'); }
سبحان الله جل وعلا الذي أبدع في كل شيء خُلُقُه ، وما خلق شيئاً بدون هدف أو صدفة وإنما لكل شيء خُلُقُه هدف وغاية ، منها ما نعلمه عن طريق سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما قادنا إليه العقل بالتفكّر والتأمل وإمعان النظر في بديع خلق الله عز وجل ، ومنها مالا نعلمه أخفاه الله عنّا لحكمة يعلمها جل وعلا ولا نعلمها نحن.
من أعجب ما يراه الإنسان حوله هي هذه الأفلاك المترامية وما فيها من كواكب ونجوم وأقمار ومجرّات عملاقة ، حيث خلق الله تعإلى هذه السماء على شكل سبع طبقات متتالية.
ومن علوم الغيب هو سبب اختيار الله عز وجل سبعة طبقات للسماوات عندما خلقهن، قال تبارك و تعإلى في كتابه العزيز : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) ، و قوله : (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) سورة الأعراف .
'); }
ومما أخبرنا به الرسول الكريم في رحلة المعراج وجود شجرة عظيمة أصلها في السماء السادسة وتبلغ إلى السماء السابعة ، كما أنّ الجنة موجودة فوق السماء السابعة وهي ليست موجودة في السماء الأولى كما يظن البعض.
فلم يستطيع أحد من البشر الوصول إلى نهاية السماء الأولى ، وكل الإكتشافات التي توصّل إليها البشر لا تتعدى السماء الأولى فكل هذه الأجرام السماوية والكواكب والمجرات كلها موجودة في السماء الأولى ، فعلم السماوات السبع هو أمر غيبي لا نعلم منه إلا ما أخبرنا به الرسول الكريم وما رواه لنا في رحلة المعراج ، ومما توّصل إليه البشر بمعرفتهم المحدودة أن السماء ليست بالضرورة هي سطح أملس وإنما كل ما علا وارتفع، ففي السماء هذه النجوم التي يستخدمها الناس في كعلامات وأدلة على الإتجاهات و زينة كا أنّ الشهب تقذف بالشياطين كما ذكر الله عز وجل ” وَلَقد زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بِمَصَابِيْحَ وَجَعَلْناهَا رُجُومَاً لِلْشّيَاطِيْن” سورة الملك.
ومع ذلك يبقى هذا العلم غيبياً يتم كشف المزيد منه مع تقدم العلم وبإرادة الله تعإلى فسبحانه جل وعلا الذي لم يخلق شيء عبثاً وإنما كل شيء بهدف وغاية.