التفكير عند الإنسان
ميز الله تعالى الإنسان عن باقي المخلوقات بالقدرة على التفكير؛ فالتفكير هو السمة التي تميّز بها بنو آدم في هذا الكون، وهو ناتج عن الإعمال الصحيح للعقل، وعن استغلال مختلف الإشارات، والظروف، والأحوال، والمعلومات التي يتفاعل الإنسان معها بشكل يومي.
النتيجة الصحيحة نتيجة حتمية لكل نمط صحيح في التفكير، وهذا ممّا يساعد الإنسان على التطور وبلوغ الآفاق؛ فالإنسان الذي يُعمل عقله بالطريقة الصحيحة، ويستفيد من كافة العوامل الأخرى هو أجدر بالنجاح ممّن ركن واطمأنّ إلى استنتاجات الآخرين، وهذا النوع من الأشخاص قطعاً هو عالة على الإنسانية، وهو لم يدرك بعد حجم المسؤولية والأمانة التي وضعها الله تعالى على كاهله.
يعاني بعض الأفراد من عقم التفكير؛ أي من عدم القدرة على إنتاج الأفكار الصحيحة والسليمة، وهذا ممّا يساهم بالضرورة في تشويه معالم حياتهم، وجعلهم يواجهون صعوبات عديدة وكبيرة جداً، وفيما يلي نذكر بعض أبرز النصائح للوصول إلى طريقة صحيحة في التفكير.
كيفيّة التفكير بطريقة صحيحة
- يجب على كل إنسان أن يزيد من ثقافته العامة من خلال القراءة، والاحتكاك بالآخرين، والخوض في التجارب المختلفة، والتعاطي مع الفنون، وغير ذلك من الوسائل؛ فالثقافة العامّة توسّع مدارك الإنسان، وتجعله حكيماً أكثر، وقادراً على الوصول إلى النتائج المرجوة.
- مع أنّ العاطفة والعقل قد يعملان بشكل متآزر ومتضافر في العديد من الأحيان إلى درجة يصعب بها التفريق بينهما، إلا أنّه وفي مواقف أخرى يجب الفصل التام بينهما، فأحياناً يكون التفكير العقلاني سبيلاً من سبل إشباع العاطفة وإرضائها، فلو لم يعمل العقل بالشكل المطلوب، ولو لم تُحيَّد العاطفة لكانت النتائج كارثية.
- يجب على المفكّر أن يعي المُدخلات أولاً بشكل جيد وأن يستعمل المعطيات الصحيحة من أجل الوصول إلى النتائج الصحيحة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال الإلمام الكبير بالواقع، ومحاولة التفاعل الجاد والتعاطي الجيد معه.
- إبعاد كافة المؤثرات غير الضرورية، ومن أهمها التأثيرات السلبية، وآراء الآخرين الهدامة أو المتأثرة بالعادات البالية، والتقاليد السيئة، والأفكار العقيمة التي لا تنتج الجديد، فلو استطاع الإنسان تحييد هذه المؤثرات فإنّه حتماً سيصل إلى نتائج ترضي عقله وضميره في الوقت ذاته.
- استشارة الآخرين من ذوي الحكمة، والرأي الراجح، الذين لا يعرفون المجاملة أو المداهنة، والذين يمتازون بالصراحة التامة، والأخلاق الرفيعة.
- يقال إنّ الحكيم هو من يتعلّم من أخطاء الآخرين، ومن هنا فإنّ وضع أخطاء الآخرين بالحسبان أثناء التفكير هو السبيل الأنجع للوصول إلى النتائج الصحيحة بالشكل الأمثل والأفضل.