'); }
زبد البحر
زبد البحر هو ظاهرة طبيعية تحدث للمحيطات، وهو عبارة عن مادة طافية على سطح البحر ذات لون أبيض، كما توجد متراكمة على الشواطئ. ومن أكثر المناطق المشهورة والمعروفة بوجود هذه الظاهرة على شواطئها ساحل يامبا (بالإنجليزية: Yamba) في ولاية نيوساوث ويلز (بالإنجليزية: New South Wales) والتي تقع في جنوب شرق أستراليا، وتعتبر هذه الظاهرة محط جلب أنظار السياح من جميع أنحاء العالم،[١] وعادة ما تنقل أمواج زبد البحر أو المعروف برغوة البحر إلى الشواطئ في الأيام العاصفة، وخاصة على طول السواحل الصخرية.[٢]
وقد أثارت ظاهرة زبد البحر العديد من التساؤلات في ما إذا كانت هذه الرغوة علامةً على تلوث المياه في المحيط، وهل يستدعي وجودها القلق.[٢] ويمكن معرفة طريقة تشكل زبد البحر، عن طريق أخذ عينة من ماء المحيط ووضعها في كوب زجاجي، فإذا تم فحص هذه العينة عن قرب يمكن ملاحظة وجود جزيئات صغيرة، وإذا تم تحريك الكوب بقوة فستتشكل رغوة على سطحه، وهذا ما يحدث تماماً في البحر ولكن بشكل أكبر وأوسع وأكثر وضوحاً.[٣]
'); }
كيفية تكون زبد البحر
لفهم طريقة تكون زبد البحر يمكن عمل تجربة بإحضار زجاجة ووضع مياه البحر بداخلها وهزها بقوة عدة مرات، فسوف تتشكّل فقاعات على سطح الماء الموجود في الزجاجة، وبهذه الطريقة يتكون زبد البحر ولكن على نطاق أوسع حيث يتشكل زبد البحر أو رغوة البحر في الشواطئ التي يكون فيها اضطرابات وحركة كبيرة للأمواج، وهو عبارة عن تنشيط للجزيئات والبروتينات الموجودة داخل مياه البحار والمحيطات، أما عن الآلية التي تتشكل فيها، فعندما تتجمع مكونات ماء البحر من إفرازات الطحالب، والأملاح الذائبة بالإضافة إلى ملوّثات الإنسان، وتتدفق جميع هذه المكونات بفعل الأمواج التي تحركها الرياح إلى الشاطئ، هذه الأنواع الثلاثة من الجزئيات يكون لها رأس محب للماء وذيل غير محب للماء يشبه أبو ذنيبة أو الملعقة، وتصطف هذه الجزيئات لتشكل جداراً مزدوج الجوانب، يكون الرأس للأسفل والذيل للأعلى، حيث تحتجز فقاعات الهواء داخلها.[٤]
وهذا الجدار هو عبارة عن سطح الفقاعة التي تكوّن طبقة رقيقة من الماء فيها جزيئات على كلا الجانبين، وتُعرف هذه الجزيئات باسم Surfactant، ولها تأثير صابوني وذلك لأن صفاتها مثل صفات الصابون تماماً، بمعنى أن النهايات غير المحبة للماء تتسرب إلى الأوساخ، والنهايات المحبة للماء ترتبط بجزيئات الماء، وهذا ما يجعل زبد البحر يتجمع عند الشواطئ مشكّلاً رغوة تشبه رغوة الصابون، ويمكن القول بأن زبد البحر هو كميات هائلة من الفقاعات نشأت من إعادة تنظيم الجزيئات الموجودة في البحر، وقذفتها الأمواج الخشنة إلى الصخور القريبة من شواطئ البحر، ومن أكثر الأماكن في العالم التي يمكننا رؤية زبد البحر فيها شواطئ جزيرة Spume الموجودة في أرخبيل في أنتاركتيكا.[٤]
وتعتبر الطحالب أحادية الخلية والتي تطلق مادة ناعمة كالبودرة لتنطلق منها بروتينات سبباً رئيسياً في تكوين رغوة البحر، بالإضافة إلى أن عمليات تصريف وإلقاء النفايات الكيميائية، ومخلفات الصناعة والصرف الصحي في مياه البحار والمحيطات تتسبّب في تكوين رغوة البحر، وهناك نوعان من زبد البحر، زبد البحر الأبيض، وزبد البحر الأحمر أو البني والذي يطلق عليه المد الأحمر، ويأتي اللون الأحمر من النفايات النفطية، أو بسبب وجود نوع من الطحالب أحادية الخلية المعروفة بالعوالق النباتية.[١]
مخاطر زبد البحر
يشكل زبد البحر خطراً في بعض الأحيان، وذلك لوجود العديد من المواد الضارة فيه، وخطورته تكون على الإنسان وتسبب له العديد من المشاكل الصحية، كما أنه يضر بالطيور والكائنات البحرية،[١] فمثلاً على طول سواحل الخليج وعندما تزهر كارينيا بريفيس وهي نوع من الطحالب المسمومة، تعمل رغوة البحر على نقل سموم هذه الطحالب محمولة في الجو، وهذا يؤدي إلى أن يصبح الهواء الجوي خطراً ويعمل على إزعاج عيون المرتادين إلى الشاطئ، ويشكل خطراً عليهم وخاصة الأشخاص الذين يعانون من الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.[٣]
كما وجد العلماء أن الطيور البحرية التي ماتت قبالة كاليفورنيا في عام 2007م، وفي شمال غرب المحيط الهادئ في عام 2009م كان سببها تشكل رغوة تشبه الصابون على الشواطئ، ومنشأ هذه الرغوة هو أزهار الطحالب المتحللة والتي أدت إلى إزالة الطبقة العازلة للماء عن ريش الطيور مما أثر في مقدرتها على الطيران، وبالتالي أدّى ذلك إلى انخفاض درجة حرارة جسمها، الأمر الذي تسبب في موتها،[٣] والجدير بالذكر أنه لا يمكن تجنب العوامل الطبيعية المسببة لزبد البحر، ولكن يمكن التحكم بالعوامل التي يكون سببها الإنسان والمخلفات والنفايات التي يليقها في مياه البحر.[١]
فوائد زبد البحر
لا يجب القلق من رؤية زبد البحر المتكون على شاطئ البحر، حيث تشير جينيفر سكين من KQED Science أن من إيجابيات زبد البحر جذب الاهتمام والانتباه إلى المواد العضوية المتحللة والتي أطلق عليها اسم DOM والتي تكون مُذابة، فهي تلعب دوراً مهماً على الأرض، كما أنها جزء رئيسي ومهم من شبكة الغذاء البحري، وهي واحدة من أكبر مصادر الكربون في الأرض، ويتم إنتاجها في المحيطات حيث تعيش العوالق النباتية والحيوانية، وهي مصنوعة ممّا يتحلّل من أجسام هذه العوالق وخلاياها، وهذا الكربون ينتقل مع رغوة البحر إلى جميع أجزاء المحيط ويلعب دوراً كبيراً ومهمّاً فيه.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث sharda (2017-3-23), “What Is Sea Foam and How It Is Formed?”، www.marineinsight.com, Retrieved 2018-5-22. Edited.
- ^ أ ب ت “Why and how ocean waves create sea foam”, www.mnn.com,2014-10-30، Retrieved 2018-5-22. Edited.
- ^ أ ب ت “What is sea foam?”, www.oceanservice.noaa.gov, Retrieved 2018-5-22. Edited.
- ^ أ ب “Sea Foam, Spume? What is it?!”, www.cimioutdoored.org, Retrieved 2018-5-22. Edited.