محتويات
'); }
فترة الحكم الراشدي
لم يشهد التاريخ الإسلامي فتراتٍ زاهرةً للدولة الإسلامية في القوة، والعدالة، والتسامح كما كانت فترة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، فقد تعاقب أربعة خلفاء راشدين على حكم الأمة الإسلامية بعد وفاة نبيها محمد عليه الصلاة والسلام، فقد توسعت في عهدهم الفتوحات الإسلامية، واتسعت رقعة الدولة شرقاً وغرباً، وأصبح للمسلمين قوةٌ ترهب جانبها الأمم، وأصبحت دولتهم نموذجاً ومثالاً في العدل والتسامح والقيم الأخلاقية التي ظهرت في أبهى صورها.
أرست الأمة الإسلامية في فترة الخلفاء الراشدين ركائز وأسساً في كيفية اختيار الخليفة والحاكم مبنيةً على الشورى بين المسلمين، وقرار أهل الحل والعقد، وأسلوب مبايعة الحاكم من قبل الرعية على السمع والطاعة في المعروف، إلّا أنّ هذا الاختيار والتنصيب للخليفة قد اختلف أسلوبه وفق اجتهاد المسلمين.
'); }
طرق اختيار الخلفاء الراشدين
اتفاق أهل الحلّ والعقد
فقد تمّ اختيار الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه بهذه الطريقة، فبعد وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام تداعى المسلمون إلى سقيفة بني ساعدة، حيث اجتمع عددٌ من زعماء المهاجرين والأنصار، وقد حصلت حينئذٍ سجالاتٌ بين كلّ فريقٍ قدم فيها كل طرفٍ رأيه فيمن هو أحقّ بالخلافة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد استقر رأي كبار الصحابة على أفضلية الصديق رضي الله عنه وأنه هو الأحق بالخلافة دون الناس؛ لفضله وسبقه في الإسلام، فبايعه الصحابة رضوان الله عليهم، ثمّ بايعه المسلمون ليكون أول خليفةٍ راشد.
الشورى والتزكية
تمّ اختيار الخليفة الثاني الفاروق رضي الله عنه بهذه الطريقة، فقد زكى أبو بكر رضي الله شخصية عمر ليكون الخليفة من بعده بما له من الصفات والفضائل، كما شاور المسلمين في ذلك، فلم يسمع منهم في حقه إلّا خيراً باستثناء خوفهم من غلظته وشدته، وكان رد أبو بكرٍ على ذلك التخوف بقوله: (ذلك أنّه يراني لينا، أمّا إذا وسد الأمر إليه فلن يكون كذلك). وقد صدقت فراسة أبي بكر فكان عمر رضي الله عنه من أفضل الخلفاء المسلمين على مرّ العصور.
التزكية من بين مجموعةٍ
فقد تمّ اختيار الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه بناءً على اختيار عمر رضي الله عنه مجموعةً من خيار الصحابة وكان عددهم ستة، وأمرهم بتزكية رجلٍ منهم واختياره، فأعطى الزبير صوته لعلي، وأعطى سعد صوته لعبد الرحمن بن عوف، وأعطى طلحة صوته لعثمان رضي الله عنهم أجمعين، ثمّ أخيرا تنازل عبد الرحمن لحقه في الخلافة لعثمان مرجحا كفته ليكون هو الخليفة الراشد الثالث.
اختيار مباشرٍ من أهل الحلّ والعقد
فقد تمّ اختيار الخليفة الرابع علي رضي الله عنه فقد كان بهذه الطريقة من قبل الصحابة، حيث بويع له في فترةٍ حرجةٍ من فترات التاريخ الإسلامي ثمّ بايعه الناس على الخلافة.