المجموعة الشمسية

جديد لماذا سمي كوكب المريخ بهذا الاسم

كوكب المريخ

يُعَد المريخ رابع كواكب المجموعة الشمسيّة من حيث بعده عن الشمس، وهي النجم الذي تدور حوله جميع الكواكب السيّارة الأخرى، ويأتي ترتيبُه بعد الأرض مُباشرة، وهو ثاني أقربِ الكواكب إليها (بعد كوكب الزّهرة). ويُصنَّف المريخ على أنه من الكواكب الصخريّة، فهو يشبه الأرض في تكوينه الكيميائيّ وخصائصه الفيزيائيّة إلى حدّ بعيد. ويُعتبر المريخ ثاني أصغر الكواكب في المجموعة الشمسية، فلا يقلُّ عنه في الحجم سوى عطارد، وهو لا يستطيعُ أن يشغل سوى سُدْس حجم الأرض. ويُعرَف أيضاً باسم الكوكب الأحمر، بسبب لون سطحه، ولهذا الكوكب قمران صغيران جداً يدُوران حوله، ويُشتهر المريخ بأنَّ عليه آثاراً تُوحي بأنَّ كميات وافرة من المياه تدفَّقت على سطحه في الماضي، ولا زالت تُوجد عليه كميات كبيرة من الماء على شكل جليد، فالحرارة على المريخ مُنخفضة جداً، فهي لا تكادُ تصعد فوق -25 درجة مئويّة، أي تحتَ نُقطة تجمُّد الماء بكثير، وسطحُ هذا الكوكب مُغطّى الكثير من الجبال والأودية العميقة والبراكين الخامدة.[١]

تصعبُ – إلى حدّ ما – رُؤية معالم سطح المريخ بوُضوحٍ من الأرض، حتى عندَ استعمال التلسكوبات العملاقة، لكن الدراسات الحديثة تُثبت وُجود تقلّباتٍ عديدة على سطح الكوكب نتيجة تغيّر الفُصول، وعند مُراقبة المريخ من الأرض تظهرُ على سطحه العديد من البُقع السوداء والأخرى البُنية أو فاتحة اللون، ولقُرون طويلة، افترضَ عُلماء الفلك أنَّ هذه كانت مساحاتٍ خضراء تُغطّيها النباتات، وخمَّنُوا وجود حياة على سطحه، إلا أنَّ صدمةً كبيرة أصابت الفلكيين عندما أُرسلت أول مركبة فضاءٍ لمدار حول المريخ، وكانت مارينر 4 في عام 1965، فوَجدوا أنّ سطحه في الحقيقة عبارةٌ عن صحارى جرداء وقاحلة تخلُو من الحياة، ورُغْم ذلك لا تزال الاحتمالية قائمةً بأنَّ المريخ كان مُغطّى في الماضي بالماء، ولعلَّ نوعاً من الحياة المجهرية وُجدت يوماً عليه.[٢]

سبب تسمية كوكب المريخ بهذا الاسم

لاحظت الشّعوب القديمة وُجود كوكب المريخ في السّماء، وميَّزتهُ بحمرته الشديدة، وأطلقت عليه العديد من الأسماء تكهّناً بالصّفات الكثيرة التي وُضعت له. وتُوجد في اللغة العربيَّة عدة أسماءٍ للمريخ، منها بَهْرَام، والقاهرة، إذ يُحتمل أنَّ مدينة القاهرة (عاصمة مصر) سُمِّيت باسمها لأنها بُنِيَت في يومٍ طلع فيها المريخ في السماء.[٣]

وقد ربطت الشّعوب القديمة بين كوكب المرّيخ والحرب، وما يُرافقها من قتالٍ دموي، مُنذ أزمنة قديمة جداً. فقبل 3,000 عام كان البابليّون في العراق يُسمّونها “نيرغال” تيمُّناً بإله الوباء والموت في ديانتهم، وأحدُ أشهر أسمائه “مارس” (باللاتينية: Mars) الذي كان يُستعمل باللغة اللاتينية وأصبح سائداً اليوم في مُعظم اللغات الأوروبية، هو اقتباسٌ لاسم إله الحرب في الأساطير الرومانية. وسُمِّي لدى الإغريق القدماء “آريس”، وهو إله الحرب لديهم أيضاً.[٤]

ويُشتهر المريخ الآن في أحيانٍ كثيرة باسم الكوكب الأحمر، والسَّببُ في ذلك أنَّ لتربته لوناً بُنياً ضارباً في الحُمرة، ومصدر هذا اللون الفريد هو أن تُربة المريخ غنيّة جداً بعُنصر الحديد.[٥]

معلومات عامة عن كوكب المريخ

يبلغ قطر كوكب المريخ حوالي 6,800 كيلومتر، وهو ما يُعادل نصف قطر الكرة الأرضيّة تقريباً أو 0.53 من قُطرها على نحو الدقّة، وأما مساحته فلا تتجاوزُ ربع مساحة كوكب الأرض، ومن جهةٍ أخرى تبلغ كُتلته 0.15 فحسب من كُتلة الأرض، أي أنها جزء من سبعة منها تقريباً. إضافة إلى ذلك فإن حجم هذا الكوكب يقدر بـ 15% من حجم كوكب الأرض[٥] أي ما يقترب من 6.3X10^11 كيلومتراً مكعباً،[٦] إلا أنَّ كثافته أقلّ منها، فهو يحتوي على عناصر أخفّ وزناً. وللمريخ تكوينٌ كيميائي معدني، فمن أبرز العناصر فيه الحديد والنيكل والكبريت.[٥]

ويدورُ المريخ حول الشمس في مدار إهليجي، وبالتالي له بُؤرتان يكون في إحداهما أقرب إلى الشمس من العادة وفي الأخرى أكثر بُعْداً، ولكن بشكلٍ وسطي تبلغُ المسافة بين المريخ والشمس حوالي 228 مليون كيلومتر،[٤] أي ما يُساوي 1.66 مرّة أكثر من المسافة بين الأرض والشمس، إلا أنَّ بُعد المريخ عن الشمس قد يزدادُ أو ينقصُ بمقدار أكثر من أربعين مليون كيلومترٍ خلال العام.

ولأنَّ المريخ بعيد نسبياً فهو يحتاجُ إلى 687 يوماً أرضياً ليُكمل كلّ دورة له حول الشمس، ولكن في المُقابل طول اليوم على المرّيخ (وهي الفترة التي يحتاجُها الكوكب ليتم دورة حول محوره) قريب جداً من اليوم على الأرض، فهو يبلغ 24 ساعة و40 دقيقة.[٥]

يدورُ المريخ حول نفسه بمحورٍ مائل 25.2 درجة مُقارنة بمُستوى مداره، ولأنَّ ميلان محوره مُماثلٌ تقريباً لميلان الأرض، وبما أن هذا الميلان هو سببُ الفصول الأربعة فإنَّ على المريخ أربعة فُصولٍ أيضاً. تتمثَّلُ هذه الفصول بارتفاع درجة الحرارة في الصيف، وانخفاضها خلال الشتاء. ومن أهمّ آثار التقلّبات الفصلية على المريخ تقلّص مساحة قطبيه الجليدين (إذ تُوجد كميات كبيرة من الجليد على قُطبيه مثل الأرض). وللمريخ غلاف جوي رقيقٌ نسبياً يحتوي على عدد من العناصر، من أبرزها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُشكّل لوحده 96% من هواء الكوكب، ويأتي بعده غاز الأرغون بنسبة 1.93% والنيتروجين بنسبة 1.89%، إضافةً إلى كميّات صغيرة جداً من الأكسجين وبخار الماء.[٥]

قمرا المرّيخ

يدور حول كوكب المريخ قمران اثنان، يُطلق على الأول اسم ديموس، وهي كلمة يونانيّة قديمة تعني “الرعب”، بينما يطلق على الثاني اسم فوبوس، أي “الخوف”، وهذان الاسمان مُقتبسان مباشرةً من اسمي ابنين لإله الحرب “آريس” في الأساطير الإغريقية. وبفضل هذين القمرين يُعتبر المريخ أكثر الكواكب الصخريّة من حيثُ عدد الأقمار، فبينَ هذه الكواكب الأربعة ليس للأرض سوى قمرٌ واحد، وأما عطارد والزهرة فليست لهما أيّ أقمارٍ على الإطلاق. ويعودُ الفضل في اكتشاف هذين القمرين إلى عالم فلك أمريكي اسمهُ آزاف هول، الذي نجحَ باكتشافهما بالتلسكوب في عام 1877 وتخطيط مداريهما. ويُعتبر القمران صغيرين جداً، فأكبرُهما -وهو فوبوس- لا يتجاوزُ قطره 26.5 كيلومتراً في أعرضِ نُقطة، وأما ديموس فقطره يُعادل 15 كيلومتراً فحسب، ولكليهما شكلٌ غير مُنتظم، وتكوينٌ صخريّ يحتوي على نسبة كبيرةٍ من عنصر الكربون. ويُتمّ فوبوس كلّ دورة حول المريخ في سبع ساعات، بينما يحتاجُ ديموس إلى حوالي ثلاثين ساعة.[٧][٨]

المراجع

  1. Sandra May, “What Is Mars?”، NASA, Retrieved 19-11-2016.
  2. “Mars: In Depth”, NASA, Retrieved 19-11-2016.
  3. “حقائق مدهشة عن كوكب المريخ”، قناة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2016.
  4. ^ أ ب Michael H. Carr, Michael C. Malin and Michael J.S. Belton, “Mars | Planet”، Britannica, Retrieved 19-11-2016.
  5. ^ أ ب ت ث ج Matt Williams, “THE PLANET MARS”، Universe Today, Retrieved 19-11-2016.
  6. Jerry Coffey, “SIZE OF MARS”، Universe Today, Retrieved 27-11-2016.
  7. “Deimos | Moons of Mars”, Britannica, Retrieved 19-11-2016.
  8. “Phobos | Moons of Mars”, Britannica, Retrieved 19-11-2016.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى