'); }
الثُّعبان
يُعدّ الثُّعبان من الحيوانات الزاحفة، فله جسم مرن، ومُتطاول، وليس له أرجل، وتوجد معظم أنواع الثّعابين في المناطق الاستوائية، ويمكن أن تعيش في مختلف البيئات كالصحارى، والبراري، والغابات، والبحيرات، والمحيطات، وهي حيوانات آكلة للحوم، حيث تستهلك مجموعة واسعة من الفرائس بما في ذلك الثدييات، والزواحف، والطيور، والضفادع، والحشرات، كما أنَّ بعض أنواع الثّعابين يمكنها التهام الثّعابين الأخرى.
تتميّز الثّعابين بحاسة شم قوية، فهي تلتقط الروائح بلسانها المشقوق، وتنقلها إلى عضو خاص يسمى جهاز جاكبسون، وبعض أنواعها تمتلك أجهزة خاصة لاستشعار حرارة الفريسة، وتحديد مكانها حتى في الظلام الدّامس، وتُعرف الثّعابين بأنّها من ذوات الدم البارد؛ فهي غير قادرة على تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية، لذلك تلجأ للبيات الشتويّ خلال فصل الشتاء، وكثيراً ما تستلقي تحت الشمس لتُدفئ جسمها، وتختبئ في الجحور الظّليلة عند ارتفاع درجات الحرارة.[١]
'); }
يوجد ما يقرب من (2900) نوعٍ من الثّعابين في العالم، وتختلف هذه الأنواع، حيث يشهد عالم الثّعابين تنوعاً كبيراً بين أنواعها المختلفة، من حيث طرق تكاثرها وحركتها، وحجمها، وغيرها من الخصائص، وتتكاثر معظم الثّعابين بوضع البيوض التي تُترك فوراً، ولا تحظى بالعناية والحماية من الأبوين، إلا في بعض الحالات الاستثنائية، كذلك توجد أنوعٌ من الثّعابين تلد صغاراً حية.
إنَّ بعض الثّعابين تقتل فرائسها بحقنها بالسُّم، بينما تقتل معظم الثّعابين فرائسها بعصرها حتى الموت، وتتنوع الثّعابين من حيث الحجم أيضاً، فيصل وزن أثقل ثعبان في العالم وهو الأناكوندا الخضراء إلى 550 باونداً (250 كيلوغراماً)، أما من حيث الطول فيصل طول بعض الثّعابين مثل، الثُّعبان الشَّبكي إلى 30 قدماً (9 أمتارٍ تقريباً)، وهو أطول ثعبان في العالم، في المقابل يوجد ثعبان يُسمى ثعبان بربادوس الخيطي لا يتجاوز طوله 4 بوصات (10 سنتيمتراتٍ تقريباً).[١]
كيف يموت الثُّعبان
الثّعابين كغيرها من الكائنات الحية لها عمر محدد في العيش على الأرض، ويعتمد العمر الذي يمكن أن يبلغه الثُّعبان على العديد من العوامل، منها نوع الثُّعبان، وتشير القاعدة إلى أنَّه كلما ازاد حجم الثُّعبان ازداد متوسط عمره، فعلى سبيل المثال، قد يصل عمر ثعبان البوا وهو من الثّعابين الضخمة لأكثر من خمسين عاماً، وتتراوح أعمار أنواع الثّعابين التي تنتمي لعائلة الأحناش ما بين (15-25) عاماً، بينما تعيش الأنواع الأصغر حجماً لفترة تتراوح بين (5-10) سنوات، ولكل قاعدة استثناء، وهذا يعني أن الثّعابين تموت من الشيخوخة كما يحدث لجميع الكائنات الحية.[٢]
إنّ الثّعابين معرضة للافتراس من قِبَل الحيوانات الأخرى، وللبشر أيضاً دور كبير في موت الكثير من الثّعابين حول العالم، حيث تختلف دوافع البشر لتناول لحوم الثّعابين، تعتقد بعض الشعوب أنَّ لحوم الثّعابين تُعدّ وجبة شهيّة، في حين أن بعض الشعوب الفقيرة قد تجد أن حساء الثّعابين يعتبر خياراً مناسباً، وذلك لأنّها متوفرة بكثرة عندهم، ولا يجدون ما يأكلونه غيرها، والبعض يعتقد أنَّ تناول لحوم الثّعابين يجلب لهم الحظ الجيد، كما أنَّ الكثير من الثّعابين تتعرض للقتل على يد تجار الجلود، أو ببساطة تحت عجلات السَّيارات.[٣]
من الغرائب الموثقّة علمياً عن بعض الأفاعي السَّامة مثل الكوبرا، والأفعى المجلجلة ( ذات الأجراس)؛ قدرتها على اللَّدغ حتى بعد موتها بعدة ساعات، وذلك لأنَّ اللَّدْغ هو رد فعل انعكاسي يمكن تنشيطه في دماغ الثُّعبان حتى بعد موته، وقطع رأسه أيضاً، كما أنَّ بعض الثّعابين يمكنها أن تتخذ وضعية الهجوم، والارتفاع عن مستوى الأرض، حتى بعد موتها، ويمكن تفسير ذلك بأنه عندما يتم تحفيز الأعصاب لثعبان ميت حديثاً بلمسهِ مثلاً، فإنّه يتم فتح قنوات في العصب تسمح بمرور الأيونات، أو الجسيمات المشحونة كهربائياً مما يُحفِّز العضلات للقيام برد فعل انعكاسي.[٤]
الحيوانات التي تفترس الثّعابين
بالرغم من وجود الثّعابين في مستوى متقدم في السِّلسلة الغذائيّة، إلا أنَّها هي أيضاً مُعرّضة للافتراس من قِبَل الكثير من الكائنات الحية، ومنها:[٣][٥]
- الراكون.
- الخنازير البرية: تُفضل الخنازير البرية التهام الثّعابين، حيث يمكن لقطيع من الخنازير البريَّة قتل وافتراس ثعبانٍ كبير الحجم.
- القيوط.
- الطيور: تخشى الثّعابين الطيور كثيراً، لذلك فهي لا تحب الأماكن المفتوحة حيث يمكن لبعض الطيور أن تراها بعيونها حادة البصر، حيث تقوم بعض الطيور مثل الباز، والبوم، والصقر، والبلشون، والعُقاب بالتقاط الثّعابين، من الأرض، والأشجار، وحتى من الماء، وسحقها ببراثنها، أو الارتفاع بها للأعلى ثم رميها على الأرض لتقتلها قبل أن تقوم بالتهامها.
- السموريات: وهي حيوانات تتميّز بفرائها السَّميك، والذي يحميها من لدغات الثّعابين، كما أنَّ لديها مستقبلات خاصة في جسمها تزوّدها بمناعة ضد سم الثّعابين.
- القطط والكلاب: تتمكن القطط والكلاب من صيد الثّعابين غير السَّامة، ومن أشهر سُلالات الكلاب البارعة في صيد الثّعابين الترير الاسكتلندي.
- غرير العسل: ويتميز بجلده السّميك الذي يقيه من لدغات الثعابين، وبمناعته ضد سموم الكوبرا، وبقدرته على سحق رأس الثُّعبان بفكه القوي.
- القنفذ: بالرغم من صغر حجم القنفذ إلا أنَّه يمتلك أشواكاً تمكّنه من مراوغة الثّعابين، وعندما يهاجم الثُّعبان القنفذ فإنّه يتأذى من الأشواك التي تملأ فمه، وعندما يشعر الثُّعبان بالضعف والإنهاك، يقفز القنفذ على ظهره ويقوم بعضّه في فقرات جسمه.
- الثّعابين الأخرى: تُعدّ الثّعابين من الحيوانات التي تفترس أنواعاً أخرى من الجنس نفسه، ويُسمى الكائن الحي الذي يتغذى على أبناء جنسه بالإنجليزية “Cannibalistic”، ومن أشهر الثّعابين التي تتغذى على ثعابين أخرى؛ الكوبرا، والثُّعبان الملك، وتعتبر الأفعى المجلجلة إحدى وجباته المفضلة، ولسوء حظها، فإنّ الملك لديه مناعة لسم المجلجلة.
- الوشق الأحمر (بالإنجليزية: bobcat)، والشَرِه (بالإنجليزية: wolverine): يمتاز كلاهما بردود الفعل السريعة، وسماكة الجلد، مما يمكّنهما من التغلب على الثّعابين.
المراجع
- ^ أ ب ” Some Facts About Snakes”, Snake Facts, Retrieved 1-6-2017. Edited.
- ↑ “Snake ages”, maxi zoo, Retrieved 1-6-2017. Edited.
- ^ أ ب “SNAKE PREDATORS”, Snake Type, Retrieved 1-6-2017. Edited.
- ↑ Elizabeth Palermo (30-8-2014), “Can a Severed Snake Head Still Kill? It’s Possible”، live science, Retrieved 1-6-2017. Edited.
- ↑ “What Animals Kill Snakes”, wildlife removal, Retrieved 1-6-2017. Edited.