الحليب
الحليب هو السائل التي تنتجه غدد الحليب في أثداء الحيوانات التي تنتمي لفصيلة الثديات، ومعروفٌ بفوائده الصحية من بناء العظام والأسنان وغيرها، وبالصناعات التي تتمّ عليه لتحويله من شكل لآخر، ويمكن تناوله طازجاً أو معلباً في حالته السائلة، أمّا تحويل الحليب إلى بودرة، فهي أحد طرق حفظ الحليب، وأطولها أمداً، فمن المعروف أنّ البسترة مثلاً تبقي الحليب صالحاً لمدة قصيرة، إذا كان في وعاء مغلق، أمّا عند فتحه فيجب استخدامه في مدة أقصاها أسبوع، لذلك فتجفيف الحليب هو الطريقة الأكثر جدوى لحفظ الحليب مدة طويلة، ولا حاجة لحفظه في الثلاجة، ويسهل نقله وتصديره للدول التي لا تنتج كفايتها من الحليب، باعتباره من الأغذية الأساسية.
اكتشاف فكرة تجفيف الحليب
إنّ أول من توصّل إلى تجفيف الحليب هم المغول، فقد ذكر المستكشف الإيطالي ماركو بولو، أنّ جنود المغول تحت إمرة الامبراطور كوبلاي خان، في القرن الثالث عشر الميلادي، كانوا يتركون الحليب في صحراء غوبي لفترة طويلة، حتى تجفّفه الشمس، فيصبح سميكاً وصلباً، وإذا ما احتاجوه، وضعوا قليلاً منه في الماء، فيذوب ويعود حليباً.
كيف يصنع حليب البودرة
في هذه الأيام، يجفّف الحليب في المصانع، أي تقلل نسبة الماء فيه من حوالي 87.5% إلى حوالي 3% بطريقتين:
- تقنية التجفيف بالرذاذ: تستخدم الآلات لرش الحليب على شكل رذاذ، يقابله نفخ هواء ساخن في الجهة المقابلة، فتجفّ قطرات الحليب على الفور، ثمّ تبدأ عمليات التعبأة، وهي الطريقة الأكثر انتشاراً.
- تقنية الأسطوانات المسخنة: يتمّ رشّ الحليب على شكل رذاذ على سطح أسطوانات ساخنة، تحت ظروف مناسبة من الضغط والحرارة، فيتبخر الماء من الحليب، لتبقى البودرة.
مواصفات الحليب المراد تجفيفه
- ألّا تتعدّى نسبة حموضته 0.15%، فالزيادة البسيطة في حموضته ستقلّل من ذائبية بودرة الحليب الناتجة.
- ألّا يتعدّى المحتوى الميكروبي عن 200.000 خلية لكل مل من الحليب.
- ألّا تتواجد به أية مضادات حيوية، أو آثار للمبيدات؛ لأنّ ذلك سيؤثر على جودة الحليب المجفف الناتج.
تقوم الشركات المصنعة للحليب الجاف بإضافة العديد من الفيتامينات وبالأخص فيتامين د والمعادن إليه، فيعرف بالحليب المدعم، يشربه الكبار والصغار، وتختلف أنواعه للأطفال على حسب عمر الطفل واحتياجاته، فهناك أنواع لحديثي الولادة، ثمّ تبدأ بالتسلسل بالأشهر بالتوازي مع عمر الطفل، وعادة ما يدوم الحليب المجفف كامل الدسم من ست إلى تسع شهور، وتحددّه الشركة المصنعة، أما قليل الدسم فيبقى صالحاً حوالي سنتين، ويحفظ في مكان جاف وبارد، بعيداً عن أشعة الشمس.