محتويات
'); }
تربية الأبناء
يسعى الآباء والأمّهات إلى تربية أولادهم تربيةً سليمةً تقودهم نحو دروب النّجاح، والتميّز، والأخلاق السّامية، إلا أنّهم قد تواجههم بعض المَخاوف أو الصّعوبات؛ فتربية الأولاد ليست بالأمر الهيّن، إنّما تحتاج إلى متابعةٍ، ومثابرةٍ، وصبرٍ، وفكرٍ واعٍ متطلّع على كلِّ أمور الحياة ومتغيراتها.
يجب أن يمتلك الآباء أسلوباً حوارياً راقياً يصل إلى قلوبهم وعقولهم، وفراسةً في قراءة أفكار أبنائهم وما يجول بعقولهم من معتقداتٍ وأفكار، والقدرة على إيصال المعلومات وتوضيح كثيرٍ من الأمور لهم بطرقٍ سليمةٍ تُقنعهم كلٌّ حسب فئته العمرية ومستوى فكره، إلا أنّ هنالك العَديد من الأهل يَجدون بعض الصّعوبات في التّعامل مع أولادهم وتربيتهم.
'); }
كيف تضع خطة تربوية لأولادك
تطبيق التربية الدينية الشاملة
إنّ اتباع الدّين الإسلامي بما حثّ عليه من تربية الأبناء ورعايتهم منذ مرحلة الرّضاعة لجميع مراحل الحياة الأخرى من أنجح الأمور والخطط لتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئةً صحيحة، تجعلهم يسلكون الطّريق الصّحيح والسّبل المنيرة لمُستقبلٍ واعد، وتُبعدهم عن الوقوع في كثيرٍ من الأخطاء، وتُنير حياتهم بكلِّ ما هو مفيد يُغني عقولهم ويكسبها كثيراً من الخطوات الأساسية لحياةٍ سليمة، كما يُعلِّمهم احترام الآخرين والوالدين، وخلق الحبّ والمودّة والتّعاطف والمساعدة بين أفراد العائلة أجمع، وغيرها من الصّفات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، وهو أقوى الأسباب التي قد تُوفّر العناء على الآباء والأمّهات في تربية أولادهم، وتُعتبر أسهل طريقةٍ لتنشئة الأولاد تنشئةً إسلاميّةً صحيحةً هي أن يكون الآباء والأمهات مثالاً وقدوةً لأبنائهم.
استخدام الأسلوب الحواري والنقد البنّاء
لعلّ من أنجح الأمور في التّعامل مع الأبناء هو أسلوب الحوار والنّقاش للتوصل إلى حلولٍ مرضية للطّرفين، وهو من الأمور المهمة التي تصقل الشّخصية، وتزيد الثّقة بالنّفس، وتواصل الألفة والمحبة بين الأهل والأبناء، وهو أسلوبٌ جميل يمنح الأبناء التحدّث بكل صراحة مع الأهل عن مشاكلهم وما يواجههم من صعوبات، واتّباع أسلوب النّقد البنّاء بتوجيههم نحو الخطى الأولى الصّحيحة التي تأخذ بأيديهم نحو مستقبلٍ واعدٍ ومشرق، بعيداً عن أسلوب التّسلط والقمع.
إطلاع الأبناء على ثقافة المجتمع
لكلِّ مجتمعٍ ثقافة خاصة تميزه، وهنا يأتي دور الآباء بتوعية أبنائهم بثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه وتوعيتهم بما يدور حولهم من إيجابيات وسلبيات، فالمعرفة والعلم من مصدر موثوق أفضل من ترك الأبناء يخوضون التّجربة وحدهم، وهنا يأتي دور الأب والأم بتوسيع مدارك الأبناء وتثقيفهم قدر الإمكان، وتعدّ هذه النقطة مهمّةً وتُساعد في الحفاظ على شخصيّة الأبناء وتقويتها.
امتلاك فن التّعامل مع شخصيات الأبناء المختلفة
يختلف الأبناء في صفاتهم وأطباعهم، ولعلّ من أكثر الأمور التي تُواجه الآباء والأمهات هي نوبات الغضب، أو العصبيّة الزّائدة لدى أحد الابناء، ومن أنجح الأمور في علاجها هو إتقان فن التّعامل مع الأبناء، وإعطائهم مساحةً شخصيّةً للتّعبير عن ذاتهم وفرض شخصيتهم، وعدم اتّباع نفس الأسلوب بالتّعامل معهم كالغضب والانفعال، والتّروي، وتوضيح الأمر لهم بأنّ الغضب أو العصبية ليست بالخلق المحمود، وأنه بإمكان الفرد الحصول على مبتغاه وإيصال ما يُريد للآخرين بالهدوء والنّقاش، وهنا يأتي دور الأهل وفراستهم في فهم شخصيّات الأبناء؛ فلكلِّ شخصيةٍ مدخل معين وأسلوب يُميّزها عن الآخرين.
إدماج الأبناء في النّشاطات المختلفة
من أهم الامور التي تملأ وقت الأبناء وتُخلِّصُهم من وقت الفراغ والملل وتُساهم في بناء شخصيتهم وتقويتها وتُعلمهم الاعتماد على الذّات هي المشاركة في النّشاطات المختلفة؛ كتعلُّم الرّياضة المتنوعة كالسّباحة، أو كرة القدم، أو ركوب الخيل، وغيرها من أنواع الرياضة ، أو المشاركة في بعض الدّورات التّعليمية؛ كتعلم دورات الحاسوب أو البرمجيات، أو اكتساب لغة معينة، أو تعلّم المهن اليدويّة المختلفة، ويكون ذلك ضمن وقت الفراغ أو العطل الرّسمية؛ فهي من الأمور التي تُوسّع من مداركهم وتُعلّمهم الانخراط بالمجتمع، وتُبعدهم عن الملل الذي يُمكن أنّ يؤدّي بهم إلى اتّباع رفاق السّوء وينتهي بهم الوصول لطرقٍ غير محمودة.