لماذا سميت نهاوند بفتح الفتوح

'); }

لماذا سُميت نهاوند بفتح الفتوح؟

أُطلق على معركة نهاوند فتح الفتوح؛ لأنها كانت معركة فاصلة وسبب في فتح بلاد فارس بالكامل ولما انتصر المسلمين فيها قُضي على شوكة الفرس بالمنطقة.[١] ولم يعد لهم أي إجتماع سياسي في المنطقة من بعدها.[٢]

وقد كانت معركة عظيمة واستشهد على إثرها عدد من المسلمين وقد ورد أنه هرب قائد الفرس من المعركة ومات ملكهم وانتهت بالنصر المُظفر للمسلمين، وصدحت بلاد فارس بالتكبير والتهليل الذي ردده المسلمين مُباركين هذا النصر والفتح العظيم.[٣]

معلومات عامة حول معركة نهاوند

انتصر المسلمون في معركة نهاوند التي وقعت في عام 21 للهجرة وكانت ضد الفُرس في بلدة نهاوند التي تقع شرق مدينة همدان بإيران.[٤]

'); }

إذ أرسل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشاً من ثلاثين ألف مُقاتل بقيادة النعمان بن مُقرّن المزني إلى نهاوند وكانت جموع الفرس تُقدر بمئة وخمسين ألف مقاتل، رغم كثرة الفرس العددية إلا أنّ المسلمين كانوا قد حاربوا ببسالة وأطاحوا بعشرات الآلاف من مقاتليهم وكان بينهم قائدهم الفيرزان.[٥]

استشهد قائد المسلمين النعمان وخَلِفهُ بالقيادة حذيفة بن اليمان ولم يعلم المسلمون بخبر وفاة قائدهم حتى نهاية المعركة وانتصارهم؛ لأن أخو القائد النعمان نُعَيم بن مُقرّن المزني عندما استلم الراية من بعده أخفى خبر استشهاده وتكتم عليه؛ حتى لا تضعف همة وعزيمة المسلمين وروحهم المعنوية القتالية.[٦]

ولما انتصر المسلمون وسألوا عن قائدهم النعمان قال أخوه نُعيم لهم: “هذا أميركم، قد أقرّ الله عينيه بالفتح وختم له بالشهادة”، فلما سمعوا المسلمين نبأ استشهاده لم يتمالكوا أنفاسهم وبكوا عليه بكاءً شديداً.[٦]

أسباب معركة نهاوند

بعد ما فتح المسلمون الأهواز ائتمر الملك يزدجرد مع الفرس من أهل الباب، وخرسان، والسند، وحلوان على شن هجوم على المسلمين لمُباغتتهم وكسر شوكتهم فكتبوا لبعضهم بأن يجتمعوا بنهاوند.[٧]

وقد سمع بذلك سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- فأرسل فوراً للخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمراً مُحذراً إياه قائلاً فيه: “بلغ الفرس خمسين ومئة الف مقاتل فإن جاؤونا قبل أن نُبادرهم الشدة ازدادوا جُرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك”.[٨]

فلما بلغ عمر الأمر أرسل لأهل الكوفة بأن يخرج ثلثيهم مع أهل البصرة، وعيّن النعمان بن عمرو المزني قائداً وأميراً على الجيش وأمر حذيفة بن اليمان بإستلام القيادة في حال أصيب النعمان وإن أصيب حذيفة فجرير بن عبد الله وإن أصيب فالمغيرة بن شعبة وأن أصيب فالأشعث بن قيس.[٩]

أهمية معركة نهاوند

توضيح أهمية معركة نهاوند فيما يأتي:[١٠]

  • كسر شوكة الفرس والقضاء على سُمعتهم ودولتهم عند استسلامهم لجيش المسلمين.
  • القضاء على الدولة الفارسية الساسنية الظالمة وذلك لأن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر الجيوش بالإنتشار بكل مناطق فارس مما أدى لفتح كل مملكة آل ساسان ووقوعها تحت أيدي وحكم المسلمين خلال عام واحد.
  • تثبيت المسلمين وعدم إستسلامهم واستمرارهم بالفوتحات الإسلامية.

الخلاصة: معركة نهاوند هي معركة فاصلة حدثت بين المسلمين والفرس وأدى نصر المسلمين فيها الى إنتشار حكم الإسلام في منطقة فارس، لذلك أُطلق عليها اسم فتح الفتوح لتأثيرها على الفتوحات الإسلامية.

المراجع

  1. النويري (1423)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1)، القاهرة:دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 260، جزء 19. بتصرّف.
  2. شوقي أبو خليل، نهاوند فتح الفتوح، صفحة 69. بتصرّف.
  3. سليمان بن حمد العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة 2)، المملكة العربية السعودية – الرياض:دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 157، جزء 10. بتصرّف.
  4. غير معروف، تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير، صفحة 365. بتصرّف.
  5. أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 116. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمود شيت خطابْ (1998)، بين العقيدة والقيادة (الطبعة 1)، بيروت:الدار الشامية، صفحة 249. بتصرّف.
  7. أبو الحسن ابن الأثير (1997)، الكامل في التاريخ (الطبعة 1)، لبنان – بيروت:دار الكتاب العربي، صفحة 390، جزء 2. بتصرّف.
  8. شوقي أبو خليل، نهاوند فتح الفتوح، صفحة 34. بتصرّف.
  9. قدامة بن جعفر (1981)، الخراج وصناعة الكتابة (الطبعة 1)، بغداد:دار الرشيد للنشر، صفحة 370-371. بتصرّف.
  10. عبد الشافى محمد عبد اللطيف (1428)، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي (الطبعة 1)، القاهرة:دار السلام، صفحة 259. بتصرّف.
Exit mobile version