'); }
ما بعد الموت
بكلّ بساطة فإنّ جسم الإنسان يتحلل ويختفي بعد الموت، ولكن هذه العملية تحتاج إلى أوقاتٍ طويلةً تعتمدُ على البيئة المحيط بالجسم الميت، فيتحلّل الجسم الموضوع بالهواء الطلق أسرع بثماني مرات من الجسم الموضوع في التربة، وتعتمد طبيعة التحلّل وسرعتها على مكان الدفن درجة حرارة المكان والجو المحيط بالإضافة إلى نوع التربة وعمق القبر والأسلوب المتبع عند الدفن من استخدام التوابيت، أو سراديب الموتى، أو الكفن.
تحلّل جسم الإنسان
يمرّ الجسم عند الموت بمرحلتين مهمّتين عند التحلل، نذكرها بالتفصيل:
مرحلة ما قبل الدفن
- تنخفض درجة حرارة الجسم نتيجة لتوقف العمليات الطبيعية والأيضية داخل الجسم.
- شحوب لون الوجه وميلانه إلى اللون الأصفر.
- يكون لجسم الميت رائحة مميزة لا يدركها الإنسان العادي، وتجذب الحشرات وخصوصاً الذباب فتبدأ بوضع بيوضها بكميات كبيرة في فتحات الجسم وطيات الجلد.
- تتصفى دماء الجسم في الجزء الأسفل منه نتيجةً لتوقف القلب وعدم دورانها في الأوردة والشرايين ممّا يؤدّي إلى تحول الجسم إلى اللون الأزرق.
- تتشنج أطراف الجسد الميت وتتيبس ويصبح من الصعب تحريكها كأنّها قطعة خشب صلبة.
- انخافض رطوبة العينين أو يما يعرف بتغيرات الرطوبة الزجاجية.
- تبدأ عملية الهضم الذاتي للجسم، نتيجة لقيام البكتيريا الموجودة داخل الجسم بعمليات الهضم والتآكل لخلايا الجسم الميتة.
'); }
مرحلة ما بعد الدفن
- تتحوّل منطقة البطن والصدر إلى اللون الأخضر نتيجةَ قيامِ البكتيريا الموجودة في أسفل جسم الجسد بالتحلل والتأكل.
- تتعتم قرنية العين وتسيل مقلةَ العين من مكانها، مع بروزٍ لشراين الجسم وأوردته من خلال الجلد.
- يبدأ الجسم بالإنتفاخ وخصوصاً في منطقة البطن والصدر نتيجة قيام البكتيريا الموجودة في الجسم بأكل الخلايا الميتة والقيام بعمليات التحلل مما ينتج عنه غازات تتجمع داخل الجسم لعدم وجود منفذٍ لها.
- نتيجة لعمليات التحلل الداخلية والغازات المجتمعة يكون الجسم ذو رائحةٍ كريهةٍ جداً.
- تبرز العينان والوجنتان وتختفي ملامح الوجه كاملة.
- بعد فترة من الزمن تبدأ الأظافر بالتساقط بالإضافة إلى سقوط الشعر في كافة أنحاء الجسم.
- تظهر اليرقات الدودية في كافة أنحاء الجسم وخصوصاً في مناطق الفتحات مثل الفم والأنف والعينين كما ذكرنا في المرحلة الأولى قبل الدفن، وتبدأ في أكل الجسم، ونتيجةً لذلك يبدأ جلد الإنسان بالتساقط.
- نتيجةً لعمليات الأكل من قبل اليرقات والديدان، تبدأ عضلات الجسم بالسقوط عن الهيكل العظمي وتتحلّل حتى تختفي تماماً.
- لا يبقى من عمليات التحلل الذاتية والتحلل نتيجة اليرقات إلا الهيكل العظمي فقط.
- بعد فترةٍ من الزمن تبدأ اليرقات والديدان بالإختفاء نتيجة أكل بعضها البعض لعدم وجود طعام، ومن يبقى أخيراً يموتُ نتيجة النقص في الغذاء.
- تأخذ العظام فتراتٍ طويلةً حتى تتحلل إلى التراب، ولكن بالنهاية يتحلل كل الهيكل العظمي ما عدا عجب الذنب الذي ينبعث منه الإنسان يوم القيامة لقول الرسول الكريم: “كُلَّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُ الْأَرْضُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ”.
كلنا نسعى لتزين الجسد والمحافظة عليه وننسى تزين الروح، فالروح هي جسدنا في عالم الغيب، وجسدنا في الدنيا ما هو إلّا وسيلة عبورٍ إلى دار الأخرة، فأحسنوا عملكم وزينوا أخرتكم، فجسدنا زائل وروحنا باقية.