محتويات
التفكير عند المرأة
يستخدم الرجل والمرأة أجزاءً مختلفة من الدماغ لأداء المهمّة نفسها،[١] ويُعدّ تركيب دماغ المرأة أكثر تعقيداً من دماغ الرجل،[٢] إذ يُظهر شقّا دماغها معاً تفاعلاً مُنسّقاً بشكل أكبر منه،[٣] كما يستخدم دماغها أثناء التفكير المادة البيضاء (White-matter) التي تتكوّن من روابط أكثر بين الخلايا العصبية، إذ تسمح هذه الروابط له بالعمل بشكلٍ أسرع مقارنة بدماغ الرجل،[٤] وتتميّز المرأة بطبائع شخصية متنوّعة تتبدّل بشكل سريع ومفاجئ لديها، بالإضافة إلى اعتمادها في تفكيرها على الطريقة المتشابكة التي تمكّنها من ربط الأفكار مع بعضها البعض، على عكس الرجل الذي يفكّر بطريقة متسلسلة خطوة بخطوة، وبالتالي تتمكّن المرأة من التنقّل بين المشاعر والحقائق بسهولة تامّة.[٢][٥]
التواصل والمهارات الاجتماعية عند المرأة
قد تتّجه المرأة إلى المجازفة بشكل كبير على المستوى الاجتماعي، ويعود ذلك إلى حساسيتها الاجتماعية القوية (Social Sensitivity)، وقدرتها على التعامل مع الغموض الاجتماعي، ويظهر ذلك من خلال قدراتها اللفظية، وتواصلها العميق مع الأصدقاء من حولها، والقدرة على حلّ الخلافات، بالإضافة إلى قدرتها على قراءة تعابير الوجوه ومعرفة ما خلف نبرات الصوت، وبالتالي التمكنّ من فهم مشاعر وطريقة تفكير الآخرين، وترتبط هذه الصفات عادةً بدماغ المرأة الذي يتميّز بمعالجة الألفاظ في كلا نصفيّ الدماغ في الوقت ذاته، على عكس دماغ الرجل الذي يقوم بذلك في النصف الدماغي الأيسر فقط، وقد أظهرت الدراسات أنّ مناطق الدماغ المرتبطة باللّغة تعمل لدى الإناث بنسبة أكبر من الذكور أثناء أداء المهام اللّغوية المختلفة من نطق وغيره.[٦][٧][٤]
أثبتت الأدلّة أنّ الخلايا العصبية المرآتية (Mirror Neuron) لدى المرأة تزداد نشاطًا عند محاولة تقدير ما يشعر به الآخرون، وتعرّف هذا الخلايا على أنّها نوع محدّد من الأعصاب تعمل عندما يقوم الشخص بنشاطٍ ما، أو عندما يراقب نشاطًا قام به شخص آخر، وقد ظلّت هذه الخلايا تُعرّف بأنّها ترتبط بالوظائف الحركية بشكلٍ كبير حتى وُجدت أدلّة تشير إلى أنّها ترتبط أيضًا بمجالات الإدراك الاجتماعي، وبالتالي فهي تساعد الإنسان على فهم ومحاكاة نوايا الآخرين وحالاتهم الذهنية، ممّا يساهم في تعزيز التفاعلات الاجتماعية والشعور بالتعاطف.[٦]
الاستجابة للضغوطات عند المرأة
يختلف دماغ المرأة عن دماغ الرجل في الاستجابة للضغوطات المختلفة كالألم، إذ إنّ حساسيته تّجاه الضغوطات تكون أكبر من حساسية دماغ الرجل، وقد بيّنت الدراسات أنّ دماغ الأنثى لا يقتصر فقط على أنّه أكثر استجابة للإجهاد والقلق حتى بمستوياتهم القليلة، إلّا أنّه يُعدّ أيضًا أقلّ قدرة على الاعتياد على المستويات العالية من التوتّر، ويجْدُر الذكر أنّ حساسية الدماغ للإجهاد والقلق قد تكون مفيدة في بعض الحالات، فهي تغيّر الحالة العقلية للشخص من التركيز المحدود إلى تركيزٍ أكثر إدراكاً ومرونة، أمّا إذا طالت فترة الشعور بالقلق عن حدٍّ معيّن فإنّ ذلك قد ينعكس بآثار سلبية عديدة، وهذا ما يفسّر الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة للاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder)، وغيرها.[٨]
تكمن الأسباب التي تؤدّي إلى زيادة تعرّض النساء للقلق والتوتّر أكثر من الرجال في الاختلافات الكيميائية بين تركيب دماغ كلّ منهما، والتغيّرات الهرمونية المرتبطة بالأحداث التناسلية والإنجابية التي تمرّ فيها المرأة أثناء حياتها، إذ تؤدّي الزيادة في كلّ من هرموني الإستروجين والبروجسترون أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهريّ الذي يتمثّل بالأفكار المقلقة المتكرّرة، والدوافع والهواجس المزعجة والمتعبة، وتشير الدراسات إلى أنّ النساء أكثر ميلًا للتفكير بضغوطات الحياة، والإصابة باضطرابات القلق.[٩]
الاستجابة للمخاطر عند المرأة
يواجه كلّ من الرجال والنساء استجابات فسيولوجية متشابهة تقريباً أثناء الشعور بالخوف تتمثّل في المواجهة أو الهروب، إلّا أنّ النساء تتميّز باستجابة سلوكية أخرى أثناء ذلك تعتمد على مبدأ الاهتمام والصداقة، وهو سلوك تسلكه المرأة بهدف حماية نفسها وأطفالها، إذ يرتبط بمشاعر التعلّق والرعاية لديها، ويحفزّه هرمون الأوكسيتوسين والهرمونات التناسلية الأخرى، وقد تلجأ المرأة أثناء شعورها بالخوف أيضًا إلى تقوية علاقاتها الاجتماعية التي تلزمها حتى تحمي نفسها وتحصل على حاجاتها، وعليه ربما يكون هذا هو السبب وراء رغبة النساء بالتواصل مع صديقاتهم، أو قضاء الوقت على أطفالهم بعد يوم طويل من العمل.[١٠]
درجة المخاطرة عند المرأة
تُشير الدراسات إلى أنّ المرأة تميل بشكل أكبر نحو الأمور المؤكّدة حتى لو كانت بسيطة مقابل المغامرة في الحصول على الكلّ أو اللاشيء، وعليه يمكن التنبّؤ بالسبب الكامن وراء الفجوة الدائمة بين أجور النساء والرجال في العمل، فالرجال يميلون للسلوكيات التي تزداد فيها نسبة المغامرة والمخاطرة في المجالات المختلفة بشكل أكبر من النساء، وعلى الرغم من أنّ المرأة لا تلجأ عادة للمخاطرة إلّا أنّها تميل بشكل كبير للمخاطرات الاجتماعية، كتعبيرها عن اختلاف رأيها أو ذوقها عن الآخرين.[١١][١٢][٦]
خصائص أخرى لتفكير المرأة
يتميّز تفكير المرأة بالعديد من الخصائص الأخرى التي لم تُذكر سابقًا، ومنها:
- تتفوّق المرأة على الرجل في قدرتها على حفظ وتذكر المعالم البارزة، وملاحظة الفروقات بين العناصر المتشابهة.[١٣]
- تشعر المرأة بالقلق بمعدل أكبر من الرجل، ويعود ذلك إلى مركز القلق في دماغها الموجود في القشرة الأمامية المسؤولة عن التعامل مع العواطف، وتنظيم الذكريات، والتفكير في الأشياء، والتي تتميّز بكونها أكثر حساسية مقارنة بالقشرة الأمامية في دماغ الرجل.[٥]
- تميل المرأة إلى التصرّف بطريقة تتجنّب فيها إيذاء مشاعر الآخرين، وذلك لأنّها تستند على مشاعرها وعواطفها عند اتّخاذها للقرارات.[١٤]
- تحبّ المرأة أن تشعر بالرضا، كما تحبّ أن تجعل الآخرين يشعرون بالرضا أيضًا.[١٤]
للتعرف أكثر على أثر التفكير في حياة المرأة يمكنك قراءة المقال ما هو أثر التفكير في حياة المرأة
المراجع
- ↑ MOLLY EDMONDS, “Do men and women have different brains?”، www.science.howstuffworks.com, Retrieved 2020-5-21. Edited.
- ^ أ ب Eberhard Zangger, “How do womens minds work?”، www.edge.org, Retrieved 2020-5-21. Edited.
- ↑ Bruce Goldman, “Two minds The cognitive differences between men and women”، www.stanmed.stanford.edu, Retrieved 2020-5-21. Edited.
- ^ أ ب Zeenat Zaidi (4-2010), “Gender Differences in Human Brain: A Review”، www.researchgate.net, Page 40,41, Retrieved 19-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Diwakar Methil (23-4/-2019), “6 Ways Men and Women Are Different At the Place of Work”، www.sciencetimes.com, Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Gita Patel (2013), GENDER DIFFERENCES IN LEADERSHIP STYLES AND THE IMPACT WITHIN CORPORATE BOARDS, UK: Commonwealth Secretariat, Page 14. Edited.
- ↑ .Louann Brizendine, Female Brain, New York: Broadway books , Page 8. Edited.
- ↑ Robin Nixon (7-6-2011), “10 Things Every Man Should Know about a Woman’s Brain”، www.livescience.com, Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ↑ Dr. Olivia Remes (10-6-2016), “Women are far more anxious than men – here’s the science”، www.theconversation.com, Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ↑ “Fear: Men vs. Women”، www.fearlesspsychology.wordpress.com,25-5-2018, Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ↑ “Social environment helps determine attitudes toward risk”, www.sciencedaily.com,18-3-2019، Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ↑ Christine R. Harris, Michael Jenkins, Dale Glaser (2-2006), “Gender differences in risk assessment: Why do women take fewer risks than men?”، www.researchgate.net, Retrieved 18-5-2020. Edited.
- ↑ Doreen Kimura (1999), Sex Differences in the Brain,US: Scientific American,Page 28. Edited.
- ^ أ ب John Alanis, How Women Think, US: Art Of Steel, Page 5. Edited.