محتويات
'); }
النمو
يبدأ نمو الإنسان منذ اللحظة الأولى لتكون البُويضة المُخصّبة في رحم الأم، وعمليّة النموّ ليست بالأمر البسيط لتُصبح الخلايا أكثر وأكبر، حيث تبدأ الخلايا بالانقسام ليتطوّر الجنين بشكل تدريجيّ، وبعد الولادة تبدأ مرحلة الطّفولة، فالمُراهقة، ثم الشّباب، وأخيراً الشّيخوخة.[١]
تبدأ منذ ولادة الطّفل مراحل النموّ المُختلفة للتطوّر التدريجيّ، فيبدأ التطوّر الحركيّ والمعرفيّ والسلوكيّ ويبدأ باستخدام حواسه المُختلفة، أمّا الجسد فيبدأ بالزّيادة التدريجيّة بالوزن والطّول. في بفترة الطّفولة المُبكّرة يحتاج الطّفل للعناية المُستمرّة لتحقيق نموّه الطبيعيّ، وذلك حتّى يعتمد على نفسه ويستطيع تلبية مُتطلّباته الذاتيّة بنفسه، ويمرّ بمراحل النموّ المُختلفة للإنسان.[٢]
'); }
طول الإنسان وهرمون النموّ
منذ مراحل النموّ الأولى للطّفل يبدأ طوله بالازدياد بتباطؤ تدريجيّ حتّى يصل لمرحلة المُراهقة، والتي يصبح فيها طول القامة يزداد بشكل مُتسارع. يزداد الطّول بفضل هرمون النموّ (بالإنجليزيّة: growth hormone) والذي يتمّ إفرازه من الجزء الأماميّ للغدّة النُخاميّة، يُعطي هذا الهرمون الذي يسرّ عبر الدم أوامره إلى العظام والأنسجة المُختلفة للانقسام والنّمو، وبالتّالي الزّيادة بالطّول، ويتم إفرازه بشكلٍ مُنتظَم حسب المرحلة العمريّة طوال فترة حياة الشّخص وبمُستويات مُعيّنة يوميّاً. لا يكفي هذا الهرمون وحده للنموّ فهو بحاجة لمُكمّلات غذائيّة مُهمّة كالبروتين. يُؤدّي نقص هرمون النموّ بالجسم لمرض التقزّم، وزيادة مُستوياته الطبيعيّة تُؤدّي للتضخّم وارتفاع القامة بشكل غير طبيعيّ.[٣]
طول القامة خلال مرحلة المُراهقة
يلاحِظ أفراد العائلة زيادة الطّول المُفاجِئة لدى طفلهم الذي دخل بمرحلة المُراهقة، ويعود ذلك لزيادة إفراز هرمون النموّ بشكل أكبر من مرحلة الطّفولة المُتوسّطة، وتُسمّى هذه الزّيادة الكبيرة بالطّول لدى المراهق بالقفزة التطوريّة، لكنّها لا تستمرّ طوال فترة المُراهقة، فإنّها تتباطأ بمُنتصف المرحلة، ثم تزداد مرّةً أُخرى بنهايتها. تتأخّر هذه القفزة التطوريّة أو تكون بعمر مُبكّر حسب مرحلة بلوغ الشّخص، حيث يرتبط طول القامة ارتباطاً وثيقاً بموعد بلوغه الجنسيّ.[٤]
التّغيير في طول الإنسان تاريخيّاً
أثبتت الدّراسات التي نشرتها جريدة الغارديان البريطانيّة أنّ مُتوسّط طول الإنسان زاد خلال المئة سنة الأخيرة، وذلك بفضل تحسُّن مُستوى الرّعاية الصحيّة والمُستوى الغذائيّ لدى شعوب العالم، وهذه الدّراسات جاءت بعد دراسات شملت مُعظم دول العالم قام بها 800 باحث في مجال الصحّة، وقاست مُتوسّط الطّول لدى شعوب كل بلد. كما أثبتت الدّراسات أنّ العامل الوراثيّ يتحكّم بشكل كبير في طول الإنسان، كما أنّ طول قامة الذّكور أطول من الإناث في جميع دول العالم. بلغ مُتوسّط طول الإنسان في الأردن 171 سم للذّكور، و158 سم لدى الإناث. أمّا في مصر 166 سم لدى الذّكور، و157 لدى الإناث. وكان البلد الذي سجلّ أقصر مُتوسّط طول هي تيمور الشرقيّة.[٥]
زيادة طول الإنسان طبيعيّاً
من المُؤكّد أن تغذية الإنسان بشكل سليم تُساعد على النموّ الطبيعيّ للجسم، وخاصّةً في مراحل الطّفولة، حيثُ يتوقّف طول الإنسان الطبيعيّ بعمر العشرين تقريباً لدى الذّكور، أمّا الإناث فيتوقّف كُليّاً بعد سنتين من أول دورة شهريّة لها. كما تُؤثّر العديد من الظروف على طول الإنسان، منها الأسباب الوراثة، وظروف الولادة والأمراض منها أمراض الغدد وسوء التغذيّة. والآتي قائمة توضّح الأطوال الطبيعيّة للإنسان خلال فترات حياته:[٦]
- عند الولادة: بحدود 50سم.
- سنة واحدة: 75سم.
- 4 سنوات: 100سم.
- 6 سنوات: 112 – 115سم.
- 9 سنوات: 130سم.
- 12 سنة: 150سم.
- 15 سنة للذكر: 165سم.
- 15 سنة للأنثى: 162سم
- 18 سنة للذكر: 175سم.
- 18 سنة للأنثى: 165سم.
الحفاظ على النموّ الطبيعيّ لطول الإنسان
يُنصح باتّباع الارشادات الآتية للحفاظ على الطّول المناسب للطّفل:
- التّغذية الصّحيحة: وتكون من خلال تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم الضروريّ لنمو العظام، والتّركيز على الأطعمة المُغذّية التي تمنح الجسم القدرة على النموّ، وخاصّةً الأسماك والمحار التي تحتوي على كميّات كافية من الزّنك وفيتامين د اللذَين يدخلان بشكل أساسيّ في تكوين العظام، وكذلك تناول البروتينات الموجودة باللّحوم والبقوليات والفطر.[٧]
- النّوم لفترة كافية: يحتاج الطّفل والمُراهِق إلى ساعات طويلة من النوم، وذلك لأنّ الجسم يقوم بعمليّة النموّ وتكوين الخلايا والأنسجة الجديدة خلال فترة النّوم والرّاحة، حيث أظهرت الأبحاث أنّ هرمون النموّ يكون بأنشط حالاته أثناء فترة النّوم العميق.[٢]
- ممارسة التمارين الرياضية: وخاصّةً تمارين زيادة الطّول، مثل السّباحة، والتعلّق، ونطّ الحبلة.[٧]
زيادة طول الإنسان جراحيّاً
ظهرت في العقود الأخيرة سلسلة من العمليّات الجراحيّة التي تزيد من طول الإنسان حتّى بعد انقضاء فترة البلوغ وتوقّف العظام عن النموّ، وتمتد هذه العمليّات على طول أربع أشهر، وتُقسَم إلى مرحلتين أساسيتين:
- مرحلة كسر العظام: ويتم خلالها هدم العظام بطرق ووسائل مُعيّنة، وتستغرق مدّة أسبوعين.
- مرحلة بناء العظام من جديد: وتتضمّن هذه العمليّة تُوقف عمليّة الارتشاف وعكسها لإعادة بناء العظام مع زيادة في طولها، وتمتدّ هذه المرحلة حتّى التآم العظام.[٨]
اضطرابات مُتعلّقة بالنموّ
يُصيب الإنسان العديد من الأمراض التي تُؤثّر بالنموّ، وأحد تلك الأمراض مرض ضخامة الأطراف، والذي يتسبّب به هو خلل من الهرمونات النّاتجة من الغدّة النُخاميّة، حيثُ تزداد كميّة هرمون النموّ النّاتجة من الغدّة. زيادة كميّة الهرمون بعد مرحلة البلوغ تتسبّب في تضخّم العظام والأطراف والوجه، وهو مرض نادر يُصيب في الأغلب مُتوسّطي العمر، وقد يُصيب الأطفال ويُسبّب لهم تضخّماً في العظام وزيادة في الطّول.[٩] وقد يسبب انخفاض مستويات هرمون النمو إلى القزامة عند الأولاد.[٣]
المراجع
- ↑ James Tanner (27-10-2010), “Human development”، Encyclopædia Britannica, Retrieved 29-1-2017.
- ^ أ ب “مراحل تطور الطفل في شهره الاول”، طب ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ^ أ ب “هرمون النمو”، طب ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ↑ “التغيرات العضوية التي تظهر لدى المراهق”، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ↑ Nicola Davis (26-7-2016), “Tall story? Men and women have grown taller over last century, study shows”، The Guardian, Retrieved 29-1-2017.
- ↑ حافظ دراج (17-2-2011)، “قصر القامة لدى الأطفال”، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ^ أ ب “أفضل تمارين وطرق زيادة الطول بعد سن البلوغ 18 و 20 سنة”، عربي صحة، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ↑ “طرق زيادة الطول بواسطة عملية اطالة الأطراف”، طب ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ↑ نجية محجوب (27-7-2013)، “ضخامة الأطراف.. الأسباب.. الأعراض.. التشخيص”، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2017.