نعم الله تعالى
النعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان لا تعدّ ولا تحصى، ومهما شكر الإنسان ربّه على هذه النعم يبقى مقصراً في حقه، وهذه النعم لا تتوقّف عند حدّ معيّن، بل هي مستمرة ومتجدّدة مع استمرارية وجود الإنسان على هذه الحياة، فالإنسان معرّض لكثير من الأحداث التي تحصل له في حياته، سواء أكانت هذه الأحداث خير أم شر، فيجب على الإنسان أن يحمد الله تعالى ويشكره على ما أصابه، سواء بتحقيق الخير له أو بإبعاد الشر والضرر عنه، ويتمّ شكر الله تعالى بسجود يسمى سجود الشكر.
سجود الشكر
سجود الشكر من أهمّ وأعظم الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حياته، فهي طريقة للتعبير عمّا يشعر به الإنسان من امتنان ورضا داخلي بما أنعم الله تعالى عليه، وهي بمثابة رضوخ وانكسار وانحناء للخالق العظيم جلّ وعلا، ويجب أن يكون هناك سبب لكي يقوم الإنسان بسجود الشكر، كالشفاء من مرض مصاب به، أو حصوله على منصب ووظيفة مهمّة، أو أن يرزق بمولود أو حل مشكلة ومصيبة قد وقع بها الإنسان وغيرها من المواقف التي قد يتعرّض لحصولها في حياته، ففي جميع الحالات يجب حمد الله تعالى وشكره والثناء عليه في السرّاء والضراء.
أهميته
سجود الشكر من الأمور المحبّب القيام بها، لما لها من أهميّة وفوائد عظيمة، والقيام بهذا السجود يكون اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لأنّه كان يسجد سجود الشكر لله تعالى على كل ما يحصل له ولجميع المسلمين من نقمة أو نعمة، فعن أبي بكر رضي الله عنه قال: “أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أتاه أمر يسر به خرّ ساجداً”، وقيام الصحابة والسلف الصالح بهذا السجود، وهذا يدلّ على أنّ سجود الشكر من السنن المستحبة والثابتة والتي وردت عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، لكن الكثير من الناس في هذه الأيام ابتعدوا عن القيام بهذا السجود، وجهلهم بأهميته في استشعار عظمة وقدرة الله تعالى في جميع أمور الحياة، فهو يقرب المسلم إلى ربه ويستشعر وجوده في كل مكان وزمان.
كيفية أدائه
سجود الشكر لا يشترط فيه أي شرط من شروط صحّة الصلاة المفروضة على المسلمين، كالوضوء تكبيرة الإحرام وستر العورة واستقبال القبلة وغيرها من سنن وفرائض الصلاة، لكن من الأفضل أن يكون المسلم على طهارة ومستقبل للقبلة، لكنه يكون بسجدة واحدة للصلاة المفروضة، ويقول فيها سبحان ربي الأعلى ثلاثة مرات، ويحمد الله تعالى ويشكره ويثني عليه على ما حصل له من نعمة، ومن المحبّب القول اللهم اغفر لي، اللهم أعني على شكر نعمتك، الحمد لله على هذه النعمة ويتلفظ بها.