زراعة الخضراوات والفواكه

كيف تزرع شجرة الليمون

مقالات ذات صلة

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

طريقة زراعة شجرة الليمون

تتكون شجرة الليمون من جزئين أساسين هما: الجذر (بالإنجليزية: Rootstock)، وقلم التطعيم (بالإنجليزية: Scion)، حيث يتكوّن الجذر من الجذع السفلي ونظام الجذر الموجود تحت سطح التربة، أمّا قلم التطعيم فيتكوّن من الجذع الرئيسي، والأوراق، والثمار، والأفرع، ويعتمد اختيار ساق الشجر على قيمته الاقتصادية ومدى تفضيل المزارع له، وقد تنمو الجذور عادةً من خلال زراعة البذور، إلّا أنّها قد تنمو أحياناً من خلال زراعة الأنسجة، أو من خلال عملية التركيب بالقلم (بالإنجليزية: Grafting) وهي إحدى طرق التطعيم، أو التطعيم بالبرعم (بالإنجليزية: Budding)، حيث تُساهم كلّ عملية في الحصول على العديد من الصفات المرغوب بها في شجرة واحدة؛ كتحسين نوعية الثمر وحجمه، وإكساب الشجرة صفات جيدة؛ كالقدرة على التكيّف مع تغيرات التربة غير المرغوب بها والطقس البارد، وحماية الشجرة من الأمراض والآفات.[١]

تُعاني معظم أصناف الحمضيات من سوء الإنتاجية في حال اعتمادها على نظام الجذر الخاص بها؛ لذا يتمّ تطعيم الشجرة لتتكيّف بشكل أفضل مع التربة والظروف المحيطة بها، وتُعتبر طريقة التطعيم على شكل حرف “T” أكثر طرق التطعيم شيوعاً، حيث يتمّ تطعيم الجذع فوق جذر الشتلة بعدّة سنتيمترات من سطح التربة،[٢] أمّا البذور التي يتمّ الحصول عليها من ثمار الحمضيات، فيُمكن زراعتها لتنمو وتُصبح أشجاراً، لكنّها لا تُنتج الثمر إلّا بعد سنوات عديدة من زراعتها، ومن الجدير بالذكر أنّ الثمار التي تُنتَج من زراعة معظم أصناف الحمضيات والتي تُستخدم كجذور لأشجار جديدة هي ثمار غير صالحة للأكل بشكل عام، بل يتمّ الاعتماد عليها فقط لإجراء عملية التكاثر.[١]

زراعة بذور الليمون

يمكن زراعة بذور الليمون باستخدام البذور التي يمكن شراؤها أو الحصول عليها من الحمضيات الناضجة، حيث ينبغي شطف الفاكهة جيداً قبل استخراج البذور منها؛ من خلال استعمال مركب هيبوكلوريت الصوديوم (بالإنجليزية: sodium hypochlorite) المُخفّف بنسبة عشرين بالمئة، كما يُمكن إزالة نسيج الثمر عن البذور من خلال معالجتها لمدّة قصيرة باستعمال مركب هيدروكسيد البوتاسيوم المُخفّف (بالإنجليزية: potassium hydroxide) أو نقع البذور في إنزيم البكتيناز (بالإنجليزية: enzyme pectinase) لليلة كاملة، كما ينبغي تطهير البذور جيداً ثمّ غسلها بالماء؛ وذلك لتفادي تعرّضها لأيّ عوامل مرضيّة مُحتملة.[١]

يتمّ توزيع البذور على رقائق الألومنيوم أو ورق غير لاصق؛ لتجفّ دون أن تتعرّض لأشعة الشمس المباشرة، ثمّ يتمّ تخزينها في أكياس البولي إثيلين (بالإنجليزية: polyethylene) ضمن درجة حرارة من أربع إلى عشر درجات مئوية، كما ينبغي حماية البذورعند تخزينها لفترات طويلة من خلال استخدام المبيدات الفطرية الملائمة، ويُشار إلى إمكانية زراعة البذور دون تجفيفها؛ إلّا أنّ ذلك يؤثّر سلباً على نجاح عملية نمو النبات.[١]

تُزرع البذور في أوعية مُعقمة بعمق ستة ونصف إلى ثلاثة عشر مليمتراً تقريباً، وتبدأ الشتلة بالظهور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ضمن ظروف النمو المثالية؛ كدفء التربة، وأشعة الشمس، وتوافر الرطوبة المناسبة، ويُمكن تنشيط عملية إنبات الشتلة بإزالة غلاف البذرة أو نقعها في ماء غازيّ لمدّة ثماني ساعات قبل زراعتها مباشرةً، حيث ينمو النبات من جذر واحد، ولا ينبغي أن تظهر الأغصان على ساق الشجرة حتّى خمسة عشر إلى عشرين سنتيمتراً من سطح التربة.[١]

تركيب البرعم على الشجرة

يُعتبر التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم من أهم طرق تكثير أشجار الفاكهة، إذ يتمّ اللجوء لهذه الطرق عند عدم توافر إمكانية الترقيد (بالإنجليزية: layering ) – إحاطة جزء من أحد أفرع النبات بتربة أو بيئة مناسبة لتكوين الجذور مع إبقاء الفروع متصلة بالنبات الأم- أو بالعُقَل (بالإنجليزية: cutting)، وتقتضي عملية التطعيم بالبرعم أو التركيب بالقلم حدوث اتحاد بين نباتين يمتلكان عوامل وراثية مميزة؛ لكي تواصل الشجرة بالنمو كنبات واحد ممّا يجعل خصائص الشجرة الأصلية أفضل بكثير ممّا كانت عليه من قبل.[٣]

يُمكن التطعيم بالبرعم في الأوقات التي يُلاحظ فيها نمو الجذر النشط أو انزلاق لحاء الساق بسهولة عن خشب الجذع، وعادةً ما يحدث ذلك في الفترة الممتدة من شهر نيسان حتّى تشرين الثاني من كلّ عام مع مراعاة اختلاف موقع النبات؛ حيث ينبغي أن يكون قطر ساق الشتلة المراد تكثيرها قرابة ستة مليمترات حتّى سنتيمتر واحد، كما ينبغي تسميد جذور النباتات وريّها جيّداً قبل البدء بعملية التطعيم، بالإضافة إلى تشذيب المنطقة التي سيتمّ وضع البرعم فيها من الأشواك، إذ ينبغي أن يكون ارتفاع البرعم المراد نقله من اثني عشر ونصف سنتيمتراً حتّى عشرين سنتمتراً فوق قاعدة الجذع.[١]

ينبغي جمع أجزاء التطعيم مع بعضها البعض وذلك من خلال لفّها أو ربطها بإحكام من خلال استعمال الأشرطة أو الأربطة المطاطية كما هو الحال في “Whip graft”، أو من خلال وتد التطعيم كما هو الحال في “Cleft graft”، أو من خلال التسمير كما هو الحال في “Bark graft”، كما يُفضّل استعمال شمع التطعيم وذلك لمنع منطقة التطعيم من الجفاف قبل حدوث عملية الالتئام، وفيما يأتي بعض أنواع التطعيم التي تتمّ بفعل اتحاد أجزاء التطعيم مع بعضها، وهي كالآتي:[٣]

  • Whip graft: تتمّ هذه العملية من خلال تطعيم البرعم بقطعة من الجذر، وينبغي أن تكون مساحة قطر كلا الجزئين متساويةً.
  • Cleft graft: تتمّ هذه العملية عادةً في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع قبل بدء الشجر باستكمال مرحلة النمو، وذلك من خلال وضع البرعم ذي القطر حوالي ستة إلى اثني عشر مليمتراً داخل قطعة من الجذر بقطر سبعة ونصف سنتمتراً إلى عشرة سنتمترات تقريباً.
  • Bark graft: يُستخدم هذا النوع من التطعيم في أنواع النباتات التي يصعب تطعيمها، إذ يُمكن القيام بذلك في فصل الربيع عندما ينفصل لحاء الخشب بسهولة، وذلك بعد استئناف الشجر لعملية النمو.

الزراعة الدائمة في الأرض

زراعة الشتلة في قوارير ونقلها إلى التربة

تُخزّن مشاتل الحمضيات شتلات الحمضيات في قواوير زراعية ليتمّ بيعها من خلال متاجر التجزئة، حيث توضع هذه الأشجار في قواوير زراعية منذ بداية زراعتها، أو بعد نموها خارج هذه القوارير في حقول زراعية منفصلة، وتظهر منطقة ارتباط البرعم مع الساق واضحةً في الشجرة، إذ يجب أن تلتئم هذه المنطقة تزامناً مع وقت الشراء؛ ليختفي أثرها في غضون عامين مع بقاء أثر ارتباط البرعم بالساق ملحوظاً لسنوات عديدة، ويمكن زراعة الأشجار المهيئة في قوارير طيلة أيام السنة، ولكن يُفضّل العديد من المزارعين زراعة الشجر منذ بدء الخريف حتّى آواخر فصل الشتاء، إذ تتهيّأ الشجرة لمواجهة الحر والجفاف في أواخر فصل الربيع وفي الصيف؛ ممّا يُساعد على رسوخ الشجرة وثباتها.[٢]

تنمو غالبية أشجار الحمضيات في قوارير زراعية دون حاجتها إلى التراب، بل يكفيها وجود كمية معقولة من البيتموس (بالإنجليزية: peat moss)، ولكن نظراً لبقاء جذور هذه الأشجار داخل ذلك الوسط بعد زراعتها بفترة طويلة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى ضعف نمو الشجرة، ويُمكن معالجة هذه المشكلة وتجنّبها قبل زراعة الشجرة في التربة من خلال غسل قرابة ثلاثة سنتيمترات من الوسط المحيط بالكرة الجذرية، ممّا يُساهم في الحفاظ على بقاء الجذور الطرفيّة بالقرب من التربة التي يجب أن تنمو وتعيش فيها، وهو ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى الحصول على أفضل النتائج.[٢]

تجهيز الحفرة

يُعتبر تحديد عمق التربة من الأمور المهمّة التي تُساعد على نمو الأشجار الحمضية وبقائها؛ حيث يُعتبر جذر الشجرة من الأجزاء المقاومة للتعفّن نوعاً ما، إلّا أنّ الساق هو أكثر عرضةً لذلك لا سيّما إذا كان موقع البرعم المرتبط بالساق قريباً من سطح الأرض، ممّا قد يؤدّي إلى موت الشجرة بسبب التعفّن، كما أنّ بعض الممارسات قد تؤدّي إلى موت أشجار الحمضيات؛ كالمبالغة في تجريف التربة حول الشجرة لتسهيل عملية الريّ، كما يجب التأكّد من ملاءمة الحفرة لزراعة الشجرة، وذلك من خلال تنظيف التربة من العشب بمساحة دائرة قطرها قرابة متر إلى متر ونصف، ثمّ حفر الحفرة بناءً على طبيعة الأرض التي ستُزرع فيها الشجرة؛ ففي المناطق الجرداء يجب حفر حفرة بعمق مساوٍ لعمق الكرة الجذرية، أمّا في مناطق العشب المخضرّة فيجب حفر حفرة بعمق أقل بقرابة ثلاثة سنتيمترات من عمق الكرة الجذرية.[٢]

تُوضع الشجرة في الحفرة دون الحاجة إلى خلط التربة المردومة بالسماد العضوي، أو التربة السطحية، أو الخث، أو غيرها؛ لا سيّما في حال وجود التربة الحمضية الجيدة، إذ يتمّ ردم التراب حتّى منتصف الحفرة تقريباً، ثمّ ترطيبه بالماء حتّى يستقر حول الجذور، ثمّ يتمّ الاستمرار بردم التربة في الحفرة مع ضرورة تغطية كرة الجذر بمقدار حوالي واحد وربع سنتيمتراً إلى اثنين ونصف سنتيمتراً؛ للتأكّد من إحكام الوسط المحيط بالكرة الجذرية، والحفاظ عليها من الجفاف السريع، والتعرّض المباشر للهواء.[٢]

تجهيز حلقة الريّ

تنتهي عملية الزراعة بعمل حلقة ريّ حول الشجرة بارتفاع حوالي اثني عشر سنتيمتراً ونصف إلى خمسة عشر سنتيمتراً، وبسماكة حوالي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، إذ يجب أن تكون هذه الحلقة أوسع من حفرة الزراعة بقليل، ويُمكن الاستعانة بكمية قليلة من تراب الحديقة لاستكمال حلقة الريّ حول الشجرة، ثمّ يتمّ ملء حوض الحلقة بالماء جيداً، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث هبوط في مقدار التربة حول الشجرة، وهو ما يستدعي إضافة كمية من التراب لتعويضها والحفاظ على ثبات كمية التربة المتواجدة حولها؛ وذلك لتغطية الكرة الجذرية لحمايتها.[٢]

العناية بأشجار الليمون المزروعة حديثاً

يُمكن العناية بأشجار الليمون من خلال الطرق الآتية:[٢]

  • الماء: يجب الاعتناء بأشجار الليمون التي يتمّ زراعتها حديثاً بريّها في الأسبوع الأول لمرّتين أو ثلاث مرّات، ثمّ يتمّ سقيها بعد ذلك مرّةً إلى مرّتين في كلّ أسبوع، مع ضرورة مراعاة معايير الوقت أثناء السنة، وطبيعة التربة، وهطول الأمطار، كما يُعدّ تعرّض التربة للجفاف بعمق حوالي ثلاثة سنتيمترات من أهم مؤشرات حاجة التربة للماء.
  • مكافحة الحشائش: إنّ مكافحة الحشائش (بالإنجليزية: Weed Control) من أهم الأمور التي تُساعد على نمو أشجار الحمضيات الصغيرة، حيث يجب القضاء عليها لعدّة مترات حول الشجرة، وتزداد هذه المسافة بازدياد تفرّع الشجرة، ويمكن مكافحة الحشائش باستعمال الوسائل الميكانيكية المعروفة؛ مثل العزق (بالإنجليزية: hoeing)، ولا يُنصح باستعمال الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Organic mulches) حول الأشجار؛ إذ إنّه قد يتسبّب بتعفّن الشجرة، وإن اضطر الأمر لاستعماله فيجب أن يوضع على بعد ثلاثين متراً تقريباً من الشجرة.
  • التقليم: إنّ عملية التقليم (بالإنجليزية: Pruning) لأشجار الحمضيات أمر غير ضروري، حيث إنّ هذه الأشجار تُباع مُقلمةً لتنمو بشكل طبيعي، ويُستثنى من ذلك إزالة البراعم التي تظهر على الساق أو الجذر.
  • حماية الأشجار من البرد: يلجأ بعض المزارعين إلى تغليف جذع الشجرة بمواد معينة لحمايتها من البرد، إلّا أنّ ذلك يجذب بعض الحشرات للعيش على جذع الشجرة؛ كالنمل مثلاً، ممّا يُسبّب العديد من الأضرار، لذا يُمكن حماية أشجار الليمون الصغيرة من البرد بتجميع التراب في أكوام حتّى يُغطّي جذع الشجرة ويقيها من البرد وذلك خلال أول فصلين إلى أربعة فصول شتوية من عمر الشجرة، بحيث يتمّ وضع أكوام التربة حول الجذع في نهاية شهر تشرين ثاني و إزالتها في بداية شهر آذار.
  • حماية الأشجار من الصقيع: تُعتبر أشجار الحمضيات من الأشجار الحساسة التي تتأثّر بالصقيع، حيث تحدث عملية الصقيع عند تعرّض الجو لانخفاض في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئوية تحت الصفر لما يزيد عن مدّة ثلاثين دقيقة، ويُمكن حماية أشجار الليمون من التلف بتجنّب زراعتها في المناطق المنخفضة من الحديقة، والمحافظة على نظافة التربة ورطوبتها أسفل الشجر عند توقع حدوث حالة الصقيع.[٤]
  • التسميد: يُستعمل السماد (بالإنجليزية: Fertilization) للعناية بالأشجار التي نمت نمو جديداً بمعدل خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً، حيث يتمّ تسميدها بثلاث جرعات خلال أشهر نمو الشجرة من خلال إحدى مواد التسميد الملائمة؛ كاستعمال ثلث كوب من كبريتات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Sulphate)، أو نصف كوب من نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate)، أو ثلاثة أرباع كوب من السماد العضوي البقري (بالإنجليزية: Steer Manure)، أو ثلث كوب من اليوريا (بالإنجليزية: Urea) ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية يجب أن تحدث على بُعد خمسة عشر سنتيمتراً وحتّى تسعين سنتيمتراً من جذع الشجرة، على أن يتمّ سقيها بالماء بشكل فوريّ وشامل.[٥]

نظرة عامة عن شجرة الليمون

يعتبر شجر الليمون بنوعيه الأخضر والأصفر من الفواكه الأكثر حموضةً بين الحمضيات الأخرى، فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من الفاكهة التي تُشبه الليمون في شكله، إلّا أنّ درجة حموضة تلك الأنواع من الفاكهة تكون أقل من درجة حموضة الليمون،[٦] وينتمي الليمون بنوعيه إلى رتبة الصابونيات (بالإنجليزية: Sapindales) من الفصيلة السذبية (بالإنجليزية: Rutaceae)، حيث تتألّف هذه الفصيلة من ألفين وسبعين نوعاً ومئة وستين جنساً من النباتات التي تضم الأشجار والشجيرات الخشبية والعشبية المعمّرة في بعض الأحيان، كما تحتوي على العديد من أشجار الزينة وأشجار الفاكهة، وتنتشر هذه الأنواع في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في المناطق الاستوائية الدافئة والمعتدلة، وغالباً ما يتمّ العثور عليها في الغابات شبه القاحلة، إذ تمّ العثور على أكبر عدد منها في أستراليا وأفريقيا.[٧]

تُعتبر شجرة الليمون الأخضر (بالإنجليزية: Lime) من الأشجار دائمة الخضرة وصغيرة الحجم بالمقارنة مع أصناف فصيلتها، كما تمتلك هذه الشجرة أشواكاً حادةً وأغصاناً متفرعةً بطريقة عشوائية، وقد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، كما أنّها تُنتج ثماراً خضراء اللون ومصفرّة ذات شكل بيضاوي أو مستدير على مدار سنوات عديدة،[٨] أمّا شجرة الليمون الأصفر (بالإنجليزية: Lemon) فيصل ارتفاعها من ثلاثة إلى ستة أمتار، وغالباً ما تحتوي أغصانها على أشواك حادة، كما تنمو أزهارها العطرية بشكل خفيف أحياناً أو قد تكون كثيفةً، أمّا ثمرة الليمون الأصفر فتتخذ شكلاً بيضاوياً ينتهي بنتوء في القمة، حيث يبلغ طول الثمرة من سبعة إلى اثني عشر سنتيمتراً، وتظهر قشرتها برائحة عطرية ولون أصفر فاتح.[٨]

فيديو تقويم للأشجار

يُمكن تنظيم وقت العناية بالأشجار المزروعة في فناء المنزل بالاستعانة بتقويم الأشجار الذي يُمكن التعرّف عليه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Ute Albrecht, Mongi Zekri, Jeffrey Williamson (10-2019), “Citrus Propagation”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 11-12-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Julian W. Sauls, “HOME FRUIT PRODUCTION – CITRUS”، www.aggie-horticulture.tamu.edu, Retrieved 11-12-2019.
  3. ^ أ ب “Propagation”, www.homeorchard.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  4. Peggy A. Mauk, Ph.D, Tom Shea (1994), Questions and Answers to Citrus Management, United States: University of California, Page 5. Edited.
  5. “Planting and Care of Young Citrus Trees”, www.ucanr.edu, Retrieved 11-12-2019.
  6. H.S. Rattanpal, Gurteg Singh, SandeepSingh, And Other (2017), Citrus Cultivation In Punjab, Ludhiana: Punjab Agricultural University , Page 20. Edited.
  7. Melissa Petruzzello, “Rutaceae”، www.britannica.com, Retrieved 11-12-1019. Edited.
  8. ^ أ ب “Lime, sour”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 11-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى