مفاهيم عامة

جديد مفهوم الثقافة في الفلسفة

الثقافة

تدلّ كلمة ثقافة في اللغة العربية على حسن المنطق وفطنة الإنسان، وذلك لأنّ الشخص المثقف هو الذي يتعلم أموراً جديدة كل يوم في إطار معرفي شامل يفيد به نفسه والآخرين، وبذلك تكون الثقافة إحدى مكوّنات السلوك الإنساني الذي يساعد على تحديد طريق الإنسان، وثقافة الشعب هي أهمّ المزايا التي تجعله مختلفاً عن غيره وتمنحه الخصوصية في العادات والقيم واللغة والدين.

إنّ هذا الفهم الشامل للثقافة تطوّر عبر العصور وشغل بال العديد من المفكرين والفلاسفة حتى إنّ هناك فروعاً كاملة من علوم الفلسفة والأنثروبولوجيا تهتم بالثقافة كأحد مباحثها الأساسية.

مفهوم الثقافة في الفلسفة

تعريف الثقافة

تعتبر أدقّ التعريفات الفلسفية للثقافة في العصر الحديث وصفها بأنّها العلاقة الجدلية بين المعارف والفنون والأديان والقوانين والأخلاق والعادات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع، وترتكز على عاملين أساسيين هما: الفرد ضمن المجموعة الأكبر التي تكوّن المجتمع، والجمع بين المعرفة المادية والمعنوية؛ حيث تعتبر الخبرات إضافةً إلى المعارف التي يتلقاها الإنسان نظرياً مكوّنا الثقافة الأساسيين.

تتطوّر ثقافة المجتمع من خلال التفاعل وتوالي الأجيال بشكل يتصل بالحاجات الأساسية؛ فتتطوّر الثقافة مع توفر الاحتياجات الأساسية للإنسان ولجوئه إلى التفكير في الرفاهيات، ويقول بعض العلماء إنّ ذلك التعريف لمفهوم الثقافة هو الأنسب لأنه يتّسع لكل الاحتمالات البشرية بسبب عدم تطور الإنسان بشكل ميكانيكي، بل يخضع التطور لذاتية كل فرد وخبراته.

خصائص ومكونات الثقافة

بالنظر إلى أهمية وظيفة الثقافة في تكوين الاتجاهات والقيم العامة للمجتمع من خلال الفرد والتفاعل اليومي، فإنّ الخصائص المكوّنة للثقافة كانت محطّ اهتمام كبير من قبل الفلاسفة والباحثين في مجال علم الإنسان، وأهمّ خصائص الثقافة وأكثرها وضوحاً هو وجوب نشأتها في مجتمع معين تظهر الانعكاسات الثقافية على سلوكيات أعضائه وطريقة تفكيرهم، فلا يمكن إطلاق مفهوم الثقافة على فرد واحد يعيش منفصلاً عن جماعة بشرية تجمعه بها صفات أساسية كاللغة أو العادات الاجتماعية.

إنّ الثقافة قابلة للانتقال من فرد إلى آخر، ولا يكون ذلك الانتقال من خلال المعرفة فقط؛ بل يشمل العادات والقيم التي تكبح جماح الغرائز البدائية، وهي أيضاً مستمرّة عبر الزمن ولا يمكن فصلها عن المجتمع بسبب وجودها بشكل مستمر في الفرد، ولكنها مع ذلك تنتقل وتتغيّر لتأخذ أشكالاً أخرى مع تطور الأفراد والمجتمعات، كذلك يمكن إطلاق لفظة ثقافة على الأشكال المثالية منها والواقعية؛ فالثقافة الواقعية هي السلوك الفعلي الذي يقوم به الأفراد في المجتمع، بينما تمثل الثقافة المثالية السلوكيات التي يعتقد الناس أنّه من الواجب القيام بها وفقاً لمنظومة الأخلاق والقيم والدين والعادات، وتمثّل الفجوة بين الثقافة المثالية والثقافة الواقعية ما يُعرف بالتخلف الثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى