قبل أن يخلق الإنسان ويستقر في الأرض قد كان هناك من يعبد الله هو الجن ، ولقد كانوا عابدين لله تعالى ، ها ما يقولونه البعض ، ومن المعروف أنّ إبليس هو كبير الجن، ويقال أنه من كان من الملائكة وذلك بسبب تلك الآية قال تعالى : “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الجن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ” ، وهنا نقول والعلم الاكبر عند الله ان ابليس من الجن ولكن الله إصطفاه على سائر الجن الاخر ورفع من مكانته الى الملائكة كونه كان عابدا لله كثيراً وشديد الإيمان به ، ولكن إن نظرنا قليلاً فالملائكة معصومه عن الخطأ ولكن الجن غير معصومة وإبليس عندما لم يسجد لآدم قد عصا أمر الله تعالى وهذا ما يدلّ على أنه من الجن والله أعلم و قد خلقه الله من النار كباقي الشياطين ولكنه كان يعبد الله مع الملائكة ، ولقد عصا الله أيضاً عندما توعد أن يؤذي الإنسان ويقوده
إلى نار جهنم والتهلكة بجعله يكفر واغراءه بالعديد من شهوات وأغواء الدنيا وجعله يظن بان عمله الشر قليلاً رغم أنه عند الله كبيراً ، والجن دائم المحاولة بجعل البشر يعصون الله ويبعدونه عن عبادته وإعطائه حقه ، ومن الضروري التأكيد على قدرة الجن على إعادة تشكيل نفسهم لأشكال أخى وهذا ليس للجميع بل لبعض منهم ، ولقد حذّر الله الانسان بكل الديانات من إبليس وعمله وما يقوم به لجعل الانسان كافرا وبعيدا عن الله تعالى ، أما بالنسبة لدخول إبليس للجنة وهو ما يشغل تفكير الكثير فيسألون أنفسهم كيف لإبليس أن يدخل الجنة بعدما خرج منها وطرده الله تعالى ، في الواقع هناك عدة اقاويل لهذا السؤال فمنهم من يقولون بأنه نادى على آدم وحواء ليخجون لهم وقد قام بالوسوسة لهم ليأكلوا من الشجرة التي حرمها الله عليهم ، ويقال بانه دخل بداخل فم الثعبان ثم دخل الثعبان الى الجنة وخرج حينها من فمها وسوس لهم ، ويقال بأن الله قد عاقبها بجعلها بشكل قبيح بعدما كانت من أجمل المخلوقات ، والقول الأخير أن الجنة التي سكنها آدم وحواء هي جنة في الأرض والجنة التي طرد منها أبليس هي جنة الأخرى ، تعددت الأقاويل وراء هذا السؤال ، وبقي من المفروض لنا أن نفهم بأن إبليس قد رد من رحمة الله ، وأنه حاول وسيحاول جاهداً لإسقاطنا في الفحشاء والشر وإيذائنا ، وعلينا أن ننتبه منه ولا نجري وراء أغواءه لنا ونبقى على صلة دائمة بربنا .