'); }
مكانة العلم والعلماء
تزهو الحضارات والمجتمعات بوجود العلماء فيها؛ فالعلماء هم روافد المجتمع ودعامة رئيسيّة فيه؛ فهم الّذين يَحملون أمانة العلم والمعرفة إلى العالمين، وهم المنارة التي تهتدي بها الشّعوب إلى ما فيه الخير والمنفعة لها في الدّنيا. إنّ التّقدم في أي بلدٍ من البلدان يقاس بعدد العلماء وحجم الدّور الذي يقومون به في المجتمعات؛ فالدّولة التي تحترم علماءها وتجلّهم وتدعمهم هي دولة بلا شكّ تسعى للرّقي والتّقدم، بينما الدّولة التي لا تحترم علماءها وتهملهم ولا تعطيهم الدّور الذي يستحقونه هي دولة تتخلّف عن ركب الحضارة والتّقدم.
نظرة الإسلام للعلم والعلماء
جاءت رسالة الإسلام لتؤكّد على أهميّة العلم ومكانة العلماء؛ ففي الحديث الشّريف (من سلك طريقًا يبتغي به علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنّة )، وفي الحديث الآخر كذلك تفضيل للعالم العارف على العابد الذي يعبد الله تعالى بدون علم، قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب )، ولقد جاء الأنبياء والمرسلون بعلم ورسالات وشرائع؛ فكان العلماء من بعدهم من يرث ذلك كلّه ليعلم النّاس أمور دينهم ودنياهم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء الذين لم يورّثوا دينارًا أو درهمًا وإنّما ورّثوا علمًا تنتفع به الأجيال.
'); }
مظاهر تكريم الإسلام للعلماء
جاءت الشّريعة الإسلاميّة لتُعلي من شأن العلماء وترفع قدرهم ومكانتهم بين النّاس، وقد ذَكر الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز فضل العلماء من وجوه عدّة؛ فهُم من أخشى فئات المؤمنين لله تعالى وخوفًا منه واستشعارًا لعظمته وقدرته، قال تعالى (إنّما يخشى الله من عباده العلماء) ذلك بأنّ العلماء يطّلعون على أسرار قد لا يعلمها كثيرون من أسرار الكون والحياة التي تدلّ على عظمة الخالق، كما تتوسّع مداركهم وآفاق تفكيرهم بزيادة العلم عندهم عن غيرهم من النّاس، ومن زاد علمه بالله ومعرفته به زادت خشيته منه بلا شك، كما بيّن الله سبحانه وتعالى علوّ قدر العلماء عنده، قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم وأوتوا العلم درجات )، فالإنسان يرتفع بعلمه درجات عند ربّه .
كما أنّ من مظاهر تكريم الله سبحانه وتعالى للعلماء أن جعلهم المرجع للنّاس في شؤون حياتهم واختلافاتهم، قال تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، وإنّ العلماء هم من يستنبطون من المسائل والأمور ما ينفع الناس في دنياهم ويُصلح حالهم ويحسّن اختلافاتهم.