من إعجاز الله الواضح في خلق، هو أنه لكواكب المجموعة الشمسية درب التبانة، أقمار تتبع بها وتلحقها وتدور حولها، حيث تكون هذه الأقمار ذات أحجام متفاوتة، و من هنا كان للأرض قمراً يتبع لها و يدور حولها، هو ناحية الحجم خامس أكبر قمر من أقمار المجموعة الشمسية جميعها، أما إذا ما قرناه بكوكب الأرض الذي يدور حوله فالأرض أكبر من بحوالي 80 مرة.
يعتمد الناس الذين يعيشون على كوكب الأرض اعتماداً كبيراً في حياتهم اليومية فهو وسيلة لتحديد أوقات السنة في عدد من التقاويم منها التقويم العربي الذي تحول اسمه فيما بعد إلى التقويم الهجري، نسبة إلى هجرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ، حيث أن السنة الهجرية من بدايتها إلى نهايتها تحتوي على اثنا عشر شهراً تبدأ بمحرم و تنتهي بذي الحجة، كما أن شكل القمر مهم جداً في تحديد الأوقات الخاصة بالعبادات بالنسبة للمسلمين، فدخول شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الصيام في الشريعة الإسلامية يكون برؤية هلال رمضان تطبيقاً لما ورد في الحديث النبوي الشريف ” صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته ” و الهاء هنا تعود على الهلال الذي هو شكل من أشكال أو مرحلة من المراحل التي يمر بها القمر خلال أيام الشهر.
للقمر عدد من الأطوار المتتابعة يمر بها خلال فترة الشهر العربي، حيث يعتمد شكل القمر الذي يظهر عند رؤيته من الأرض على المكان والزاوية التي ينظر بها الإنسان إلى القمر من على كوكب الأرض كما أن طور القمر يعتمد على موقع القمر بالنسبة للأرض وموقعه أيضاً بالنسبة إلى الشمس التي تسقط أشعتها عليه.
يتكون الهلال عندما يستطيع جزء منه عكس أشعة الشمس التي تسقط عليه على كوكب الأرض، من هنا نشاهد ذلك الخط الرفيع المقوس من القمر و الذي يؤذن بابتداء الشهر الجديد، و نهاية الشهر القديم، و هناك هلالان هما هلال آخر الشهر الذي يظهر في نهاية كل شهر، و الذي يتبعه القمر المظلم الذي يتميز بأنه غير مرئي ثم المحاق ثم الهلال و لكنه هذه المرة هلال أول الشهر، و الذي هو مرئي بنسبة أقل من 50 %، و من هنا يستطيع الإنسان ببساطة شديدة أن يعتمد في حساب أيامه على القمر و أطواره لأنها ثابة في مواعيدها و أوقات ظهورها بالنسبة للمشاهد من الكرة الأرضية، فسبحان الله الذي أبدع كل شئ صنعه.