'); }
الغرق هو موت ناتج عن تعطّل عملية التنفس نتيجة لدخول الماء أو أحد السوائل الأخرى إلى الرئتين أو نتيجة تشنّج الحنجرة ممّا يؤدي إلى تضيّق المسالك الهوائية وهو ما يسمى بالغرق الجاف.
ويقسم الغرق إلى عدة أنواع هي:
1. الغرق الأولي: وهو ما يعرف أيضاً بالغرق الحقيقي أو الغرق المبتل ويعدالأكثر شيوعاً من بين أنواع الغرق إذ تتراوح نسبة إنتشاره ما بين 75% إلى 95%.
2. الغرق الإختناقي( الغرق الناشف): وكما يشير إسمه فهو لا يحدث نتيجة لدخول السوائل إلى الرئتين بل يحدث كردة فعل لإنقباض الحنجرة وإغلاق المجرى التنفسي.
'); }
3. الغرق الثانوي: ويحدث هذا النوع من أنواع الغرق عادةً بسبب توقف القلب نتيجة السقوط في الماء البارد.
وتشير الإحصائيات التي قامت منظمة الصحة العالمية بنشرها بأنّ الغرق يعدّ من أكثر ثلاث مسببات للوفيات على مستوى العالم، إذ أنّه السبب في حدوث ما نسبته 7% من مجموع تلك الوفيات، وهو ما يقارب على 400000 حالة وفاة سنوياً، وبالإضافة إلى الخسائر البشرية التي يتسبب بها الغرق فإنّه يتسبب أيضاً بالعديد من الخسائر المادية سنويا بشكل مباشر أو غير مباشر فتصل تكلفة حوادث الغرق في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما يقارب 270 مليون دولار أمريكي سنوياً.
ومن العوامل الّتي تزيد من خطر الغرق ما يلي:
1. السن: من الملاحظ دائماً أنّ معدلات الغرق تكون أعلى لدى الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم عدا كندا ونيوزلندا إذ تشكلان الإستثنائين الوحيدين، وترتبط عادةً حالات الغرق لدى الأطفال بهفوات المراقية، ومن الأمثلة على ذلك عدم مراقبة الرضّع وتركهم مع أطفال آخرين في أحواض الإستحمام.
2. الجنس: إذ إنّ الذكور يتعرضون لمخاطر الغرق بشكل أكبر من الإناث حيث يتجاوز معدل الوفيات الناجمة عن الغرق لدى الذكور معدل الوفيات لدى الإناث بنسبة الضعف، ويرجع سبب ذلك حسب الدراسات إلى زيادة تعرضهم لمخاطر المياه واتباع سلوكيات خطرة كالسباحة بمفردهم وتعاطي الكحول قبل السباحة وركوب السّفن.
3. الوصول إلى المياه: إذ تزداد نسبة التعرض لخطر عند الأفراد الذين يمارسون مهناً كصيد الأسماك ويستخدمون القوارب الصغيرة في البلدان المنخفضة الدخل، كما تزيد نسبة الخطورة لدى الأطفال الذين يعيشون قرب مصادر الماء المكشوفة.
4. مستوى التعليم والوعي وتدني المستوى الإجتماعي والإقتصادي كالعيش في الأرياف، أو التنقل على متن سفن مكتظة وغير آمنة في تلك المناطق.
5. المعاناة من حالات مرضية كالصرع أو التعرض لتشنّج في العضلات أو الإصابة بالجلطات المفاجئة أثناء السباحة.
6. حدوث الفيضانات والكوارث الطبيعية مثل أمواج تسونامي.
الوقاية من الغرق
إنّ الغرق يشكل أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الموت على الصعيد العالمي لذا ومن منطلق أنّ الوقاية خير من العلاج، وجب عمل العديد من الدراسات والأبحاث من أجل الحدّ من حالات الغرق، وإيجاد طرق هندسية وآاليات تساعد على الوقاية من مخاطره والحدّ منه بشكل عام.
وتعد الأساليب الهندسية أكثر الإستراتيجيات فعاليةً في الحدّ من مخاطر الغرق والوقاية منه، وتتمثل هذه التدابير في تصريف مخزونات المياه غير اللازمة وتغيير البيئة عن طريق وضع حواجز تحول دون الوصول إلى المياه المكشوفة.
ومن الأمثلة على الطرق الهندسية المستخدمة للوقاية من الغرق هي بناء أسوار وحواجز حول أحواض السباحة لمنع الوصول إلى المياه الراكدة وتغطية الآبار أو الصهاريج المفتوحة، وبناء بنيةٍ تحتيّة من شبكات التصريف وشبكات نقل المياه والسدود تقوم على إستيعاب كميات المياه في الأماكن المعرضة لمخاطر الفيضانات والسيول.
ومن الممكن أيضاً وضع القوانين والتشريعات التي تحمل الناس على وضع الأسوار حول أحواض السباحة، وإجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامة سفن النقل ووضع القوانين التي تمنع تعاطي الكحول أثناء ركوب السفن أو السباحة.
كمّا أنّه من المهم جداً أنّ نشير إلى ضرورة توعية المجتمعات والأفراد عن كيفية الوقاية من الغرق وعن الإسعافات الأولية في حالة الغرق والتي سنذكرها لاحقاً، كما أنه من المهم أيضاً وجود الحراس في أماكن السباحة العامة وأن يكون طاقم الإنقاذ في تلك الأماكن وعلى متن السفن على قدرٍ عالٍ من اليقظة والإنتباه.
ومن الإستراتيجيات الأخرى التي يجب التعمق فيها للحد من مخاطر الغرق وخاصة لدى الأطفال ما يلي:
1. تعليم الأطفال مبادئ السباحة في المدارس وتعليمهم مبادئ السلامة العامة في حال التعرض لخطر الغرق أثناء السباحة.
2. المراقبة الحثيثة للأطفال في المنازل والمدارس وأثناء ممارسة النشاطات المائية، ومراقبتهم أيضاً أثناء جني المحاصيل في الأماكن الريفية.
3. تعليم الأطفال أخطار المياه ذات التيارات القوية وتوعيتهم بخصوص عدم السباحة بمفردهم.
الإسعافات الأولية في حال الغرق:
إنّ الهدف الأساسي من عملية إنقاذ الغريق هو إدخال الهواء إلى الرئتين بأسرع ما يمكن حتى لو كان في داخل الماء، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب نقل الغريق إلى المشفى بأسرع وقت ممكن بعد إجراء الإسعافات الأولية له عن طريق الإتصال بسيارة الإسعاف فور حدوث حالة الغرق.
أما الإسعافات الأولية في حالة الغرق فهي كما يلي:
1. إخراج كل ما يمكن أن يسد مسالك المصاب الهوائية من فمه بسرعة كالأعشاب البحرية، مع إخراج المصاب من الماء بسرعة والبدء بعملية التنفس الاصطناعي حتى داخل الماء إذا كان العمق يسمح بذلك.
2. في حال أنّ المصاب لا يتنفس يجب البدء بالتنفس الإصطناعي عن طريق النفخ في فم المصاب مرتين ببطء على مد ثانية ونصف إلى ثانيتين ومراقبة الصدر والإنتظار حتى يهبط بين النفخة الأولى والثانية، وهو ما يعرف بقبلة الحياة.
3. التحقق من تنفس ونبض المصاب مع مواصلة الإنعاش إن لزم الأمر
4. بمجرد أن يبدأ المصاب بالتنفس يجب وضعه في وضع الإفاقة وذلك بوضع الفم نحو الأسفل لتفريغ أي سوائل من المجرى الهوائي ووضع الذقن للأعلى وتثبيت الذراعين والساقين لكي يكون المصاب مستقراً.
5. تدفئة المصاب وخاصة عند حدوث الغرق في أماكن باردة ونزع ملابسه المبللة وتجفيفه إن أمكن وتغطيته بأغطية إضافية.
ومن الجدير بالذّكر أيضاً أنّه يجب عدم التدخل في حال أنّ الشخص كان غير ماهرٍ بالسباحة مما قد يؤدي إلى زيادة الوضع سوءاً بل من الواجب في مثل تلك الحالة طلب النجدة حتى لو لم يكن هنالك أي شخص قريب على مدى البصر، ومحاولة انتشال الغريق من الماء بواسطة أي أداة لا تقوم بإيذائه.
ومن النصائح الأخرى عند محاولة إنقاذ الغريق وإخراجه من الماء:
1. عدم محاولة الإمساك بالغريق من يده لأنّه قد يقوم بشدك إلى الأسفل من شدة فزعه ورعبه.
2. من المفضّل أن يكون معك قارب أو طوق نجاة لمساعدة الغريق في التشبث به ثم محاولة التحدث إلى الغريق في حال لم يكن فاقداً للوعي من أجل تهدئته.
3. إذا كان هنالك ضرورة للإمساك بالغريق بشكل مباشر فمن الأفضل أن يكون ذلك من الخلف وليس من الأمام، وأن تطلب منه أن يرخي جسده إن أمكن ذلك حتى يساعدك على إنقاذه.
4. إذا حاول الغريق التعلق بشدة بك وأصبحت في وضع يؤدي إلى غرقك معه فأفضل ما يمكن عمله في تلك الحالة هو الغطس قليلاً للقاع والتخلص من قبضته ومحاولة إنقاذه من جديد لأنه لن يقوم بتتبعك إلى القاع.