طيور

جديد كيف يعرف الحمام الزاجل طريقه

مقالات ذات صلة

الحمَام الزاجل

الحمَام الزاجل، أو الحمَام الجبليّ (الاسم العلميّ: Columbia livia)[١] هو نوع من أنواع الحمَام استخدمَه البَشَر؛ لنَقْل الرسائل في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد استُخدِم الحمَام الزاجل منذ ذلك الوقت؛ لنَقْل رسائل مصيريّة قد تتوقّف عليها حياة شعب بأكمله، كما استُخدِم لنَقْل رسائل بسيطة، مثل إخبار قاضٍ رومانيّ لزوجته أنّه قد يتأخَّر في العودة إلى المنزل ذلك المساء، وقد يكون من أقدم الاستخدامات المُهمّة القديمة للحمَام الزاجل، استخدام الرومانيّ ماركوس يونيوس بروتس له في عام 44 قبل الميلاد؛ لنَقْل رسائله من مدينة مودينا إلى حلفائه؛ مِمّا مهّد الطريق أمامه للانتصار على مارك أنتوني الذي كان يحاصر المدينة في ذلك الوقت.[٢]

كيفيّة مَعرِفة الحمَام الزاجل لطريقَه

يتمكّن الحمَام الزاجل من مَعرِفة طريقِه حتى لو كان على بُعْد مئات وآلاف الكيلومترات من الموقع الذي يَقصده، وقد وَضَع العلماء العديد من النظريّات؛ لتفسير مقدرة الحمَام الزاجل على مَعرِفة طريقِه، ومن أهمّ هذه النظريّات، أنّ الحمَام الزاجل يمتلك المقدرة على رَسْم خرائط تُمكِّنه من تحديد اتّجاهه، وتَعتمِد هذه الخرائط على الكثير من العوامل، منها: حاسّة الشمّ، ومقدرة الحمَام على الكَشْف عن أبسط التغيُّرات في الضغط الجوّي، أو المجال المغناطيسيّ، بالإضافة إلى استخدامه موقع الشمس؛ لتحديد طريقه، وقد حَظِيَت هذه النظرية بالكثير من الدراسة، إلّا أنّها لم تتمكّن من تفسير بعض نتائج التجارب المُتكرِّرة التي أُجرِيَت على الحمَام الزاجل، ومُؤخَّراََ توصّل العالِم الجيوفيزيائيّ جون هاجستروم (بالإنجليزيّة: Jon Hagstrum) إلى نظريّة تُفسِّر مقدرَة الحمَام الزاجل على تحديد طريقه، حيث نَشَرها في مجلّة عِلم الأحياء التجريبيّ على شبكة الإنترنت، وتَعتمِد هذه النظريّة على أنّ الحمَام الزاجل قادرٌ على سماع أصوات مُنخفِضة التردُّد (بالإنجليزيّة: infrasound)، تصل إلى أقلّ من 0.05 هيرتز، ولا يتمكّن البشر من سماعها، وأنّ حاسة السمع الفريدة من نوعها تُفيده في تحديد اتّجاهه، وقد فسَّر العالِم هاجستروم ضياع بعض طيور الحمام الزاجل أثناء التجارب، وعدم مقدرتها على إيجاد طريقها الصحيح، بأنّ الأصوات مُنخفِضة التردُّد تتأثَّر بالتضاريس، والأحوال الجوّية، وبالتغيُّرات الموسميّة في مُستويات الضجيج الجويّة الناتجة عن تفاعُل الموجات مع التغيُّرات المُحيطة بها، وهو ما يُربِك الطيور أحياناََ، ويسبِّب ضياعها.[٣][٤]

تدريب الحمَام الزاجل

أصبحت سباقات الحمَام العالميّة مُؤخَّراََ كثيرة الانتشار، وقد أُنشِئت العديد من أندية الحمَام في العالَم؛ بهدف المُشارَكة في هذه السباقات، كما أنّ الكثير من الناس يرغبون في تربية الحمَام الزاجل، ليس للمشاركة في السباقات فقط؛ بل من أجل نَقْل الرسائل أيضاََ، وفي ما يأتي الخطوات الواجب اتِّباعها؛ للبَدء في تربية الحمَام الزاجل، وتدريبه:[١]

  • اختيار الطيور: يجب اختيار طيور عالية الجودة، ومن سُلالة معروفة، ويُفضَّل شراء الحمَام على شكل أزواج من مُربّي حمَام موثوق.
  • بناء المَسكَن: يُمكِن بناء مَسكَن خاصّ للحمَام، أو شراء مَسكَن جاهز، على أن تتناسب مساحة المَسكَن مع عدد أزواج الحمَام؛ إذ يحتاج كلُّ زوج من الحمَام الزاجل إلى مساحة تُقدَّر بـ 8-10 أقدام مُكعَّبة، ومن الشروط الواجب توفُّرها في مَسكَن الحمَام الزاجل: أن يكون جيِّد التهويّة، وأن يُوفِّر الحِماية من الحيوانات المُفترِسة، وأن لا يكون سَطْحه مُستوِياََ؛ وذلك لمَنْع الحمَام من المكوث طويلاََ على السطح، وأن يتمَّ اختيار موقع بناء المساكن بعناية؛ بحيث تخلو من الأسلاك، والأشجار، وأعمدة الإنارة، وكلّ ما من شأنه أن يُشتِّت انتباه الحمَام أثناء التدريب.
  • توفير التغذية الجيِّدة: يحتاج الحمَام الزاجل إلى ماء نظيف يوميّاََ، ويحتاج أيضاََ إلى وجبتَي طعام يوميّاََ، ويجب التخلُّص من بقايا الطعام بَعْد 15-20 دقيقة من تقديمه للحمَام، ولا بُدّ من أن تَعتمِد تركيبة الطعام الواجب تقديمه للحمَام على طبيعة نشاطه؛ فهو يحتاج إلى وجبات غنيّة بالبروتين الخام، تَصلُ إلى 16-18٪ من مُجمَل الوجبة في موسم التكاثُر، أمّا في فترات التدريب والسباق، فيحتاج إلى وجبات غنيّة بالدهون والكربوهيدرات؛ لتُزوِّده بما يحتاج إليه من طاقة، وفي هذه الحالة تَقلّ حاجته إلى البروتين؛ ولذلك يجب أن تتراوح نسبة البروتين ما بين 14-15٪ من مُجمَل الوجبات، وفي موسم تبديل الريش يُعاد تقديم وجبات ذات نسبة 16% من البروتين، كما يجب أن يحتويَ طعام الحمَام الزاجل على البُرغل؛ للمساعدة في الهَضْم، ولمساعدة الطائر على الحصول على الفيتامينات، والمعادن اللازمة لنُموّه.
  • تدريب الحمَام الزاجل: يُمكِن البَدء بتدريب الحمَام على استخدام تقنية باب الانطلاق للمَسكَن، عندما يبلغ الأسبوع السادس من العُمر؛ لأنّ الحمَام سيشعر بالارتباك من هذه التقنية التي تسمح له بدخول المَسكَن في أيّ وقت؛ لأنّ الباب يكون مفتوحاً، ولا يسمح له بالخروج إلّا عند رغبة المُربِّي بذلك، وفَتْح الباب له، ومع بداية الأسبوع الثاني من التدريب يُمكِن البدء بتدريب الحمَام على العودة إلى المَسكَن بَعْد أن يبتعدَ مسافة ميل واحد؛ ولذلك يُحمَل الحمَام في قَفَص، ويُطلَق سراحه على بُعْد ميل من المَسكَن؛ ولضمان عودة الحمَام إلى المَسكَن في كلّ مرّة يتمّ إطلاقه فيها، لا بُدّ من توفير مَسكَن مريح، وطعام جيِّد يُغرِي الحمَام بالعودة إليه، ويُكرَّر التدريب كلّ يوم خلال الأسبوع، ثمّ تزداد مسافة التدريب تدريجيّاََ بمقدار خمسة أميال كلّ أسبوع، وفي كلّ مرّة يتمّ استخدام اتّجاهات مُختلِفة، ويجب عدم الاستعجال، وزيادة مسافة التدريب، إلّا إذا تمكَّن الطائر من اجتياز المسافة السابقة بنجاح، وبهذه الطريقة، وبالتحلّي بالصَّبر، سيتمكّن الطائر في النهاية من قَطْع مئات الأميال في المرّة الواحدة.
  • المُحافَظة على الطيور من الضياع: يجب التأكُّد من وَضْع عُصابة تحمل معلومات كافية عن الطائرعلى رجله؛ ليتمكّن مَن يجدها في حالة ضياعها من الإعلان عنها عبر مواقع نوادي الحمَام على شبكة الإنترنت، وفي حالة فَقْد طائر، يجب تقليل مسافة تدريب باقي الطيور، وتقليل عدد مرّات التدريب لفترة من الزمن.
  • تدريب الطائر على الانتقال بين مسكنَين: يُمكِن تدريب الحمَام الزاجل على الانتقال بين مسكنَين، والعودة مرّة ثانية إلى المسكن الأساسيّ، وقد يكون المسكن الاحتياطيّ في بيت أحد الأصدقاء، أو ربّما أحد الأكواخ؛ ولتشجيع الطائر على الانتقال بين المسكنَين، لا بُدّ من إطعام الحمَام بانتظام في المسكنَين.
  • الانضمام إلى نادي حمَام محلِّي: يُمكِن البحث عن طريق شبكة الإنترنت عن أقرب نادٍ للحمَام والانضمام إليه، وعندها يُمكِن إشراك الحمَام الزاجل في السباقات المحلِّية الخاصّة بالمُبتدِئين، والتي تكون عادةََ قصيرة المَدى.

المراجع

  1. ^ أ ب Pippa MRCVS, “How to Train a Homing Pigeon”، www.wikihow.com, Retrieved 24-6-2018. Edited.
  2. “5 Carrier Pigeon Stories”, animals.howstuffworks.com, Retrieved 22-6-2018. Edited.
  3. Jane J. Lee (30-1-2013), “New Theory on How Homing Pigeons Find Home”، news.nationalgeographic.com, Retrieved 22-6-2018. Edited.
  4. . Jon Hagstrum (22-5-2015), “Jon Hagstrum: Unraveling The Mystery Of Bird Navigation”، spatial.ucsb.edu, Retrieved 22-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى