معالم وآثار

جديد لماذا بني برج بيزا

برج بيزا

يُعتبر برج بيزا (بالإنجليزية: Tower of Pisa) واحداً من أشهر المعالم التي يقصدها السيّاح في إيطاليا، ويعود سبب شهرته إلى ميلانه عن المستوى الطبيعيّ نتيجة تعمّق أساساته في التربة، ممّا تسبب بميلانه بمقدار 5.5 درجة، ليتمّ بعدها إجراء العديد من عمليات تصحيح الأساسات، لتقليل درجة الميلان لتصل في النّهاية إلى أقلّ من أربع درجات. بُنِي برجُ بيزا في العصور الوسطى كثالث مبنى من مباني كاتدرائية المدينة، بارتفاع يصل إلى 56 متراً، وبعد الانتهاء من بناء الطوابق الثلاثة الأولى منه أصبح الميلان الناتج عن انغراس أُسسه في التربة واضحاً، لكن كان لبعض العوامل السياسيّة في ذلك الوقت دورٌ في عدم استكمال البناء مدّة قرن من الزمن، الأمر الذي ساهم في استقرار أساساته ومنع انهياره.[١]

سبب بناء برج بيزا

يرجع السبب الرئيسيّ لبناء برج بيزا الإيطاليّ إلى جذب الزوّار إلى الكاتدرائية في مدينة بيزا، وتم تصميمه كبرج جرس، بأساسات يبلغ سمكها ثلاثة أمتار غُرست في تربةٍ غير مستقرّةٍ، لكن الاندلاع المُستمرّ للحروب أدّى إلى إيقاف البناء عدّة سنواتٍ، مما ساهم في استمرار هبوط التربة، بعدها تمّ إمالة البرج إلى الاتّجاه المعاكس من خلال الوزن الزائد الناتج من زيادة ارتفاع الطوابق العليا في جانبٍ واحدٍ من البرج.[٢]

مراحل بناء برج بيزا

بدأت عمليات بناء برج بيزا في التاسع من أغسطس عام 1173م، ثمّ توقفت بعد إنهاء ربع المبنى عام 1178م، لأسباب غير معروفةٍ، ثمّ زاد ميلان البرج نحو الشمال بمقدار 0.2 درجة، وفي عام 1278م استمرّت عمليات البناء وصولاً للطابق السابع حيث تغيّر اتجاه ميلانه إلى الجنوب بمقدار 0.6 درجة، ثمّ توقف البناء لأسبابٍ عسكريةٍ لمدّة 90 سنة زاد خلالها ميل البرج ليصل إلى حوالي 1.6 درجة، وتمّ الانتهاء من غرفة الجرس أعلى البرج في عام 1370م، وحاول البناؤون تصحيح ميلان البرج بتغيير اتجاه المحور، وفي عام 1817م قام المهندسان المعماريان كريسي وتايلور (بالإنجليزية: Cressy and Taylor) بقياس ميلان البرج فكان بمقدار 5 درجات، كما أكّد الفرنسي روليت دي فلوري (بالإنجليزية: Ruhault de Fleury) عام 1859م أنّ الحفريات التي قام بها جرارديسكا (بالإنجليزية: Gherardesca) زادت ميلانه إلى 5.5 درجة.[٣] ويُمكن اختصار مراحل البناء التي مرّ بها البرج على النحو الآتي:[٤]

السنة المرحلة
1173م – 1178م بناء الأسس والطوابق الأولى، وبلغ ارتفاع البرج خلال تلك المرحلة 29 متر.
1178م – 1272م توقّف عمليات البناء مدّة 94 سنة.
1272م – 1278م استكمال بناء الطوابق الأربعة التالية، وبلغ ارتفاع البرج خلال تلك المرحلة 51 متر.
1278م – 1360م وقّف عمليات البناء مدّة 82 سنة.
1360م – 1370م إنهاء بناء البرج مع غرفة الجرس، وبلغ ارتفاع البرج خلال تلك المرحلة 58 متر
1838م – 1839م بناء ممر حول مبنى البرج يُسمّى الكاتينو (بالإنجليزية: Catino)، ووضع طبقة من صخور الكونجلوميرات (بالإنجليزية: conglomerate) بسُمك 80 سم.
1934م جعل أرضيّة ممر الكاتينو وأساسات مبنى البرج غير منفِّذة للماء.
شهر مايو 1993م إنشاء حلقة خرسانيّة مُسبقة الإجهاد بوزن حول قاعدة البرج.
شهر يوليو 1993م وضع ثقل بوزن 600 طن على الجانب الشمالي من القاعدة

الخرسانيّة لموازنة ميلان البرج الذي بلغ 5.5 درجات، وتمت العملية على أربع مراحل.

شهر يناير 1994م وضع آخر ثِقل من الأوزان الخاصّة بالمرحلة الأولى من موازنة ميلان البرج، وكان مكوّناً من سبيكة الرصاص.
1995م تجميد الأرض، ووضع الأوتاد.
1999م البدء بعمليات الحفر واستخراج التربة من الجزء الشمالي تحت مبنى البرج.
2000م –2001م البدء بعمليات الحفر النهائية واستخراج التربة.
2002م بناء نظام تصريف للمياه في الجانب الشمالي للبرج.

عمليات تثبيت برج بيزا

قُدّمت الكثير من الاقتراحات لتعديل ميلان البرج، كان منها تفكيك البرج تماماً وإعادة بنائه من جديد في موقع آخر، ولكن تشير المعاهدات المقبولة دولياً للحفاظ على المعالم التاريخية القيمة إلى ضرورة الإبقاء على الهيكل الأصليّ للمعلم، ليحتفظ بتاريخه وجماله، ولذلك ينبغي عدم التدخل بأي شكل على البرج والعمل على ترميمه فحسب دون المساس ببنائه وهيكله، ويجدر بالذكر إلى أنه في عام 1990م أُغلق برج بيزا أمام العامة، وتمّ الاستعانة بطريقتين لتقليل ميلان البرج باتجاه الجنوب بنسبة 10%، تمثّلت الأولى في الحفر السفلي للأساسات، والثانية في استخدام نظام تصريف للتحكم في منسوب المياه الجوفية تحت الجزء الشمالي من البرج، حيثُ تُشير قياسات الضغط أسفل الجزء الشمالي إلى ثبوت منسوب المياه الجوفية، وبذلك كان من الممكن إعادة افتتاحه مرة ثانية عام 2001م.[٥][٦]

محاولات الحفاظ على برج بيزا

كان برج بيزا مهدداً بالانهيار منذ بدء بناءه، حيثُ كان من المخطط بناء ثمانية طوابق للبرج، إلا أنّه عندما وصل البنّاؤون للطابق الثالث بدأ البرج بالميلان نتيجة الهبوط غير المتساوي لقاعدته في التربة الطينية والرملية، وللحد من هذا حاول البنّاؤون جعل أعمدة وأقواس الطابق الثالث أطول من الجهة الشمالية، كما أنّهم وجّههوا غرفة الجرس التابعة للطابق الثامن باتجاه الشمال، إلى أن تمّ الانتهاء من بناء البرج بالكامل، وتبيّن فيما بعد أن الجزء العلوي للبرج يميل بمعدل 1.2مم في السنة الواحدة، فحاول المهندسون منع البرج من الميلان بحماية أساساته من المياه المحيطة به، فقاموا بصُنع حفر مائلة في الأساسات وتعبئتها بخليط اسمنتيّ، لكن ذلك أدى لتفاقم المشكلة حيث زاد معدل ميلان البرج بشكل كبير، وعلى الرغم من المحاولات العديدة لإيقاف ميلان البرج بتدعيمه وتقويته، إضافة للدراسات الواسعة التي أجريت لتصحيح الوضع إلا أنها كلها باءت بالفشل، حيثُ وصل ميلان الهيكل النهائي إلى 5.5 درجة، ناهيك عن انهيار برج الجرس عام 1989م.[٧]

المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica, “Leaning Tower of Pisa”، www.britannica.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  2. Jackie Craven (3-7-2019), “Leaning Towers, From Pisa and Beyond”، www.thoughtco.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  3. Prof John Burland (2000), Pisa goes critical, London, UK: Imperial College of Science, Technology and Medicine, Page 3-4. Edited.
  4. Maria Kristiansen (2012), An under-excavation model for The Leaning Tower of Pisa, Norway : Norwegian University of Science and Technology, Page 3-11. Edited.
  5. John B. Burland, Michele Jamiolkowski, Carlo Viggiani (2009), Leaning Tower of Pisa: Behaviour after Stabilization Operations, Page 1. Edited.
  6. Rishab Bajaj, Swati Choudhary (2014-8), “Outstanding Structure: The Leaning Tower Of Pisa”، www.krishisanskriti.org, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  7. WILLIAM HARRIS, “Will the Leaning Tower of Pisa ever fall?”، www.science.howstuffworks.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى