محتويات
نظام المقايضة
في العصور القديمة كان التبادل التجاري سائداً بين الشعوب المختلفة وكذلك بين أفراد الشعب نفسه في المدينة أو القرية التي يسكنونها؛ حيث كان التبادل يتمّ عن طريق مقايضة سلعةٍ معيّنة بسلعة أخرى من نوع آخر، وشملت تلك السلع في البداية المواد الغذائيّة؛ كالحبوب، والبذور، والملح، والتوابل المختلفة، أو الحيوانات كالأبقار والماعز ونحو ذلك، ومن ثمّ بدأت المقايضة بالأقمشة المختلفة مثل الحرير والقطن والصوف، وظلّ نظام المقايضة هذا قائماً حتى يومنا هذا، فما زالت العديد من دول العالم النامي وخاصّةً في البقاع الأشد فقراً فيها تتعامل بنظام المقايضة القديم.
من أمثلة ارتباط نظام المقايضة القديم بالفقر أنّه بعد الحرب العالمية الثانية وبعد هزيمة ألمانيا استخدم الشعب الألماني المقايضة لسد حاجاتهم الأساسية؛ حيث قايضوا السجائر والبن والسكر بالسلع الأخرى، بدلاً من مقايضة النقود الألمانية بالسلع، وذلك لأنّ العملة الألمانية فقدت قيمتها في ذلك الوقت.
استخدام العملات النقدية المعدنية
في البداية كانت العملة المستخدمة مختلفة حسب البلد ومدى توافرها فيه واعتماد أهلها عليها، فمثلاً كانت عملة تبادل السلع في الصين هي المحار، وكانت عملة تبادل السلع في اليونان هي الثيران، ولكن مشكلة هذه العملات كانت تكمن في إمكانية فسادها وتلفها مع الوقت؛ لذلك جاءت فكرة صناعة عملة معدنية حتى تبقى ولا تفنى أثناء تبادلها ونقلها، وأوّل من بدأ استخدام العملات المعدنية كانت الصين في القرن الرابع قبل الميلاد.
العملات النقدية الورقية
واجه الناس بعض المشاكل أثناء السفر والترحال؛ حيث إنّ النقود المعدنية – سواء كانت ذهبية أو فضية أو نحاسية – تعد ثقيلة الوزن وتأخذ حيزاً كبيراً من متاع الرحلة، لذلك جاءت فكرة عمل ورقة أو ما يشبه الصك أو وثيقة خطية تثبت ملكية التاجر أو الشخص لعددٍ مُعيّن من القطع المعدنية؛ حيث يمكن أن يُبدل التاجر الورقة بالذهب أو الذهب بالورقة، وتكون بذلك الورقة تساوي ذهباً حسب قيمتها.
نظّمت الدول والحكومات هذه المعاملة وأنشأت ما يشبه البنوك في عصرنا الحالي؛ حيث تقوم البنوك بعمل الصكوك وتبدل المعادن بالورق المختوم والرسمي، ومن ثمّ تُبدل الورق بالمعدن إذا أراد الشخص استعادة عملاته المعدنية. في حقبة جديدة توقّفت البنوك عن إعطاء الذهب أو المعادن مقابل الورق، وإذا أراد الشخص تبديل ورقه المختوم بالذهب يُمكنه بكل بساطة الذهاب إلى أحد أسواق الذهب وشراء ما يريد من الذهب بالورق، ومع الوقت أصبح الناس يتعاملون بالورق لسهولة حفظه ونقله بدلاً من المعادن الثقيلة الوزن.
صنع العملات النقدية الورقية
يصنع ورق الكتابة العادي لأغراض الرسم والكتابة والطباعة وغيرها من الخشب؛ حيث تتمّ معالجة طبقة رقيقة من السيليولوز “لحاء الخشب” وتبييضها وعجنها ورقّها على شكل الورق الأبيض المعروف.
تتم صناعة الورق من القطن والكتان – في حالة صنع أوراق النقود – بدلاً من الخشب، وذلك كي يصعب تقليدها وتزويرها، وفي هذه الخطوة يتم تنظيف القطن وتبييضه ومزجه مع الكتان، وبعد ذلك طهوهما معاً “تعريضهما للحرارة” لعدة ساعات، ومن ثم ضغط المعجون المتكوّن ورقّه على شكل صفائح أوراق كبيرة، وفيما بعد يتمّ قصها إلى حجمها المراد بعد طباعة قيمة العملة واسمها عليها، وإضافة الأختام والعلامات المالية اللازمة.
كما ويُضاف إلى الأوراق النقدية “خيط للأمان” يحوي رقماً متسلسلاً لمنع التلاعب بها، وبعد عام 1996 بدأت تدخل تكنولوجيا استخدام الحاسوب بشكل كبير لعمل الرسومات والتصاميم على الأوراق النقدية ممّا يجعلها حتى أكثر صعوبة في التزوير والتقليد.