'); }
مكانة المسجد
المسجد هو ذلك المكان المقدّس لدى أتباع الديانة الإسلاميّة، حيث يقيم المسلمون فيه شعائرهم الدينية، كما يتّخذون منه مكاناً للتجمّع، والتعارف، والاطمئنان على أحوال بعضهم، عدا عن دوره في التعليم والتثقيف، وقد عظّم الله تعالى المسجد، ومنحه مكانة مميّزة لم يمنحها لأيّ مكان آخر.
صلاة تحيّة المسجد
من وجوه تعظيم الشريعة الإسلاميّة للمساجد أن جعلت لدخولها تحيّة خاصّة عُرفت باسم تحيّة المسجد، وتحية المسجد هي عبارة عن ركعتين اثنتين يقيمهما المسلم فور دخوله المسجد.
تُصنّف صلاة تحية المسجد تحت بند النوافل المستحبّة، كما ويصنّفها العلماء أيضاً على أنّها واحدة من النوافل ذوات الأسباب؛ ذلك أنّها صلاة لها سبب شرعيّ تُصلَّى من أجله، وقد وردت تحيّة المسجد في السنة النبويّة الشريفة، حيث قال –صلى الله عليه وسلم-: (إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ)، ومن هنا فقد استشفّ العلماء كراهية دخول المسجد والجلوس دون أداء هاتين الركعتين الخفيفتين دون وجود عذر لذلك.
'); }
تؤدّى صلاة تحيّة المسجد كأي صلاة أخرى، حيث يبدأ المسلم بالتكبير، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة، ثم ما تيسر له من القرآن، ثمّ يركع، وبعد أن يقوم يسجد سجدتين، ثمّ يقوم مرة أخرى، ويُعيد الصلاة بالترتيب السابق، وبعد أن ينتهي من السجدة الثانية في الركعة الثانية يجلس ويقرأ التشهّد، والصلاة الإبراهيميّة، ثم يُسلّم عن يمينه وعن شماله.
أحكام خاصة بها
- تجزئ صلاة السنة الراتبة أو صلاة الفرض عن صلاة تحيّة المسجد، فلو دخل المسلم إلى المسجد وصلّى سنةً أو فرضاً نال ثواب صلاة التحيّة حسبما أفاد بعض أهل العلم.
- وقع اختلاف بين العلماء في جواز صلاة سنة تحيّة المسجد عند دخوله قبل أذان المغرب، فذهب بعضهم إلى المنع، في حين ذهب بعضهم الآخر إلى الجواز، أمّا إن همَّ المسلم بدخول المسجد قبل أن يؤذّن المغرب بوقت قصير، فإنّ من الأفضل له في مثل هذه الحالة أن ينتظر قليلاً، ومن ثم يدخل عندما يؤذّن، ومن ثمّ يصلي سنة تحيّة المسجد.
- ذهب بعض أهل العلم إلى استحباب أداء تحيّة المسجد في كلّ مرة يدخل فيها في المسلم المسجد خلال الزيارة الواحدة، كأن يدخل أحدهم المسجد وينتقض وضوؤه ثم يخرج ليتوضأ ويعود إليه مرة أخرى، في حين قال البعض الآخر إنّ أداء التحيّة مرّة واحدة في الدخول الأول إلى المسجد يكفي، على أنّ القول الأول أكثر رجحاناً لدى المختصين.
- تحيّة المسجد تخصّ المسجد فقط، ولا تخصّ المصليات، ومن هنا فإنّ المصلّى ليس له تحيّة مسنونة.