'); }
الفتن
أخبرَنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل ألف وأربعمئة عام وهو الصادق الصدوق أننا سنأتي على زمن مليء بالفتن والشبهات، فحذّرنا منها وأمرنا بالإكثار من الأعمال الصالحة لتجنّب الوقوع فيها، فقال: (بادروا بالأعمالِ فتنًا كقطعِ الليلِ المظلمِ. يصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا. أو يمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا. يبيعُ دينَه بعرضٍ من الدنيا) [صحيح]، ونرى بعض الفتن اليوم تحدث بين المسلمين، وحتى نتجنّب الوقوع فيها لا بدّ من التعرّف على الوسائل التي تعيننا على ذلك.
الفتنة تعني لغة: الابتلاء والامتحان، كما يُقال: فتنتُ الذهبَ والفضة: أي أذبتهما بالنار لتمييز الجيد من الرديء، وفي الشرع تأتي بعدة معان: كالتشكيك وإضلال الناس، أو التحريض والإفساد، أو المعصية، أو الكفر والشرك، أو الأذى، أو القتل، أو الحرب، أو القتال.
'); }
كيفيّة تجنّب الفتن
- التمسّك بدين الله وتوحيده وإفراده بالعبادة.
- تحصين النفس بالعلم الشرعي، واليقين بالله، والتفقّه في أمور الدين؛ وذلك من خلال التعلم من العلماء الصالحين ليكون المؤمن على علم بالفتن وعلى استعداد لمواجهتها، وليتنبّه منها.
- اللجوء الدائم إلى الله تعالى ليجنّبنا الفتن ويحمينا من الوقوع فيها، ويثبّتنا على الحق، ويصرف عنا الباطل الذي يكون مشتبهاً.
- التوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي.
- الإكثار من الأعمال الصالحة، والعبادات، والذكر، والاستغفار، والتقرب إلى الله تعالى، فذلك يجلب التوفيق من الله، كما ينجي من الوقوع في مطبّات الفتنة.
- إمساك اللسان، وتجنّب الحديث والخوض في موضوع الفتنة الحاصلة، والبعد عن المناقشة بغير علم والوقوف بجانب طرف دون طرف لمجرّد ميل قلبي فقط.
- الرفق والتمهّل في المواقف والتصرفات كلّها، وممّا يعين على التمهّل استخارة الله عز وجل قبل القيام بأي عمل، واستشارة أهل العلم والصلاح.
- الإكثار من الصدقات في السرّ والعلن؛ لأنّ صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وبالتالي تبعد الوقوع في الفتن.
- العلم بأنّ الفتن التي تحصل لم تكن لتحصل إلا بإذن من الله تعالى، وكلّ أمر عنده بمقدار، فلا يوجد حدث إلا من ورائه حكمة بالغة من الله.
- مواجهة العدوّ الظالم عندما تكون الفتنة والهجوم من قِبَله، وعدم الاستسلام والركون إليه بحجّة أنّ هذا قَدَر.
- العكوف على قراءة القرآن الكريم وتدبّره؛ لأنّ فيه حياةً للقلوب وشفاءً لما في الصدور، والتعلّق بالله تعالى، وعدم الانسياق وراء الشبهات.
- الاهتمام باتباع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنّ الاكتفاء بإصلاح النفس، والإعراض عن إصلاح الآخرين، وإنكار المنكر يجلب عقاب الله.
- التقليل من البذخ والترف للاستعداد لمواجهة الأزمات خاصة الاقتصاديّة.
- الحذر من المنافقين، والابتعاد عنهم، وعدم الخوض معهم؛ لأنهم أصحاب فتن.
- لزوم الصالحين وجماعة المسلمين، والحذر من الاختلاف والفرقة.
- حسن الظن بالله تعالى والتفاؤل بأنّ الفرج قريب، والمحن والفتن لا بد من زوالها.