المدارس
المدارس: هي أماكن تعليمية، يتوجه إليها الطلاب لتحصيل العلم، والمعرفة، في المجالات المتنوّعة، مثل: اللغة العربية، والتاريخ، والعلوم، والرياضيات، ويعدّ التعليم المدرسيّ، مرحلة مهمّة في حياة الطالب، فالمدارس تساهم في جعل الطلاب يعبّرون عن أنفسهم ويمارسون هواياتهم، من خلال المشاركة في الفعاليّات، والنشاطات المختلفة، لذلك على جميع الطلاب أن يسعوا لتطوير مهاراتهم، وقدراتهم التعليميّة طيلة مرحلة دراستهم المدرسيّة، حتى يستطيعوا أن يحقّقوا جميع طموحاتهم، وأهدافهم عند التحاقهم بالدراسة الجامعيّة.
المدارس القديمة
كانت المدارس القديمة أقرب إلى مجالس العلم المصغّرة، وتعتمد بشكل أساسي على التلقين، وكان المصدر الأول للحصول على المعلومات، هو المعلم، وعلى الطلاب التقيّد بفهم وحفظ ما يميله عليهم، فلم توجد مناهج ثابتة يعتمد عليها المعلم في شرح الدروس لهم، بل كان يدرسهم من المعلومات التي اكتسبها من خلال دراسته، أو خبرته في الحياة، ولم يكن المعلم يحتاج آنذاك للحصول على شهادات متخصصة في إحدى العلوم، بل كان من الممكن أن يعمل في التعليم، كل شخص يتقن تدريس الطلاب بأسلوب مناسب، وكان للتأثير العربي دورٌ مهمٌ في المدارس قديماً، من خلال مساهمة الفتوحات الإسلامية في نشر التعليم، وترسيخ الثقافة العربية، والإسلامية في البلدان التي وصلها العرب.
من الأشكال التي كانت عليها المدارس قديماً:
الحلقات الدراسية
تتكوّن من مجموعة من الطلاب يتجمّعون حول المعلم الذي يعمل على تدريسهم، وتعدّ الحلقات الدراسيّة بداية انتشار التعليم، وكان يسمّى مُدرّس الحلقة الدراسية (الشيخ)، وذلك لأنّه كبير في السن، وحافظٌ للقرآن الكريم، وعارف لمجالات الدراسة المختلفة اللغوية والعلمية، وحرص الناس على إلحاق أبنائهم في الحلقات الدراسية، والتي كانت تعقد في منزل الشيخ، أو في المسجد.
الغرف الخشبية
حتى يحصل الطلاب على العلوم بشكل أفضل، بدأ بناء، وتخصيص غرف خشبية مكوّنة من جذوع، وأغصان الأشجار القويّة، وتزامن انتشارها مع استخدام الورق، ودراسة المؤلفات التي ألّفها العلماء، والأدباء العرب، فاعتمد التدريس على أن يقرأ الطلاب قراءة صامتةً، ويركّزوا في محتوى النص الذي أمامهم، حتى يسألهم المعلم عن الأفكار، والمعلومات، التي استوعبوها من قراءتهم.
المدارس المبنية
مع ازدياد العلوم، واتساع آفاق المعرفة، تمّ التفكير ببناء المدارس، والغرف الصفية من الحجارة والطين حتى تتمكّن من استيعاب أعداد أكثر من الطلاب، وتتصف بالمتانة وتتحمل العوامل الجوية المختلفة، وتكوّنت المدرسة الواحدة من غرفة أو غرفتين للتدريس، ولم يعد الطالب يدرس الموادّ التأسيسيّة فقط، وأطراف من العلوم، بل تمّ تحديد المراحل الدراسية بشكل دقيق، وصار على الطالب اجتياز كلّ مرحلة بنجاح، حتى يحقّق تقدماً في دراسته، واستبدل الشيوخ بمعلميّن أكفاء للتدريس، وكان المعلم يستطيع عند حصوله على شهادة التعليم الثانويّ العمل في مهنة التعليم.