'); }
الإيمان بالله تعالى
وعد الله تعالى الذين أمنوا من عباده جنات تجري من تحتها الأنهار، فالفوز بجنان النعيم ليس بالأمر الهين، فهو يحتاج إلى بذل جهد كبير ومضاعف من المؤمن، ليتمكّن من الحصول على الوعد الذي وعده الله تعالى به، فقد أرسل الله تعالى رسله وأنبيائه للناس كافة، ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليهديهم إلى طريق الحق المبين، الذي يقودهم إلى جنان النعيم وما سوف يحصل عليه الإنسان من سعادة أبدية؛ لأنّ الحياة الدنيا ما هي إلّا مرحلة فانية وانتقالية وتنتهي بموت الإنسان، وانتقاله إلى الحياة الأبدية.
جزاء المؤمن
الإنسان الذي يؤمن بالله تعالى إيماناً خالصاً، يدخل في مكان يطلق عليه الغرفة يوم القيامة، وكل غرفة تحتوي على مجموعة من الجنان، فهذه الغرفة تكون بمثابة أرض واسعة ومنفصلة عن غيرها من الغرف، فكلّ غرفة من هذه الغرف تتمتعّ بجمال وحجم ومساحة تختلف عن غيرها من الغرف، وذلك حسن منزلتها وعلوها، فكلما ارتفعت المنزلة، كلّما كانت أجمل وأروع وأوسع، وتتكون هذه الغرف من عدةّ جنان وهي جنّة الفردوس، وجنات النعيم، وجنات عدن، فلكل من هذه الجنان مواصفات وجمال وحجم يختلف عن غيرها، والله تعالى أعلى وأعلم.
'); }
جنّة الفردوس
جنّة الفردوس يحظى بها من آمن بالله تعالى وبكل ما أنزله على عباده في الحياة الدنيا، فالإنسان الذي أدّى الطاعات والعبادات التي أمر بها، سيحظى بجنّة الفردوس، أمّا الإنسان الذي أضاع حياته هدراً وهباءً منثورة في سبيل القيام باللهو والترف وارتكاب المعاصي والنواهي التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى، فقد خسر حياته الأبدية السعيدة والتي تكون بالفوز بجنان الفردوس.
جنّة الفردوس ليس جنّة واحدة، بل هناك أكثر من جنّة كجنّة الفردوس الأعلى وجنّة الفردوس الأدنى، فكلّ إنسان حسب أعماله يجزى بنوع الجنّة التي يستحقها، فمن المؤمنين من يدخل في الفردوس الأعلى، ومنهم من يدخل في الفردوس الأدنى، وذلك على قدر الأعمال التي كان يعملها في حياته الدنيا، لقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا”.
تتّصف جنّة الفردوس بجمالها الخلاب، فهي تقع في منتصف الغرف (الجنّة)، وتحتلّ أعلى وأوسط موقع في الجنّة، فجنّة الفردوس تنبع منها جميع أنهار الجنّة، فلا يمكن وصف جمالها، والمؤمن الذي يحظى بها، يحصل على أعلى غرف الجنّة وأوسطها وأجملها، وتختلف درجات جنّة الفردوس حسب مكانة ومنزلة المؤمن.
للفوز بهذه الجنان ونعيمها، يجب القيام بالعمل الدءوب وبذل الجهد الذي يمكنه من الحصول على هذه النعمة، وقيام الإنسان بأداء جميع الفرائض التي فرضت على الإنسان كالصلاة، وقراءة القرآن الكريم، والصيام، والحج، والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الفرائض، والعمل على التقرّب إلى الله تعالى بأداء السنن التي نقلت عن سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإخلاص النية والصدق مع الله تعالى عند القيام بجميع هذه الأعمال، والتحلي بصفات المؤمنين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز، وأخذ العبرة من الأمم السابقة والعقاب الشديد الذي نالوه نتيجة لكفرهم وطغيانهم وفسادهم في الأرض، ونسأل الله تعالى أن يطعمنا نحن وإياكم بجنّة الفردوس الأعلى.