّة تغذية/ 24-4-2016.
(3) بتصرّف عن مقال Chang L., WebMD/ Fructose and Weight Gain: A Bad Rap?/ 2006/ www.webmd.com/diet/obesity/fructose-weight-gain-bad-rap?page=1.
(4) بتصرّف عن مقال Kirchheirmer S./ WebMD/ Fructose May Cause Digestive Problems/ 2003/ www.webmd.com/digestive-disorders/news/20030714/fructose-may-cause-digestive-problems.
(5) بتصرّف عن مقال Bray G. A. (2007) How Bad is Fructose? The American Journal of Clinical Nutrition/ 86/ 4/ 895-896.