محتويات
'); }
أسباب ضياع الأندلس
توجد العديد من الأسباب التي أدّت إلى ضياع الأندلس من أيدي المسلمين، ومنها:[١]
- الابتعاد عن المنهج الإسلاميّ السليم؛ حيث انتشر فيها شرب الخمر، واللهو، والغناء والطرب، والجواري، وكان يحرص الأمراء على التقرّب من المغنّيين والمغنّيات، ويُقيمون لهم قصوراً بجانب قصورهم، ذلك كلّه بينما كان أهل المدن الأندلسية يُقتّلون وتُسبى نساؤهم.
- المبالغة في الترف والإنفاق على المأكل والمسكن والمبلس؛ ممّا أدّى إلى انشغالهم عن الدفاع عن الأرض، وإهانتهم من قبل الأعداء.
- إقامة حكّام الأندلس لعلاقات جيّدة بينهم وبين الأعداء، ومنحهم الثقة، والاستعانة بهم على بعضهم البعض.
- التصارع بين مسلمي الأندلس على متاع الدنيا، حيث تنازع العرب والبربر، واليمانية والقيسية، كما تصارع الأقارب على المناصب، وحدث أن شخصاً من قبيلة مضر أخذ ورقة دالية من أرض يماني؛ فقام اليماني بقتله، واستمرّت الحرب بينهم لمدّة سبع سنوات، وراح ضحّيتها آلاف القتلى من المسلمين.
- ابتعاد العديد من العلماء عن دورهم الأساسيّ في الإصلاح والدعوة والجهاد، وقيامهم بدلاً من ذلك بمدح الحكّام وتجاهل أخطائهم، كما شاركوا في الفسق والمنكرات، وكان منهم من يدعو النّاس إلى ترك الأندلس بدلاً من دعوتهم للثبات والدفاع عن الأرض.
'); }
مراحل سقوط الأندلس
انقسام الأندلس
أصابت الأندلس حالة من الفوضى بعد سقوط الخلافة الأموية في عام 132هـ، وفي عام 385هـ أعلنت كلّ عائلة بارزة أو طائفة الاستقلال عن مدينتها وما يحيط بها؛ ممّا أدّى إلى انقسام الأندلس إلى إحدى وعشرين دويلة؛ لتبدأ فترة الضعف خلالها؛ حيث انتشر النزاع والخلاف بين ملوك الطوائف؛ واستغلّت الممالك الإسبانيّة هذا الضعف فاستولت بقيادة الملك فرديناند الأول على العديد من المدن الإسلامية.[٢]
سقوط المدن الأندلسية
سقطت في العام 748م مدينة بامبلونا الواقعة شمال البلاد، ثمّ برشلونة عام 985م، وسنتياغو عام 997م، وليون بعد خمسة أعوام من سقوط سنتياغو، ومدينة سلمنقة في العام 1055م، ومدينة قلمرية عام 1064م، ومدريد عام 1084م.[٢]
سقوط طليطلة
بعد سقوط طليطلة عام 1085م توجّه وفدٌ من علماء المسلمين إلى دولة المرابطين في المغرب الأقصى؛ للمطالبة بوقف زحف الإسبان، وقد وافق مؤسس دولة المرابطين يوسف بن تاشفين على طلب الوفد، ورغم النصر الذي حققه المرابطون على النصارى في معركة (الزلاقة) عام 1086م، إلّا أنّهم فشلوا في استعادة طليطلة.[٢]
انهيار حكم المرابطين
انهار حكم المرابطين في الأندلس بعد فشلهم في الدفاع عن مدينة سرقسطة الأندلسية، ونشوء الثورة في المغرب، والتي حملت نتائج سلبية بالنسبة لهم، ثمّ تحوّل الحكم إلى الموحّدين الذين دافعوا عن الأندلس، واستمرّ حكمهم إلى حين نشوء موقعة العقاب عام 1212م، حيث انهزموا خلالها وانتهى حكمهم.[٢]
سقوط غرناطة
في الثاني من يناير للعام 1492م الموافق 897هـ انتهى وجود المسلمين بالأندلس تزامناً مع سقوط مدينة غرناطة، وذلك بعد العديد من الحروب التي قامت بها ممالك الشمال المسيحيّة على الثغور الأندلسية، والتي سُمّيت بحروب الاسترداد، وقد سقطت غرناطة عندما وقّع الملك أبو عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع فرديناند وإيزابيلا الملكين الكاثوليكيين، حيث انتهت عندها الخلافة الإسلامية.[٢]
الأندلس اليوم
بلاد الأندلس في وقتنا الحاضر تمثّل دولتا إسبانيا والبرتغال المسمّيتان بشبه الجزيرة الأيبيرية، وتصل مساحتها -أي شبه الجزيرة- إلى ستمئة ألف كيلو متر تقريباً، وتقع في الجنوب الغربيّ من أوروبا، وتحدّها من الشمال فرنسا، ومن الشرق والجنوب الشرقيّ البحر المتوسط، ومن الشمال والغرب والجنوب الغربيّ المحيط الأطلنطي.[٣]
المراجع
- ↑ خالد الخالدي (5-10-2011)، “لماذا سقطت الأندلس ؟!”، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج “سقوط الأندلس.. حكاية الفردوس المفقود”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (2011م)، قصّة الأندلس من الفتح إلى السقوط (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، صفحة 13.