أخلاق إسلامية

لماذا اوصى الرسول بالنساء

لماذا أوصى الرسول بالنساء

اهتمَّ الإسلام بالمرأة وأوْصى النَّبي -عليه الصلاة والسلام- بها للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:

  • صلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع ممَّا يزيد من أهمية الاعتناء بسلوكها وتربيتها، وتعليمها الأخلاق.[١]
  • حاجة المرأة إلى الاهتمام بعواطفها ومُراعاة نفسيّتها بالإضافة إلى مُدارة انفعالاتها؛ لما يطرأ عليها من الأُمور التي تجعلها تشعر بالضيق والانفعال النفسي كالحيض والولادة، بالإضافة إلى قيامها بالكثير من الأدوار المتباينة في حياتها كالتربية، والحضانة، والرّضاع، والحمل وغيرها.[٢] ومزاجها المُتقلب،[٣]
  • مُراعاة الضّعْف في خِلقَة المرأة وبنيتها الجسدية، وحثّ الرجال على البُعد عن إيذائها جسدياً أو معنوياً، والسَّعي إلى حمايتها، لذلك أكّد النبي على أهمية مُراعاة هذا الضعف في حجة الوداع بقوله:(اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).[٤][٥]
  • قصورهنّ الذي يحتاج إلى جبرٍ ومواساة، يقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).[٦][٧]

وصايا الرسول بالنساء

حَرص النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- على نُصْح المسلمين بكلِّ ما فيه خيرٌ لهم من أمور الدُّنيا والدين، وفي خُطبة الوداع جاءت وصاياه جامعةً شاملةً لجميع مناحي الحياة ومن هذه المناحي الأسرة والمرأة، فقد أوْصى النبي بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:(اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ)[٨]، وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها يقول -صلى الله عليه وسلم-:(ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)،[٩] هذا وقد ربط النبي بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله:(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)[١٠] ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال:(لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم)[١١][١٢] وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أو لِهفْوةٍ أو خطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.[١٣]

مظاهر اهتمام الإسلام بالنساء

  • كرَّم الإسلام المرأة واهتمَّ بها مُنذ الولادة وحتَّى الموت، سواءً أكانت زوجةً، أو بنتاً، أو أُختاً أوغير ذلك، فقد أمر الزوج بمُعاملتها بالمودة والرحمة وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بينهما، وأمّا إن كانت أُمّاً فقد أمر بالإحسان إليها، بقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)،[١٤][١٥] وقد رغّب الإسلام في البنات وتربيتهن وجعل جزاء ذلك الأجر العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ)[١٦] وهذا التكريم يجعل المرأة تفتخر بدورها في المجتمع الذي أعلى من شأنها فيه، وجعلها تُقدّر قيمتها وترضى عن نفسها، مما عكس أثر ذلك على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الصالحة، فقد كانت قبل الإسلام مُهانةً وضيعة.[١٧][١٨]
  • ومن صور تكريم الإسلام للمرأة نُزول سورة من القُرآن باسم سورة النساء، ومن مظاهر تكريم المرأة الواردة في سورة النساء ما يلي:[١٩] المُحافظة على حقها، وخاصةً في حال يُتمها، لقوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)،[٢٠] وفَرَض لها نصيباً من الميراث، يختلف مقداره بحسب قرابتها من الميِّت، وألزم الرجل بدفع المهر لزوجته، وأمر الأزواج بِمُعاملتهنّ بالمعروف، حتى وإن كان ذلك في حال كُرههنَّ فقال تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٢١]
  • التَّسوية بين الرَّجل والمرأة في خطابات القُرآن وفي الأوامر والنواهي وعند تحدُّثه عن الآداب العامة، كغض البصر وحفظ الفرج، لقوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)،[٢٢] كما ساوى بينهما في التكافل الاجتماعي؛ باعتبارها مُساويةً للرجل من حيث التأثير والتبعيّة، بالإضافة إلى التسوية بينهما في استغفار النبي -عليه الصلاة والسلام- لهما، لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)،[٢٣][٢٤]
  • إيجاب نفقة المرأة على زوجها وفق قدرته وطاقته، وجعل الرجل مسؤولاً عنها.[٢٤]
  • تحميل المرأة مسؤولية بيتها وجعلها راعيةَ شؤونه وشؤون أبنائها وزوجها.[٢٤]
  • إقرار أهلية المرأة للاستشارة في القرارات العظيمة، ومن ذلك استشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته أُم سلمة -رضي الله عنها- في صُلح الحُديبيّة بعد أن امتنع الصحابة من نحر الهدي وحلق رؤوسهم، فاستشارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأشارت عليه أن يحلق وينحر أمامهم من غير أن يتكلم معهم، فلما فعل النبي ذلك تبعه الصحابة وحلقوا ونحروا.[٢٥]

المراجع

  1. علي بن عمر بن أحمد بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح ، صفحة 1، جزء 16. بتصرّف.
  2. علماء وطلبة علم، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم،  : موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net ، صفحة 108، جزء 2. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5184، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1468 ، صحيح.
  5. “رحمة النبي بالنساء “، www.ar.islamway.net، 11-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2020. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 34.
  7. محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1426)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 114، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الصفحة أو الرقم: 1905 ، صحيح .
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 1163 ، حسن صحيح.
  10. رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/408، إسناده صحيح.
  11. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن إياس بن عبدالله بن أبي ذباب، الصفحة أو الرقم: 2146، صحيح .
  12. أميرة بنت علي الصاعدي، “العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020. بتصرّف.
  13. محمد علي الهاشمي (2002)، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 72-76. بتصرّف.
  14. سورة الأحقاف، آية: 15.
  15. سليمان بن حمد العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 257-258، جزء 4. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2631 ، صحيح.
  17. نتائج وخواتيم رسائل علمية وأبحاث لمؤلفين مختلفين تحوي خلاصات ما فيها ، نتائج البحوث وخواتيم الكتب،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف.
  18. عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1147، جزء 4. بتصرّف.
  19. محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 324-326، جزء 3. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية: 3.
  21. سورة النساء، آية: 19.
  22. سورة النور، آية: 30-31.
  23. سورة محمد، آية: 19.
  24. ^ أ ب ت مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة ،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 35، جزء 1. بتصرّف.
  25. إسلام ويب (21-10-2012)، “اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لماذا أوصى الرسول بالنساء

اهتمَّ الإسلام بالمرأة وأوْصى النَّبي -عليه الصلاة والسلام- بها للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:

  • صلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع ممَّا يزيد من أهمية الاعتناء بسلوكها وتربيتها، وتعليمها الأخلاق.[١]
  • حاجة المرأة إلى الاهتمام بعواطفها ومُراعاة نفسيّتها بالإضافة إلى مُدارة انفعالاتها؛ لما يطرأ عليها من الأُمور التي تجعلها تشعر بالضيق والانفعال النفسي كالحيض والولادة، بالإضافة إلى قيامها بالكثير من الأدوار المتباينة في حياتها كالتربية، والحضانة، والرّضاع، والحمل وغيرها.[٢] ومزاجها المُتقلب،[٣]
  • مُراعاة الضّعْف في خِلقَة المرأة وبنيتها الجسدية، وحثّ الرجال على البُعد عن إيذائها جسدياً أو معنوياً، والسَّعي إلى حمايتها، لذلك أكّد النبي على أهمية مُراعاة هذا الضعف في حجة الوداع بقوله:(اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).[٤][٥]
  • قصورهنّ الذي يحتاج إلى جبرٍ ومواساة، يقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).[٦][٧]

وصايا الرسول بالنساء

حَرص النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- على نُصْح المسلمين بكلِّ ما فيه خيرٌ لهم من أمور الدُّنيا والدين، وفي خُطبة الوداع جاءت وصاياه جامعةً شاملةً لجميع مناحي الحياة ومن هذه المناحي الأسرة والمرأة، فقد أوْصى النبي بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:(اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ)[٨]، وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها يقول -صلى الله عليه وسلم-:(ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)،[٩] هذا وقد ربط النبي بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله:(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)[١٠] ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال:(لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم)[١١][١٢] وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أو لِهفْوةٍ أو خطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.[١٣]

مظاهر اهتمام الإسلام بالنساء

  • كرَّم الإسلام المرأة واهتمَّ بها مُنذ الولادة وحتَّى الموت، سواءً أكانت زوجةً، أو بنتاً، أو أُختاً أوغير ذلك، فقد أمر الزوج بمُعاملتها بالمودة والرحمة وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بينهما، وأمّا إن كانت أُمّاً فقد أمر بالإحسان إليها، بقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)،[١٤][١٥] وقد رغّب الإسلام في البنات وتربيتهن وجعل جزاء ذلك الأجر العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ)[١٦] وهذا التكريم يجعل المرأة تفتخر بدورها في المجتمع الذي أعلى من شأنها فيه، وجعلها تُقدّر قيمتها وترضى عن نفسها، مما عكس أثر ذلك على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الصالحة، فقد كانت قبل الإسلام مُهانةً وضيعة.[١٧][١٨]
  • ومن صور تكريم الإسلام للمرأة نُزول سورة من القُرآن باسم سورة النساء، ومن مظاهر تكريم المرأة الواردة في سورة النساء ما يلي:[١٩] المُحافظة على حقها، وخاصةً في حال يُتمها، لقوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)،[٢٠] وفَرَض لها نصيباً من الميراث، يختلف مقداره بحسب قرابتها من الميِّت، وألزم الرجل بدفع المهر لزوجته، وأمر الأزواج بِمُعاملتهنّ بالمعروف، حتى وإن كان ذلك في حال كُرههنَّ فقال تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٢١]
  • التَّسوية بين الرَّجل والمرأة في خطابات القُرآن وفي الأوامر والنواهي وعند تحدُّثه عن الآداب العامة، كغض البصر وحفظ الفرج، لقوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)،[٢٢] كما ساوى بينهما في التكافل الاجتماعي؛ باعتبارها مُساويةً للرجل من حيث التأثير والتبعيّة، بالإضافة إلى التسوية بينهما في استغفار النبي -عليه الصلاة والسلام- لهما، لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)،[٢٣][٢٤]
  • إيجاب نفقة المرأة على زوجها وفق قدرته وطاقته، وجعل الرجل مسؤولاً عنها.[٢٤]
  • تحميل المرأة مسؤولية بيتها وجعلها راعيةَ شؤونه وشؤون أبنائها وزوجها.[٢٤]
  • إقرار أهلية المرأة للاستشارة في القرارات العظيمة، ومن ذلك استشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته أُم سلمة -رضي الله عنها- في صُلح الحُديبيّة بعد أن امتنع الصحابة من نحر الهدي وحلق رؤوسهم، فاستشارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأشارت عليه أن يحلق وينحر أمامهم من غير أن يتكلم معهم، فلما فعل النبي ذلك تبعه الصحابة وحلقوا ونحروا.[٢٥]

المراجع

  1. علي بن عمر بن أحمد بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح ، صفحة 1، جزء 16. بتصرّف.
  2. علماء وطلبة علم، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم،  : موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net ، صفحة 108، جزء 2. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5184، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1468 ، صحيح.
  5. “رحمة النبي بالنساء “، www.ar.islamway.net، 11-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2020. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 34.
  7. محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1426)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 114، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الصفحة أو الرقم: 1905 ، صحيح .
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 1163 ، حسن صحيح.
  10. رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/408، إسناده صحيح.
  11. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن إياس بن عبدالله بن أبي ذباب، الصفحة أو الرقم: 2146، صحيح .
  12. أميرة بنت علي الصاعدي، “العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020. بتصرّف.
  13. محمد علي الهاشمي (2002)، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 72-76. بتصرّف.
  14. سورة الأحقاف، آية: 15.
  15. سليمان بن حمد العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 257-258، جزء 4. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2631 ، صحيح.
  17. نتائج وخواتيم رسائل علمية وأبحاث لمؤلفين مختلفين تحوي خلاصات ما فيها ، نتائج البحوث وخواتيم الكتب،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف.
  18. عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1147، جزء 4. بتصرّف.
  19. محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 324-326، جزء 3. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية: 3.
  21. سورة النساء، آية: 19.
  22. سورة النور، آية: 30-31.
  23. سورة محمد، آية: 19.
  24. ^ أ ب ت مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة ،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 35، جزء 1. بتصرّف.
  25. إسلام ويب (21-10-2012)، “اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لماذا أوصى الرسول بالنساء

اهتمَّ الإسلام بالمرأة وأوْصى النَّبي -عليه الصلاة والسلام- بها للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:

  • صلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع ممَّا يزيد من أهمية الاعتناء بسلوكها وتربيتها، وتعليمها الأخلاق.[١]
  • حاجة المرأة إلى الاهتمام بعواطفها ومُراعاة نفسيّتها بالإضافة إلى مُدارة انفعالاتها؛ لما يطرأ عليها من الأُمور التي تجعلها تشعر بالضيق والانفعال النفسي كالحيض والولادة، بالإضافة إلى قيامها بالكثير من الأدوار المتباينة في حياتها كالتربية، والحضانة، والرّضاع، والحمل وغيرها.[٢] ومزاجها المُتقلب،[٣]
  • مُراعاة الضّعْف في خِلقَة المرأة وبنيتها الجسدية، وحثّ الرجال على البُعد عن إيذائها جسدياً أو معنوياً، والسَّعي إلى حمايتها، لذلك أكّد النبي على أهمية مُراعاة هذا الضعف في حجة الوداع بقوله:(اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).[٤][٥]
  • قصورهنّ الذي يحتاج إلى جبرٍ ومواساة، يقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).[٦][٧]

وصايا الرسول بالنساء

حَرص النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- على نُصْح المسلمين بكلِّ ما فيه خيرٌ لهم من أمور الدُّنيا والدين، وفي خُطبة الوداع جاءت وصاياه جامعةً شاملةً لجميع مناحي الحياة ومن هذه المناحي الأسرة والمرأة، فقد أوْصى النبي بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:(اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ)[٨]، وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها يقول -صلى الله عليه وسلم-:(ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)،[٩] هذا وقد ربط النبي بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله:(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)[١٠] ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال:(لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم)[١١][١٢] وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أو لِهفْوةٍ أو خطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.[١٣]

مظاهر اهتمام الإسلام بالنساء

  • كرَّم الإسلام المرأة واهتمَّ بها مُنذ الولادة وحتَّى الموت، سواءً أكانت زوجةً، أو بنتاً، أو أُختاً أوغير ذلك، فقد أمر الزوج بمُعاملتها بالمودة والرحمة وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بينهما، وأمّا إن كانت أُمّاً فقد أمر بالإحسان إليها، بقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)،[١٤][١٥] وقد رغّب الإسلام في البنات وتربيتهن وجعل جزاء ذلك الأجر العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ)[١٦] وهذا التكريم يجعل المرأة تفتخر بدورها في المجتمع الذي أعلى من شأنها فيه، وجعلها تُقدّر قيمتها وترضى عن نفسها، مما عكس أثر ذلك على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الصالحة، فقد كانت قبل الإسلام مُهانةً وضيعة.[١٧][١٨]
  • ومن صور تكريم الإسلام للمرأة نُزول سورة من القُرآن باسم سورة النساء، ومن مظاهر تكريم المرأة الواردة في سورة النساء ما يلي:[١٩] المُحافظة على حقها، وخاصةً في حال يُتمها، لقوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)،[٢٠] وفَرَض لها نصيباً من الميراث، يختلف مقداره بحسب قرابتها من الميِّت، وألزم الرجل بدفع المهر لزوجته، وأمر الأزواج بِمُعاملتهنّ بالمعروف، حتى وإن كان ذلك في حال كُرههنَّ فقال تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٢١]
  • التَّسوية بين الرَّجل والمرأة في خطابات القُرآن وفي الأوامر والنواهي وعند تحدُّثه عن الآداب العامة، كغض البصر وحفظ الفرج، لقوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)،[٢٢] كما ساوى بينهما في التكافل الاجتماعي؛ باعتبارها مُساويةً للرجل من حيث التأثير والتبعيّة، بالإضافة إلى التسوية بينهما في استغفار النبي -عليه الصلاة والسلام- لهما، لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)،[٢٣][٢٤]
  • إيجاب نفقة المرأة على زوجها وفق قدرته وطاقته، وجعل الرجل مسؤولاً عنها.[٢٤]
  • تحميل المرأة مسؤولية بيتها وجعلها راعيةَ شؤونه وشؤون أبنائها وزوجها.[٢٤]
  • إقرار أهلية المرأة للاستشارة في القرارات العظيمة، ومن ذلك استشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته أُم سلمة -رضي الله عنها- في صُلح الحُديبيّة بعد أن امتنع الصحابة من نحر الهدي وحلق رؤوسهم، فاستشارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأشارت عليه أن يحلق وينحر أمامهم من غير أن يتكلم معهم، فلما فعل النبي ذلك تبعه الصحابة وحلقوا ونحروا.[٢٥]

المراجع

  1. علي بن عمر بن أحمد بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح ، صفحة 1، جزء 16. بتصرّف.
  2. علماء وطلبة علم، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم،  : موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net ، صفحة 108، جزء 2. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5184، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1468 ، صحيح.
  5. “رحمة النبي بالنساء “، www.ar.islamway.net، 11-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2020. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 34.
  7. محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1426)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 114، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الصفحة أو الرقم: 1905 ، صحيح .
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 1163 ، حسن صحيح.
  10. رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/408، إسناده صحيح.
  11. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن إياس بن عبدالله بن أبي ذباب، الصفحة أو الرقم: 2146، صحيح .
  12. أميرة بنت علي الصاعدي، “العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020. بتصرّف.
  13. محمد علي الهاشمي (2002)، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 72-76. بتصرّف.
  14. سورة الأحقاف، آية: 15.
  15. سليمان بن حمد العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 257-258، جزء 4. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2631 ، صحيح.
  17. نتائج وخواتيم رسائل علمية وأبحاث لمؤلفين مختلفين تحوي خلاصات ما فيها ، نتائج البحوث وخواتيم الكتب،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف.
  18. عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1147، جزء 4. بتصرّف.
  19. محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 324-326، جزء 3. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية: 3.
  21. سورة النساء، آية: 19.
  22. سورة النور، آية: 30-31.
  23. سورة محمد، آية: 19.
  24. ^ أ ب ت مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة ،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 35، جزء 1. بتصرّف.
  25. إسلام ويب (21-10-2012)، “اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لماذا أوصى الرسول بالنساء

اهتمَّ الإسلام بالمرأة وأوْصى النَّبي -عليه الصلاة والسلام- بها للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:

  • صلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع ممَّا يزيد من أهمية الاعتناء بسلوكها وتربيتها، وتعليمها الأخلاق.[١]
  • حاجة المرأة إلى الاهتمام بعواطفها ومُراعاة نفسيّتها بالإضافة إلى مُدارة انفعالاتها؛ لما يطرأ عليها من الأُمور التي تجعلها تشعر بالضيق والانفعال النفسي كالحيض والولادة، بالإضافة إلى قيامها بالكثير من الأدوار المتباينة في حياتها كالتربية، والحضانة، والرّضاع، والحمل وغيرها.[٢] ومزاجها المُتقلب،[٣]
  • مُراعاة الضّعْف في خِلقَة المرأة وبنيتها الجسدية، وحثّ الرجال على البُعد عن إيذائها جسدياً أو معنوياً، والسَّعي إلى حمايتها، لذلك أكّد النبي على أهمية مُراعاة هذا الضعف في حجة الوداع بقوله:(اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).[٤][٥]
  • قصورهنّ الذي يحتاج إلى جبرٍ ومواساة، يقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).[٦][٧]

وصايا الرسول بالنساء

حَرص النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- على نُصْح المسلمين بكلِّ ما فيه خيرٌ لهم من أمور الدُّنيا والدين، وفي خُطبة الوداع جاءت وصاياه جامعةً شاملةً لجميع مناحي الحياة ومن هذه المناحي الأسرة والمرأة، فقد أوْصى النبي بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:(اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ)[٨]، وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها يقول -صلى الله عليه وسلم-:(ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)،[٩] هذا وقد ربط النبي بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله:(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)[١٠] ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال:(لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم)[١١][١٢] وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أو لِهفْوةٍ أو خطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.[١٣]

مظاهر اهتمام الإسلام بالنساء

  • كرَّم الإسلام المرأة واهتمَّ بها مُنذ الولادة وحتَّى الموت، سواءً أكانت زوجةً، أو بنتاً، أو أُختاً أوغير ذلك، فقد أمر الزوج بمُعاملتها بالمودة والرحمة وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بينهما، وأمّا إن كانت أُمّاً فقد أمر بالإحسان إليها، بقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)،[١٤][١٥] وقد رغّب الإسلام في البنات وتربيتهن وجعل جزاء ذلك الأجر العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ)[١٦] وهذا التكريم يجعل المرأة تفتخر بدورها في المجتمع الذي أعلى من شأنها فيه، وجعلها تُقدّر قيمتها وترضى عن نفسها، مما عكس أثر ذلك على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الصالحة، فقد كانت قبل الإسلام مُهانةً وضيعة.[١٧][١٨]
  • ومن صور تكريم الإسلام للمرأة نُزول سورة من القُرآن باسم سورة النساء، ومن مظاهر تكريم المرأة الواردة في سورة النساء ما يلي:[١٩] المُحافظة على حقها، وخاصةً في حال يُتمها، لقوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)،[٢٠] وفَرَض لها نصيباً من الميراث، يختلف مقداره بحسب قرابتها من الميِّت، وألزم الرجل بدفع المهر لزوجته، وأمر الأزواج بِمُعاملتهنّ بالمعروف، حتى وإن كان ذلك في حال كُرههنَّ فقال تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٢١]
  • التَّسوية بين الرَّجل والمرأة في خطابات القُرآن وفي الأوامر والنواهي وعند تحدُّثه عن الآداب العامة، كغض البصر وحفظ الفرج، لقوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)،[٢٢] كما ساوى بينهما في التكافل الاجتماعي؛ باعتبارها مُساويةً للرجل من حيث التأثير والتبعيّة، بالإضافة إلى التسوية بينهما في استغفار النبي -عليه الصلاة والسلام- لهما، لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)،[٢٣][٢٤]
  • إيجاب نفقة المرأة على زوجها وفق قدرته وطاقته، وجعل الرجل مسؤولاً عنها.[٢٤]
  • تحميل المرأة مسؤولية بيتها وجعلها راعيةَ شؤونه وشؤون أبنائها وزوجها.[٢٤]
  • إقرار أهلية المرأة للاستشارة في القرارات العظيمة، ومن ذلك استشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته أُم سلمة -رضي الله عنها- في صُلح الحُديبيّة بعد أن امتنع الصحابة من نحر الهدي وحلق رؤوسهم، فاستشارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأشارت عليه أن يحلق وينحر أمامهم من غير أن يتكلم معهم، فلما فعل النبي ذلك تبعه الصحابة وحلقوا ونحروا.[٢٥]

المراجع

  1. علي بن عمر بن أحمد بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح ، صفحة 1، جزء 16. بتصرّف.
  2. علماء وطلبة علم، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم،  : موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net ، صفحة 108، جزء 2. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5184، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1468 ، صحيح.
  5. “رحمة النبي بالنساء “، www.ar.islamway.net، 11-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2020. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 34.
  7. محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1426)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 114، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الصفحة أو الرقم: 1905 ، صحيح .
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 1163 ، حسن صحيح.
  10. رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/408، إسناده صحيح.
  11. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن إياس بن عبدالله بن أبي ذباب، الصفحة أو الرقم: 2146، صحيح .
  12. أميرة بنت علي الصاعدي، “العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020. بتصرّف.
  13. محمد علي الهاشمي (2002)، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 72-76. بتصرّف.
  14. سورة الأحقاف، آية: 15.
  15. سليمان بن حمد العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 257-258، جزء 4. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2631 ، صحيح.
  17. نتائج وخواتيم رسائل علمية وأبحاث لمؤلفين مختلفين تحوي خلاصات ما فيها ، نتائج البحوث وخواتيم الكتب،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف.
  18. عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1147، جزء 4. بتصرّف.
  19. محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 324-326، جزء 3. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية: 3.
  21. سورة النساء، آية: 19.
  22. سورة النور، آية: 30-31.
  23. سورة محمد، آية: 19.
  24. ^ أ ب ت مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة ،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 35، جزء 1. بتصرّف.
  25. إسلام ويب (21-10-2012)، “اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لماذا أوصى الرسول بالنساء

اهتمَّ الإسلام بالمرأة وأوْصى النَّبي -عليه الصلاة والسلام- بها للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:

  • صلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع ممَّا يزيد من أهمية الاعتناء بسلوكها وتربيتها، وتعليمها الأخلاق.[١]
  • حاجة المرأة إلى الاهتمام بعواطفها ومُراعاة نفسيّتها بالإضافة إلى مُدارة انفعالاتها؛ لما يطرأ عليها من الأُمور التي تجعلها تشعر بالضيق والانفعال النفسي كالحيض والولادة، بالإضافة إلى قيامها بالكثير من الأدوار المتباينة في حياتها كالتربية، والحضانة، والرّضاع، والحمل وغيرها.[٢] ومزاجها المُتقلب،[٣]
  • مُراعاة الضّعْف في خِلقَة المرأة وبنيتها الجسدية، وحثّ الرجال على البُعد عن إيذائها جسدياً أو معنوياً، والسَّعي إلى حمايتها، لذلك أكّد النبي على أهمية مُراعاة هذا الضعف في حجة الوداع بقوله:(اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).[٤][٥]
  • قصورهنّ الذي يحتاج إلى جبرٍ ومواساة، يقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).[٦][٧]

وصايا الرسول بالنساء

حَرص النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- على نُصْح المسلمين بكلِّ ما فيه خيرٌ لهم من أمور الدُّنيا والدين، وفي خُطبة الوداع جاءت وصاياه جامعةً شاملةً لجميع مناحي الحياة ومن هذه المناحي الأسرة والمرأة، فقد أوْصى النبي بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:(اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ)[٨]، وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها يقول -صلى الله عليه وسلم-:(ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)،[٩] هذا وقد ربط النبي بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله:(خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)[١٠] ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال:(لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم)[١١][١٢] وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أو لِهفْوةٍ أو خطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.[١٣]

مظاهر اهتمام الإسلام بالنساء

  • كرَّم الإسلام المرأة واهتمَّ بها مُنذ الولادة وحتَّى الموت، سواءً أكانت زوجةً، أو بنتاً، أو أُختاً أوغير ذلك، فقد أمر الزوج بمُعاملتها بالمودة والرحمة وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بينهما، وأمّا إن كانت أُمّاً فقد أمر بالإحسان إليها، بقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)،[١٤][١٥] وقد رغّب الإسلام في البنات وتربيتهن وجعل جزاء ذلك الأجر العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ)[١٦] وهذا التكريم يجعل المرأة تفتخر بدورها في المجتمع الذي أعلى من شأنها فيه، وجعلها تُقدّر قيمتها وترضى عن نفسها، مما عكس أثر ذلك على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الصالحة، فقد كانت قبل الإسلام مُهانةً وضيعة.[١٧][١٨]
  • ومن صور تكريم الإسلام للمرأة نُزول سورة من القُرآن باسم سورة النساء، ومن مظاهر تكريم المرأة الواردة في سورة النساء ما يلي:[١٩] المُحافظة على حقها، وخاصةً في حال يُتمها، لقوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)،[٢٠] وفَرَض لها نصيباً من الميراث، يختلف مقداره بحسب قرابتها من الميِّت، وألزم الرجل بدفع المهر لزوجته، وأمر الأزواج بِمُعاملتهنّ بالمعروف، حتى وإن كان ذلك في حال كُرههنَّ فقال تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٢١]
  • التَّسوية بين الرَّجل والمرأة في خطابات القُرآن وفي الأوامر والنواهي وعند تحدُّثه عن الآداب العامة، كغض البصر وحفظ الفرج، لقوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)،[٢٢] كما ساوى بينهما في التكافل الاجتماعي؛ باعتبارها مُساويةً للرجل من حيث التأثير والتبعيّة، بالإضافة إلى التسوية بينهما في استغفار النبي -عليه الصلاة والسلام- لهما، لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)،[٢٣][٢٤]
  • إيجاب نفقة المرأة على زوجها وفق قدرته وطاقته، وجعل الرجل مسؤولاً عنها.[٢٤]
  • تحميل المرأة مسؤولية بيتها وجعلها راعيةَ شؤونه وشؤون أبنائها وزوجها.[٢٤]
  • إقرار أهلية المرأة للاستشارة في القرارات العظيمة، ومن ذلك استشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته أُم سلمة -رضي الله عنها- في صُلح الحُديبيّة بعد أن امتنع الصحابة من نحر الهدي وحلق رؤوسهم، فاستشارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأشارت عليه أن يحلق وينحر أمامهم من غير أن يتكلم معهم، فلما فعل النبي ذلك تبعه الصحابة وحلقوا ونحروا.[٢٥]

المراجع

  1. علي بن عمر بن أحمد بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح ، صفحة 1، جزء 16. بتصرّف.
  2. علماء وطلبة علم، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم،  : موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net ، صفحة 108، جزء 2. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5184، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1468 ، صحيح.
  5. “رحمة النبي بالنساء “، www.ar.islamway.net، 11-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2020. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 34.
  7. محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1426)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 114، جزء 3. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الصفحة أو الرقم: 1905 ، صحيح .
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 1163 ، حسن صحيح.
  10. رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/408، إسناده صحيح.
  11. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن إياس بن عبدالله بن أبي ذباب، الصفحة أو الرقم: 2146، صحيح .
  12. أميرة بنت علي الصاعدي، “العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2020. بتصرّف.
  13. محمد علي الهاشمي (2002)، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 72-76. بتصرّف.
  14. سورة الأحقاف، آية: 15.
  15. سليمان بن حمد العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني للنشر والتوزيع، صفحة 257-258، جزء 4. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2631 ، صحيح.
  17. نتائج وخواتيم رسائل علمية وأبحاث لمؤلفين مختلفين تحوي خلاصات ما فيها ، نتائج البحوث وخواتيم الكتب،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف.
  18. عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1147، جزء 4. بتصرّف.
  19. محمد بن جميل زينو (1997)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة التاسعة)، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 324-326، جزء 3. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية: 3.
  21. سورة النساء، آية: 19.
  22. سورة النور، آية: 30-31.
  23. سورة محمد، آية: 19.
  24. ^ أ ب ت مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة ،  : موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 35، جزء 1. بتصرّف.
  25. إسلام ويب (21-10-2012)، “اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى