'); }
هل تبحث عن دخل اضافي؟ الجواب البديهي لهذا السؤال غالبا ما يستقطب الاشخاص ذوي الدخول المتواضعه، ويجعلهم ينساقون خلف اي فرصه قد يجني منها احدهم اي دخل اضافي يعينه على التزامات الحياة المتزايدة.
بالواقع هذه بداية معظم متعاملي البورصه، سواء السوق المالي المتمثل ببورصة عمان او اي بورصة داخلية لاي دولة او السوق العالمية او ما يسمى بالفوركس (وهي تداول العملات والمعادن والنفط).
لناخذ بورصة عمان على سبيل المثال وتداول الاسهم الذي كان يشهد اقبال واسع من الاشخاص قبل نهاية عام 2009 ومعظمهم لا تتجاوز قيمة محافظهم المالية العشرة الاف دينار، وماذا حصل لهم ، وما السبب وراء ذلك؟
'); }
بورصة عمان هي سوق كأي سوق يباع ويشترى فيه السلع على اختلاف السلعة وهي هنا الاوراق المالية (الاسهم) وهي تمثل حصة في رأس مال اي شركة من الشركات المدرجة في سوق عمان المالي على اختلاف نوع الشركة سواء شركة مساهمة عامة او خاصة او اي نوع اخر من الشركات التي تدرج في السوق المالي.
يقوم الناس بمراقبة اسعار اسهم الشركات وينتظرون ارتفاعها قليلا ليحققو بعض الربح، الغالبية العظمى لا تعرف اي معلومة حقيقية عن هذه الشركات ولا حتى ما هي منتجاتها او موقعها او من هم اعضاء مجلس ادارتها ، كل ما يهم هو من الشخص الذي يشتري او يبيع الكمية الاكبر من اسهم هذه الشركة ، وهل هو رجل اعمال موثوق وله مكانته بالسوق ام مجرد عابر سبيل.
وهنا تكمن المشكلة حيث ان الشائعات التي يطلقها المتداولون انفسهم هي فعليا من يرفع او يخفض قيمة الاسهم ويزيد الطلب او العرض على شركة معينة مع العلم ان بورصة عمان توفر معلومات وتجبر الشركات على الاعلان عن اي تحركات او صفقات ادارية او مالية تحت اسم افصاحات الشركات ولكن قلة من يستفيد من هذه المعلومات. وبالتالي فان السوق المالي الذي يعتمد رواده على الشائعات ويتركون المعلومات المالية التي يجب ان تدرس ويناء عليها يتم التعامل مع اسهم شركة معينة او تركها لا اتوقع ان يسترد عافيته حتى يعي المتداولون حقيقة واهمية ان يتخذ احدهم قرار الشراء او البيع بناء على معلومات مؤكده يبحث هو عنها بنفسه بعيدا عن تزكية زميل او صديق او حتى موظف احدى شركات الوساطه.
ولا بد ان نذكر ان نتيجة التداول غير المدروس لعملاء شركات الوساطه المالية في بورصة عمان كان خروج مايزيد عن 34 الف عميل من صغار ومتوسطي العملاء من السوق المالي وهبوط مؤشر البورصة الى ما يقارب 2000 نقطه بعد ان تجاوز حاجز ال 5400 نقطه. حتى الان لم يستطع السوق ان يتعافى من ازمة عام 2008 رغم تعافي معظم القطاعات الاخرى.
هناك مقولة لاحد اساتذة الاقتصاد الاردني تقول ان حجم النقد والسيولة العالمية في تزايد (اي ان حجم ورق النقد المطبوع من جميع العملات يفوق بكثير حجم الورق النقدي المتلف) رغم ذلك فان السيولة تتناقص بين ايدي الناس والشركات وحتى الدول. باختصار الأموال تتجمع لدى فئة معينة من الاشخاص بآلية مدروسة وبتخطيط مسبق لاهداف معظمنا يعرفها، فهل ياترى لو عرف السبب بطل العجب؟؟ لو كان تحقيق الارباح وجني الاموال بهذه السهولة التي يعتقدها البعض هل كان كبار اصحاب رؤوس الاموال ليتركوه!!