علوم

جديد كيف يمكن للغيوم أن تساعد الناس على توقع حالة الطقس

توقع الطقس عن طريق الغيوم

تُمثّل الغيوم كتلاً مرئيةً مُعلّقةً في الهواء تتكوّن من قطرات الماء أو بلورات الجليد أو كليهما،[١] وتقع في طبقة التروبوسفير التي تحدث فيها جميع الظواهر المناخية، وتُعتبر مراقبة تكوينات الغيوم إحدى أسهل الطرق للتنبّؤ بحالة الطقس،[٢] كما أنّها إحدى المهارات التي امتلكها الإنسان منذ القدم،[٣] حيث إنَّ التغيّر في أشكال الغيوم وألوانها يُقدّم مؤشراتٍ موثوقة للتنبّؤ بحالة الطقس؛ لإنَّ ذلك التغيّر فيها ناجم عن التغيّر في العناصر التي تتحكّم في حالة الطقس بما في ذلك درجة الحرارة والرطوبة.[٤]

تُشير الغيوم المنفصلة عن بعضها والرقيقة والهشّة التي تتواجد على ارتفاعات عالية إلى طقس مُعتدل ومُستقرّ وصافٍ، بينما تُشير الغيوم الكثيفة والمُكدّسة ذات الألوان الداكنة إلى تغيُّر في حالة الطقس إلى الأسوأ، كما أنّ زيادة حِدّة حواف الغيوم الرعدية وزيادة شدّة لونها إلى الداكن تدلّ على أنَّها ذات نشاط قوي؛ لذا عند مُلاحظتها يُنصح بالابتعاد عن المكان الذي تتواجد فوقه،[٤] وتُصنّف الغيوم الأكثر استخداماً في التنبّؤ بحالة الطقس إلى ثلاث فئات رئيسية تشمل الغيوم منخفضة المستوى، والغيوم متوسطة المستوى، والغيوم عالية المستوى.[٢]

مؤشرات الغيوم منخفضة المستوى

تتواجد الغيوم منخفضة المستوى (بالإنجليزية: Low-Level Clouds) على ارتفاع أقل من 2,000 متر، وتتكوّن عادةً من قطرات الماء، وفيما يأتي أنواع الغيوم منخفضة المستوى والمؤشّرات التي تُقدّمها للتنبّؤ بحالة الطقس:[٢]

  • الغيوم الركامية المنخفضة: تتكوّن الغيوم الركامية المنخفضة (بالإنجليزية: Cumulus Clouds) من قاعدة مُسطّحة مع وجود انتفاخات أو أكوام مُستديرة في أعلاها، على عكس الغيوم الركامية التي توجد على ارتفاعات عالية والتي تحتوي على انتفاخات تُشبه رؤوس القرنبيط، كما تُعرف هذه الغيوم بغيوم الطقس المُعتدل؛ لإنَّها تُشير إلى ظروف جوية جافة ومُستقرّة، كما أنّها إذا دلّت على هطول الأمطار يكون الهطول خفيفاً.
  • غيوم المزن الركامية: تتشكّل غيوم المزن الركامية (بالإنجليزية: Cumulonimbus Clouds) نتيجة تراكم عدد من الغيوم الركامية، وغالبًا ما تظهر قاعدتها بلون داكن تماماً، ويتنبّأ الناس من خلال هذه الغيوم بالأحوال الجوية القاسية والمتطرّفة؛ والتي تتمثّل في الأمطار الغزيرة، والثلوج، والبَرَد، والعواصف الرعدية، والأعاصير، والزوابع.
  • الغيوم الطبقية المنخفضة: تمتاز الغيوم الطبقية المنخفضة (بالإنجليزية: Stratus Clouds) بلون رمادي باهت، وتمتدُّ لمساحات كبيرة في السماء بحيث تحجب أشعة الشمس، كما يُشار إلى أنَّها تُشبه الضباب لكن إذا وصلت قواعد هذه الغيوم الأرض تُصبح حينها ضباباً بالفعل، إلى جانب ذلك يهطل من هذه الغيوم رذاذ خفيف أو ثلج ناعم.
  • الغيوم الطبقية الركامية المنخفضة: تظهر الغيوم الركامية الطبقية المنخفضة (بالإنجليزية: Stratocumulus Clouds) بشكل مُنتفخ وعلى شكل صفوف في السماء وتكون رمادية اللون، وتُشير هذه الغيوم إلى الطقس الجاف في حال كان هُناك تباين طفيف في درجات الحرارة ما بين الليل والنهار، وبالرغم من أنَّها لا تُنتِج أيّ شكلٍ من أشكال الهطول لكنّها قد تتحوّل إلى غيوم المزن الطبقية.
  • غيوم المزن الطبقية: تتواجد غيوم المزن الطبقية (بالإنجليزية: Nimbostratus Clouds) على شكل صفيحة غائمة رطبة ذات لون رمادي داكن، كما أنَّها كثيفة لدرجة أنَّ بإمكانها حجب أشعة الشمس تماماً، ويُشار إلى إمكانية استمرار هطول المطر والثلج من غيوم المزن الطبقية لفترات طويلة.

مؤشرات الغيوم متوسطة المستوى

تتواجد الغيوم متوسطة المستوى (بالإنجليزية: Mid-Level Clouds) على ارتفاع 2,000 إلى 6,200 متر فوق مستوى سطح البحر، ويتكوّن مُعظمها من قطرات الماء إلّا أنَّه من المُمكن أن يحتوي بعضها على بلورات الجليد، وتأخذ مظهراً كالصفائح بلون رمادي مُزرق، وتُغطّي مُعظم السماء بحيث يُمكنها حجب أشعة الشمس،[٢] وفيما يأتي أنواع الغيوم متوسطة المستوى والمؤشرات التي تُقدّمها للتنبّؤ بحالة الطقس:

الغيوم الطبقية المتوسطة

تُعرّف الغيوم الطبقية المتوسطة (بالإنجليزية: Altostratus Clouds) بأنَّها غيوم رمادية اللون ذات مظهر يشبه الصفائح، وتمتاز بأنَّها تُقدّم مؤشّرات دقيقة للحالة الجوية فهي الأكثر موثوقيةً من بين جميع أنواع الغيوم الأخرى المُستخدَمة للتنبّؤ بحالة الطقس، حيث إنّها تُشير إلى تدفّق الهواء الدافىء فوق الهواء البارد، ممّا يعني هطول وشيك ومستمر للأمطار أو الثلوج خاصةً إذ كانت طبقة الغيوم كثيفةً ومتزايدة، كما أنَّها تُعدُّ مؤشّراً على قدوم عاصفة جديدة في البحر في حال انعدام الرؤية وتواجد الأمواج الكبيرة.[٥]

الغيوم الركامية المتوسطة

تتألّف الغيوم الركامية المتوسطة (بالإنجليزية: Altocumulus Clouds) من غيوم صغيرة مُنسّقة بشكلٍ مُنتظم، وتُعتبر هذه الغيوم مهمّةً في حال تبعتها غيوم عالية كثيفة أو غيوم ركامية مُنخفضة المستوى، فعندما تقع في نطاقات متوازية فإنَّها تُشير إلى قدوم جبهة هوائية دافئة مصحوبة بأمطار أو ثلوج، أمّا في حال ظهور الغيوم الركامية المتوسطة على شكل أبراج مشتركة في قاعدة مُسطّحة فإنَّها تُشير إلى هطول أمطار غزيرة وحدوث عواصف رعدية.[٥]

مؤشرات الغيوم عالية المستوى

تتواجد الغيوم عالية المستوى (بالإنجليزية: High-Level Clouds)على ارتفاع 4.9 إلى 13.1 كيلومتر عن سطح الأرض، أيّ فوق قمم الجبال العالية أو على ارتفاع نِطاق تجوال الطائرة النفاثة، وبالتالي فإنَّها تشهد ظروفاً جويةً قاسيةً ممّا يجعلها تتكوّن من بلورات الجليد،[٣] وفيما يأتي أنواع الغيوم عالية المستوى والمؤشّرات التي تُقدّمها للتنبّؤ بحالة الطقس:

الغيوم السمحاقية

تُعدُّ الغيوم السمحاقية (بالإنجليزية: Cirrus Clouds) إحدى أكثر أنواع الغيوم عالية المستوى انتشاراً،[٢] وهي غيوم قصيرة منفصلة عن بعضها ذات مظهر رقيق يُشبه خُصل الشعر، وتمتاز بأنَّها شديدة البياض ذات لمعان حريري لدرجة يُمكن تمييزها عن باقي الغيوم في السماء، كما أنَّ لونها يتأثّر بشروق الشمس وغروبها،[٦] وتُشير الغيوم السمحاقية إلى طقس مُعتدل وصافٍ، لكن في حال ملاحظة تواجدها بكثرة في السماء فإنّ ذلك يدلّ على قرب حدوث تغيّر في حالة الطقس واقتراب جبهة هوائية دافئة في غُضون 24 ساعة.[٢]

الغيوم السمحاقية الركامية

تتكوّن الغيوم السمحاقية الركامية (بالإنجليزية: Cirrocumulus Clouds) من عِدّة غيوم صغيرة بيضاء اللون تتكوّن بالكامل من بلورات الجليد، بحيث تتجمّع مع بعضها البعض لكن يفصل بينها مسافات منتظمة، ممّا يجعلها تأخذ ترتيباً على شكل تموّجات في السماء، لذا يُمكن أن تأخذ مظهراً شبيهاً بقشور السمك وفي حال تواجدها تُعرف السماء حينها بالسماء المُرقّطة (بالإنجليزية: Mackerel Sky)،[٧] ويُشار إلى أنّ تحوّل الغيوم السمحاقية إلى غيوم سمحاقية ركامية يدلّ على قدوم عاصفة، كما يُشير ذلك إلى قدوم إعصار خاصةً في المناطق الاستوائية.[٢]

الغيوم السمحاقية الطبقية

تأخذ الغيوم السمحاقية الطبقية (بالإنجليزية: Cirrostratus Clouds) بدايةً مظهراً يُشبه ذيول الأحصنة، لكن يُمكن أن يتغيّر شكلها إلى صفائح رقيقة، ويُرافق هذا التغيُّر في الشكل تغيّر في حالة الطقس، كما أنَّ هذه الغيوم تخلق تأثيرات مُلوّنة وغريبة في السماء أثناء وجودها لإنَّها تعكس أشعة الشمس وضوء القمر،[٨] وبالرغم من أنَّ هذه الغيوم لا يهطل منها أيّ نوع من أنواع الهطول إلّا أنَّ تواجدها يدلّ على إمكانية هطول الأمطار من عدمه،[٩] حيث تظهر الغيوم السمحاقية الطبقية غالباً قبل 12 إلى 24 ساعة من هبوب العاصفة الماطرة أو الثلجيّة،[٢] كما أنَّه في حال تواجد نوع منها يُدعى الغيوم السّمحاقية الطبقية السديميّة (بالإنجليزية: Cirrostratus Nebulosus) فإنَّ ذلك يُشير إلى قدوم جبهة هوائية دافئة تؤدّي إلى هطول مُستمرّ للأمطار في غضون يومٍ واحد، أمّا في حال تواجد نوع آخر منها يُدعى الغيوم السمحاقية الطبقية الشعرية (بالإنجليزية: Cirrostratus Fibratus) فذلك يُشير إلى هطول رذاذ خفيف من الأمطار.[٩]

المراجع

  1. “Cloud”, www.britannica.com,2020-3-27، Retrieved 2020-9-1. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Staff of Science Learning Hub (1-12-2015), “Observing clouds and weather”، www.sciencelearn.org.nz, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Randy Sarafan, “Predicting the Weather With Clouds”، www.instructables.com, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  4. ^ أ ب John Rousmaniere (5-2018), “How To Read Clouds”، www.boatus.com, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Non-Instrument Weather Forecasting”, archive.hokulea.com, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  6. “Cirrus clouds”, www.metoffice.gov.uk, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  7. “Cirrocumulus clouds”, www.metoffice.gov.uk, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  8. Karen G Blaettler (22-11-2019), “Facts on Cirrostratus Clouds”، sciencing.com, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Cirrostratus clouds”, www.metoffice.gov.uk, Retrieved 1-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى