'); }
الحرب العالمية الثانية
كانت الحرب العالمية الثانية هي بدايةً لحقبة جديدةٍ في العالم بأكمله، فقد أعادت الحرب العالمية الثانية توزيع القوى في العالم كاملاً فظهرت القوى العظمى الجديدة وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، وبداية الحرب الباردة، بالإضافة إلى تدمير بعض القوى العظمى في العالم والتي كان على رأسها ألمانيا واليابان اللتين أصيبتا بأبشع أنواع الخسائر والدّمار بعد هذه الحرب البشعة.
هاتان الدولتان لم تدفنا تحت التراب بعد الحرب العالمية الثانية، ولكنهما نهضتا من تحت الحطام والأنقاض لتعودا إلى قمة الدول في العالم بأسره في شتى المجالات المختلفة، وسنذكر في هذا المقال الطريقة التي نهضت بها ألمانيا من تحت الحطام بعد تلك الحرب.
'); }
ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
إنّ تأثير الحرب العالمية الثانية على ألمانيا كان تأثيراً كبيراً جداً، فقد تمّ تقدير خسائر ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وفقاً لدراسات حديثة بما يزيد عن الخمس ملايين قتيل من العسكريين فقط، بالإضافة إلى مئات الآلاف أو ملايين البشر الذين سقطوا نتيجة القصف الجوي والتهجير ضد الأقليات وغيرها ممّا حدث في ألمانيا خلال الحرب، فيقدّر إجمالي الضحايا في ألمانيا بحوالي 11% من مجموع التعداد الألماني في تلك الفترة والذي يقارب 7.5 مليون شخصاً.
وأمّا أولى النتائج بعد الحرب العالمية الثانية هي انقسام ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية والتي عرفت بالجمهورية الألمانية الديمقراطية التي تتبع النظام الشيوعي، والغربية والتي عرفت بجمهورية ألمانيا الاتحادية والتي كانت تتبع النظام الرأسمالي، واستمرّ هذا الانقسام حتى عام 1990م بسقوط النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية واتحادها مع ألمانيا الغربية.
نهوض ألمانيا
بدأت عملية إعمار ألمانيا بمشروع مارشال والذي قام الجنرال الأمريكي جورج مارشال بوضعه لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فقد قامت أمريكا بدعم أوروبا بحوالي 13 مليار دولار أمريكي، أي ما يقارب 130 مليار دولار أمريكي حالياً لإنعاش أوروبا بشكل عام وألمانيا واليابان بشكل خاص.
وقد كانت من أهداف هذا المشروع القضاء على الخطط السوفيتية في نشر الشيوعية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ ساد الفقر والجوع والكساد في مختلف دول أوروبا وألمانيا على وجه التحديد وهو ما خلق جوّاً ملائماً لانتشار الشيوعية في تلك المناطق ومن أجل السيطرة على رؤوس الأموال في ألمانيا واليابان أيضاً، فقد كان لأصحاب رؤوس الأموال الأمريكان النصيب الأكبر في المشاريع التي أقيمت في ألمانيا واليابان، هذا على الرغم من كون الدعم الأمريكي هو الجزء الأصغر في عملية إعادة الإعمار في ألمانيا، فقد كان الجزء الأكبر من الشعوب من خلال الضرائب التي فرضت عليهم، كما أنّ الدعم الأمريكي تمّ جمعه أيضاً من المستثمرين الصغار والإيداعات الصغيرة في البنوك.
بدأت ألمانيا شيئاً فشيئاً وببطء باستعادة قوتها، فقد قامت برفع مستوى المعيشة للشعب الألماني وتصدير البضائع المحلية إلى الخارج، والتقليل من مستويات البطالة وزيادة إنتاج الغذاء المحلي، والتقليل من السوق السوداء أيضاً، وأمّا السبب الرئيسي وراء النهضة الألمانيّة بعد الحرب العالمية الثانية فهو الثورة الصناعية التي حصلت في ألمانيا في شتى المجالات وخاصةً في الصناعات الثقيلة؛ إذ تحتلّ ألمانيا بفضل تلك الثورة الريادة في العديد من الصناعات المختلفة على مستوى العام في الوقت الحالي.