محتويات
مقدمة
بدأت عادة شرب القهوة قبل حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، ثم أخذت القهوة فوراً بعداً أسطوريّاً وروحانيّاً، وسُمّيت آنذاك بـ “رحيق الآلهة”، حتى باتت شجرة القهوة تُرافق العديد من المراسم التي كانت تُقام منذ القدم.
وفي بعض الدول أصبحت القهوة من شعائر القبائل والعائلات الكبيرة، وكان يتعيّن عليهم إحضارها وتقديمها للضيوف خاصة خلال الاجتماعات العائلية والعشائرية التي تستلزم أخذ قرارات مهمة، سواء على صعيد العشيرة أو أحوال القرية.
طريقة الزراعة
تزرع بذور القهوة عموماً في أحواض كبيرة في المشاتل المظللة، بعد إنبات البذور تتم إزالة الشتلات الصغيرة لزراعتها في التربة المخصصة لها، يجب سقاية الشتلات في البداية بماء وفير، كما يجب أن تبقى الشتلات مظللة من أشعة الشمس الساطعة، حتى يتم غرسها بشكل كافي في التربة، وبشكل دائم، والزراعة غالباً ما تحدث بعد سقوط الأمطار، بحيث تكون التربة ما زالت رطبة، في حين تصبح البذور راسخة.
خلال موسم زراعة القهوة يجب أن تتعرض الأشجار لأشعة الشمس بطريقة منظمة، بحيث لا تكون ساطعة كثيراً، ولا مظللة تماماً، وتستغرق الأشجار من ثلاث إلى أربع سنوات حتى تؤتي ثمارها، وحينما تُصبح الحبوب جاهزة للحصاد يتحول لونها للأحمر.
هناك عدّة أماكن تستهوي تربتها ومناخها زراعة القهوة ونجاحها فيها، منها: اليمن، غينيا، البرازيل ،مناطق شرق أفريقيا، أرخبيل إندونيسيا، ، أمريكا الوسطى، وهاواي.
والقهوة هي في الحقيقة ثمرة تتكون من زهرة ذات لون أبيض، وتشبه إلى حد كبير أزهار نبتة الياسمين التي تتسم بالحساسية العالية، إذ أنها تستمر بذرتها ليوم واحد أو أكثر من ذلك بكثير.
هذه الزهرة تتحول إلى ثمرة يطلق عليها “الكرز”؛ لأنها ذات لون أحمر، ومستديرة، وتشبه إلى حد كبير نبتة الكرز الأصلية، وكل حبة كرز تحتوي على حبتين يشكلان فيما بعد حبة البن الأصلية.
شجرة القهوة تختلف عن باقي الأشجار من ناحية المناخ التي تحتاجه لكي تنمو به، منها توفر المناخ الاستوائي الذي يتميز بالأمطار الغزيرة وحرارة الشمس العالية، ولكي تنتج شجرة القهوة ثمارها تحتاج من 3 إلى 5 سنوات لبدأ عملية الإنتاج.
ويعد البن العربي من أجود وأفضل أنواع القهوة عالمياً، وذلك لعدة أسباب، من أهمها التربة الجبلية البركانية الغنية بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو هذه الشجرة بشكل أفضل، مما يكسبها مذاق ذا نكهة أكثر عطرية عن غيرها، ولكن من عيوبها أنها تنمو ببطء أكثر من غيرها.
وحسب ما تُفيد الإحصائيات والبيانات الرسمية، فإن القهوة العربية تمثل أكثر من 60 في المائة من إنتاج القهوة في العالم كله.
وتشتهر دولة اليمن العربية بزراعة القهوة، ويعد البن اليمني من أشهر أنواع البن في العالم، وكانت القهوة تُمثّل لليمن المورد الاقتصادي الأول الذي يعتمدون عليه، ورغم تراجع زراعة القهوة في اليمن مؤخراً، إلا أن القهوة اليمنية ما زالت تحتفظ بجودتها حتى الآن، وجودة البن اليمني لم تجعله مفضلاً لسكان اليمن فحسب، بل أصبح المفضل لأغلب شعوب العالم.
طرق حصاد القهوة
ويتم حصاد حبوب القهوة الحمراء “الكرزة” من على الشجرة أو من على الأرض بعد التأكد من نضوجها تماماً، ويتم ذلك إما عن طريق القطف اليدوي -وهو الأغلب في معظم الأحيان- أو بواسطة آلة تجريد.
في الطريقة الأولى يتم قطف كافة الحبوب من على الشجرة، فتسقط على مشمع على الأرض، ومن عيوبها أنها تحتاج بعد ذلك إلى عملية فرز دقيق؛ لأنه من الممكن أن تكون هنالك بعض الحبوب الغير ناضجة، مما يؤثر على مذاق القهوة لاحقاً.
أمّا طريقة الجرد الآلي، فهي تتم بواسطة آلة توضع بين الأغصان وتقوم بعملية اهتزاز لها، مما يؤدي لسقوط الحبوب. وكل شجرة بن يمكن أن تنتج أكثر من مرة خلال موسم واحد؛ لأنها لا تنضج في وقت واحد.
أساليب تجهيز القهوة للاستخدام
بعد عملية حصاد حبوب القهوة الخام، تتبع ثلاثة أساليب لكي تصبح حبوب خضراء صالحة للاستخدام، وكل أسلوب من هذه الأساليب يحدد سعر وجودة البن فيما بعد. وتهدف كل هذه الأساليب إلى إزالة القشور الخارجية لحبة القهوة.
الغسل
وأوّل هذه الأساليب الثلاثة هو: أسلوب الغسل، وهذا الأسلوب يعد الأفضل، ولكنه يتطلب الكثير من العناية. ويطلق على البن المستخدم في هذه الطريقة “البن المغسول”، ويتم حصاده لهذا الأسلوب يدوياً، ويتم فرزها وإبعاد البذور الغير ناضجة، وبعد ذلك يقوم المعنيون مباشرة بغمر الحبوب في الماء داخل خزانات ونقعها لمدة تتراوح ما بين ال17ـ و36 ساعة؛ بغية أن تلين بهدف فصل النواة عن اللب، وبعدها يتم تمرريها على قوة دفع مياه عالية لكي يزال ما تبقى عليها من رواسب.وتنقل الحبوب بعد عملية التخمير بالماء تحت أشعة الشمس بهدف التجفيف، وبهذا تكون حبوب البن قد أصبحت جاهزة.
التجفيف
ويتم ذلك باستخدام أفران خاصة، وهذا الأسلوب يعد الأسرع والأقل كلفة، ولكن ذا جودة أقل؛ لأن التجفيف بالأفران يؤدي إلى فقدان مذاق القهوة اللاذع.
التجفيف جزئياً
تفرز الحبوب الناضجة عن غيرها من الحبوب الغير ناضجة، وبعد ذلك يتم نقع الحبوب الناضجة بكمية ماء بسيطة إلى أن تلين، وبعدها ينزع اللب عن النواة، وأخيراً يتم تجفيفها لتصبح جاهزة.
فوائد القهوة
كثيرون هم الذين يحذرون من مضار القهوة، لكن هناك أطباء لديهم وجهة نظر مغايرة تقول إنه لا داعي لحرمان النفس من عبق ورائحة فنجانها، ويقولون إنّ مادة الكافيين تنشّط الجهاز العصبي، وتُهدأ من آلام الرأس، وهذه أهم الأسباب التي تجعل القهوة علاجاً ناجعاً لعلاج الشقيقة.
وينصح خبراء الصحة والتغذية بعدم تناول القهوة قبل ثلاث أو أربع ساعات من موعد النوم؛ حتى لا تُسبب أرقاً، وتكون مادة الكافيين قد تلاشت من الجسم. وبعض الخبراء يُحددون كمية الكافيين المسموح بتناولها بـ 200 – 300 ملغم يومياً، أي ما يُعادل 2-3 أكواب من القهوة، أو من أي المواد التي تحتوي على الكافيين مثل: النسكافيه، المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، الشاي.
ومن أهم فوائد القهوة أنها تحمي الأسنان من التسوس، كما أنها تُخفّض خطر مرض النقرس عند الرجال فوق سن الأربعين، وهي غنية جداً بالمواد المضادة للسرطان، والأكسدة.
مضار القهوة
- من العادات السيئة في شرب القهوة تناول كميات كبيرة منها، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكافيين في الجسم، بالتالي حدوث حالة من الإرهاق والتعب عند الشخص.
- بعض الأشخاص مدمنون بشكل سلبي على شرب القهوة، فهم أكثر شعوراً من غيرهم بالتعب والإرهاق، لأن الاعتماد على القهوة كمشروب أساسي يعمل على الإنهاك العقلي، مما يؤدي إلى انعدام الحافز واليأس.
- ربطت بعض الدراسات والأبحاث بين شرب القهوة بشكل كبير وبين زيادة نسبة الكولسترول في الدم.
- كما ربطت الدراسات الحديثة بين النساء الحوامل اللاتي يشربن القهوة بشكل غير طبيعي وبين ولادة أطفال ضعفاء جسدياً، حيث تعتبر القهوة خطراً حقيقياً على الحوامل، ويُنصح المرأة بعدم تناولها أثناء فترة الحمل، لاسيما خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن شرب القهوة بمعدل يفوق الطبيعي قد يؤدي إلى زيادة نبضات القلب، بالتالي التعب والإرهاق الشديد، وقد تصل لحالة الغثيان والتقيؤ.