محتويات
'); }
الحمام
لفتت طيور الحمام نظر البشر منذ العصور القديمة، حيثُ إنّها تمتاز بالذّكاء، ويسود بين أفرادها الأُلفة المودّة والتّعاون في تربية الفراخ وبناء الأعشاش والإخلاص فيما بينها، كل ذلك جعل من تربيتها ومُراقبتها نوعاً من أنواع المُتعة لدى الإنسان. كما أنّها تُعتبر رمزاً للسّلام في العالم؛ حيث تقوم بعض المدن بمنع صيدها لإضفاء شكلاً جذّاباً للشّوارع، كما هو الحال في ميدان الطّرف الأغرّ في لندن، ويتسابق السُيّاح بإلقاء الحبوب للحمام ومداعبتهم عندما تقف على أيديهم.[١]
تربية الحمام
الحمام نوع من الطّيور الدّاجنة التي يتمّ تربيتها في المنازل، وأصبحت اليوم من أشهر الهِوايات التي يُمارسها عُشّاق الطّيور؛ وذلك بسبب تعدّد أنواع الحمام بأشكاله وألوانه المُختلِفة. لتربية الحمام في البيوت لا بدّ من توفير المَسكن الخاصّ بهذه الطّيور؛ فمسكن الحمام له شروط خاصّة به عند بنائه، من مساحة، وإضاءة، ونظافة، ومعالف، وماء، ويعتمد ذلك على عدد الحمام الذي سيتمّ تربيته، فأغلب مُربّي الحمام يزيد عدد الحمام لديهم عن عشرة، وأمّا من يقوم بتربيته بقصد التجارة به فيزيد العدد عن خمسين.[٢]
'); }
شروط وخطوات بناء مسكن الحَمام
الحمام في حاجة إلى مكانٍ جيّد لإقامته وتكاثره، لكنّه ليس بتلك الصّعوبة والتّكلفة بالمقارنة بالطّيور الأُخرى، كما أنّه لا يجب أن يكون قفصاً صغيراً كأقفاص الطّيور الصّغيرة. من الخصائص الواجب توفّرها لبيوت الحمام أن يكون كبيراً بحيث تكون حركة الحمام داخله سهلة، وأن يكون بناءً صلباً وليس هشّاً سهل التحطّم، كما يجب أن يكون سهل التّنظيف ذو أرضيّات مُتحرّكة أو من البلاط أو السّيراميك، وتكون مُرتفعة عن الأرض لضمان الابتعاد عن الرّطوبة.
يتكوّن عادةً شكل المَسكن من أربعة جهات تماماً كالمنزل، ولكن كُلّها مُغلقة ما عدا الجهة الأماميّة تكون مفتوحةً بالكامل حتّى يستطيع الحمام أن يخرج ويدخل منها بسهولة من خلال الباب المَصنوع من الشّبك، وهذا يُوفّر التّهوية الجيّدة للحمام، ودخول الشّمس إليه، وسهولة تنظيفه من الدّاخل، وحظيرة الحمام عادةً تكون خلف المنزل، أو فوق سطع المنازل، وأحياناً في غرف خاصّة بها.[٣]
بناء المَسكن يَعتمد على عدد الحمام الذي سيعيش فيه، فإذا كان العدد كبيراً فحجم المسكن سيكون أكبر، ولصنع بيت للحمام فَرَضاً فوق المنازل وكان عدد الطيور تقريباً خمس عشرة حمامة فإنّها تحتاج إلى تحديد ركن فوق المنزل في إحدى الزّوايا وتكون المساحة التي ستحجزها أربعة أمتار تقريباً أُفقيّاً ومتر ونصف عموديّاً، والسّقف مصنوع من الخَرسانة لحماية من الشّمس والشّتاء، وأمّا الباب فمن الشّبك مُتوسّط الحجم، ومن الدّاخل يُوضع على أحد أركانه عموداً من الخشب عليه ألواح خشبيّة حتّى يقف عليها الحمام، ومن الدّاخل يتمّ وضع صناديق حتّى ينام بها الحمام، وأمّا الماء فيوضع بسقايات تُباع خصّيصاً للحمام، والطّعام يُوضع في المعالف الخاصّة به، والتي يجب تنظيفها باستمرار.
يُعتبر المكان الذي ينام به الحمام من أهمّ الأشياء التي يجب الاهتمام بها داخل البيت؛ فحتى يتمّ التّزاوج والتّفريخ بين زوجين من الحمام يجب أن يكون البيت مُقسّماً إلى عدّة صناديق، ويوضع القشّ على الأرضيّة حتّى يلتقطه الحمام لفرش عُشّه، ويمكن نثر نِشارة الخشب في أرضيّة الصّندوق لينام عليها.[٢]
الأهمية الاقتصاديّة لتربية الحمام
تمتاز تربية الحَمام بأهميّة اقتصاديّة بالإضافة للجماليّة والمُتعة؛ حيث إنّها تلي تربية الدّجاج في الفائدة الاقتصاديّة. تتفّوق تربية الحمام على باقي الطّيور بميزات مُختلفة منها:[١]
- يعيش الحمام في أزواج، كذكور وإناث، يعملان معاً في تناسق على تفريخ البيض وحضانة الصّغار دون تدخُّل من المُربّي. وهذا يُوفّر الجهد والنّفقات التي يُمكن صرفها على المُفرِّخات أو الحاضِنات.
- سكن الحمام بسيط للغاية ولا يحتاج إلى تكاليفَ كثيرةٍ كما في الدّواجن الأخرى، فيستطيع المُربّي أن يضع الحمام من الخشب والسّلك أو أكشاك وأعشاش على أيّ مكان غير مُستعمل، أو فوق أسطح المنازل سواء في الرّيف أو المدن، وهي كذلك لا تشغل حيّزاً كبيراً.
- لا يحتاج الحمام إلى تنظيف كثير لمَسكنه وأعشاشه بسبب طيرانه الكثير، بالإضافة إلى أنّه طائر نظيف بذاته يُحبّ النّظافة. يقوم الحمام بالاستحمام في الماء ويطير للمَجاثم من حوله يفرد أجنحته في الشّمس ليُجفّف نفسه.
- تُعتبر تربية الحمام في الرّيف وسيلةً مُهمّةً للاستفادة من فاقد الحبوب التي تُفقد أثناء النّقل والحصاد، حيث يُمكن تحويله إلى لحم بأقلّ التّكاليف.
- لحم الحمام من أفضل أنواع اللّحوم طعماً وقيمة غذائيّة وله مذاق مُميّز، كما يحتوي على كميّة من الفيتامينات المُهمّة والفسفور والبروتينات.
- لا تحتاج أفراخ الحمام إلى تغذية مُجهّزة خاصّةٍ كما في أغذية كتاكت الطّيور الأُخرى، فيتمّ الاكتفاء بإطعام الحمام الأم وهي بدورها تُجهّزه بحُويصلاتها ثم تُطعِمه لصغارها.
- الحمام أقل تعرّضاً للأمراض ونسبة النّفوق بين أعدادها مُنخفض جدّاً، ويُعتبر أقلّ الطّيور إصابةً بالأمراض.
- يستطيع تحمّل تقلّبات الطّقس والتكيّف معها.
- يُستفاد من زرق الحمام (فضلاتها) في إنتاج السّماد العضويّ الذي يُستخدم بتسميد العديد من المزروعات الخضراء والبطّيخ والقرعيّات.