محتويات
أهميّة الّلعب
إن النّفس بطبعها ملولة، والحياة الجديّة التي تخلو من الّلعب والتّرويح عن النّفس حياة صعبة، وقد تصل بالشّخص إلى أن يكره ما يصنع، وليس المقصود بالّلعب هنا الّلهو الفارغ الذي لا فائدة منه، لكن المقصود هو أن يكون لدى الإنسان هواية أو لعبة معيّنة يشارك فيها مع شخص أو مجموعة من الأشخاص، سواء كانت لعبة رياضيّة مثل كرة القدم، أو السّباحة، أو الملاكمة، أو لعبة ذهنيّة مثل لعبة الشّطرنج، ولكن كيف يصبح الشّخص الذي يهوى لعبةً معيّنةً لاعباً محترفاً فيها؟
كيفيّة احتراف الّلعب
كما أسلفنا في مستهلّ حديثنا أنّ الّلعبة التي يمارسها الشّخص تبدأ معه كهواية، وقد تستمرّ على هذا الحال، أو قد يقرّر الشّخص احتراف هذه الّلعبة، فكيف يكون ذلك؟ وحتّى نستطيع الإجابة عن هذا التّساؤل، لابدّ لنا أوّلاً معرفة الفرق بين الهاوي والمحترف، ثمّ الحديث عن عوامل الوصول إلى الاحتراف.
الفرق بين الهاوي والمحترف
- الّلاعب المحترف: إنّ الّلاعب المحترف يلعب الّلعبة من أجل المردود المادّيّ أو المعنويّ، أو كلاهما، وقد يمتهن الشّخص هذه الّلعبة، فتصبح مصدر دخل له، أي أنّ الشّخص يكرّس كامل وقته لها، ويحاول دائماً تطوير نفسه، ويجد من يعوّضه عن الضّرر الذي يحصل له جرّاء الّلعبة كونه لاعباً محترفاً، ويمارس الّلعبة بشكل رسميّ.
- الّلاعب الهاوي: أمّا الّلاعب الهاوي فإنّه يلعب للتّسلية، أو تمضية الوقت مع الأصدقاء، ولا يعطي هذه الّلعبة كامل اهتمامه، وقد يلعبها من أجل المردود المعنويّ أو المادّيّ، إلّا أنّ جهله بالاحتراف قد يبقيه في مصاف الهواة، كما أنّ الّلاعب الهاوي قد لا يجد من يعوّضه عن الضّرر الذي ينشأ عن الّلعبة، لأنّه يمارس الّلعبة كهواية، وليس بشكل رسميّ.
عوامل الوصول إلى الاحتراف
- الانتساب إلى فريق رسميّ معترف به.
- تفرّغ الّلاعب بشكل كامل، وأن يكون على استعداد تامّ لممارسة هذه الّلعبة كلّ وقته.
- معرفة شروط الّلعبة كاملةً، وجميع ضوابطها وقوانينها.
- التّدريب بشكل مستمرّ ومتواصل على الّلعبة.
- تمتّع الّلاعب بالرّوح الرّياضيّة، فهو هنا يسعى إلى الاحتراف، وقد يربح أحياناً ويخسر أحياناً أخرى، وبالتّالي يجب عليه أن يتوقّع كلّ شيء، ولا يكتئب لمجرّد الخسارة فيؤثّر ذلك على مستقبله في هذه الّلعبة.
- تأمين مدرّب إن كانت الّلعبة بحاجة إلى ذلك، بالإضافة إلى اتّباع جميع تعليماته، فهو أدرى بشروط الّلعبة وقوانينها.
- معرفة مراكز القوّة والضّعف لدى الطّرف الآخر، وإعطاء الموضوع أهميّةً، فلا يبدأ المحترف الّلعبة دون معرفة قدرات خصمه.
وفي النّهاية أقول إنّ اختيار الاحتراف في الّلعبة مسألة شخصيّة، فقد يفضّل بعض الأشخاص أن يظلّوا هواةً، ذلك أنّ الاحتراف قد يحرم هذا الشّخص مسألة الهواية، وتصبح أمراً إلزاميّاً قد يصل به إلى قرار الإقلاع عن هذه الّلعبة، وتركها نهائياً، وهو أمر نسبيّ يختلف من شخص إلى آخر.