كيف أهتم بطفلي

كيف تربي طفلك بدون عنف

أساليب تربية الطفل دون عنف

توجد العديد من الأساليب التربويّة لتربية الطفل وتصحيح سلوكياته دون اللجوء إلى العنف أو العقاب الجسدي الذي من شأنه الإضرار بالطفل، ومن أهم تلك الأساليب ما يأتي:[١]

  • تعزيز السلوكيات الجيّدة: يُعدُّ إقرار الأبوين واعترافهم بتصرّفات طفلهما الجيّدة أفضل الوسائل لتشجيعه على مواصلة القيام بها، ويُمكن أن يكون ذلك عن طريق توجيه المدح والثناء إليه عند قيامه بتلك السلوكيات.
  • انتظار العواقب الطبيعيّة: يجب على الأبوين ترك مساحة لطفلهما لخوض تجاربه واستنتاج نتيجة تصرّفاته والتعلُّم من أخطائه بدلاً من المبالغة في إسداء النصائح له، وتكون هذه الطريقة ناجحةً عندما لا يُبدي الطفل أيّ اهتمام لما يقوله أبواه ولا يُصغي إلى تحذيراتهما، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العواقب المُحتملة لتلك السلوكيات لا تُعرّض الأطفال للخطر، فعلى سبيل المثال إذا كسر الطفل لعبته عن قصد فإنَّه سوف يستنتج أنّه لن يكون لديه هذه اللعبة.
  • توضيح عواقب السلوكيات السيّئة: تتضمّن هذه الطريقة وصف العواقب المُترتّبة للطفل جرّاء سلوكياته غير المقبولة؛ حتّى يُدرك أنَّ النتيجة مرتبطة مباشرةً بسلوكه، فعلى سبيل المثال إذ لم يُرتّب ألعابه فإنَّه سيُحرَم منها لمُدّة أسبوع.
  • الحرمان من بعض الامتيازات: يُمكن تطبيق هذه الطريقة كنتيجة للسلوكيات غير المقبولة، حيث تكون فعّالةً في حال حرمان الطفل من شي يُقدّره، إلى جانب ذلك يجب أن يكون الشيء الذي يُحرَم منه مُرتبطاً بالسلوك الذي قام به بطريقةٍ ما، كما يُراعى أن يكون شيئاً يُمكن حرمان الطفل منه في أقرب وقت بعد إظهاره السلوك غير المناسب، فعلى سبيل المثال إن لم يُكمِل الطفل واجباته في الوقت المُحدّد فيُمكن حرمانه من مُشاهدة التلفاز مساءً.
  • منح مُهلة من الوقت: من الأساليب التي يُنصح باتباعها عند ارتكاب الطفل لخطأ محدد وهو في عمر السنتين أو أكثر، تركه في مكان ممل بالنسبة له وليس خطراً داخل المنزل لمُدّة دقيقة واحدة لكلّ سنة من عمر الطفل، وتنجح هذه الطريقة مع الأطفال الأصغر سنّاً الذين يشعرون بأنَّ الابتعاد عن والديهم لفترة زمنية فيه حرمان لهم.
  • تجاهل بعض السلوكيات السيئة: تعتمد هذه الطريقة على التجاهل الانتقائي للسلوكيات السيئة غير الخطرة؛ كالتذمُّر والشكوى، بحيث لا يُبدي الأبوان أيّة ردّة فعل تِجاه أفعال طفلهم ويتظاهران بأنَّهم لا يسمعونه، ثمّ معاودة الاهتمام والانتباه له عند قيامه بالسلوكيات الجيّدة والمُهذَّبة، ويُشار إلى أنَّ الاستمرار بهذه الطريقة ينتج عنه إدراك الطفل بأنَّ السلوك المُهذّب أفضل طريقةٍ للحصول على اهتمام أبويه أو أيّ طلب يُريده منهما.[٢]
  • تعليم الطفل مهارات جديدة: يجب على الأبوين تعليم طفلهما مهارات خاصة وجديدة فيما يتعلّق بكيفية حلّ المشكلات، وإدارة الخلافات، ومبادىء التفاوض والتنازل، الأمر الذي يُساعد على تقليل المُشكلات السلوكية لدى الطفل.[٢]
  • تعزيز تقدير الذات لدى الطفل: يستطيع الآباء تعزيز تقدير الذات لدى الطفل ودعم إحساسه الحقيقي بقيمة نفسه عن طريق مساعدته على إيجاد أنشطة يُمكنه إنجازها بشكلٍ جيّد، ومدحه عند إنجازها لكن دون المبالغة في ذلك، ممّا يُساعد الطفل على أداء مهارات جديدة وإظهار المزيد من القدرات.[٣]
  • تعليم الطفل ضبط الانفعال والغضب: يجب تعليم الطفل طُرقاً لضبط النفس وتهدئتها عند الانزعاج والغضب بعيداً عن إخفاء المشاعر أو التصرُّف بحَزم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من التقنيات الصحيّة للتعامل مع المشكلات والعواطف في الحياة، ومنها تقديم الآباء أنفسهم كقدوةٍ للطفل في ضبط انفعالاتهم.[٣]
  • إظهار التعاطف مع مشاعر الطفل: يتعرّض الطفل للعديد من المواقف المُفاجئة أو الخطرة بالنسبة إليه، ممّا يُشعره بالقلق والتوتر بسبب ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين في جسمه، وهنا يقع على عاتق الأبوين البقاء معه وتصديق مشاعره بالإضافة إلى إعادة تنظيم التواصل فيما بينهم عاطفياً، أمّا في حال انهار الطفل فلا بُدّ من تجنُّب محاولة التفكير معه، بل خلق مساحة مليئة بالأمان بالتعاطف مع مشاعره.[٤]
  • التواصل مع الطفل قبل تصحيح سلوكه: تكمن أهمية تواصل الآباء الفعّال والمُستمر مع الطفل حتّى أثناء توجيههم له في تحفيز رغبة الطفل في تقديم السلوكيات الجيّدة وإظهار أفضل ما عنده؛ لإنَّ السبب الحقيقي في قيامه بالسلوكيات السيئة يكمن في شعوره بالسوء تجاه نفسه وفقدانه التواصل مع أبويه، فعلى سبيل المثال يُمكن وضع اليد على كتف الطفل والانحناء إلى مستواه والنظر إلى عينيه، ومن بعدها طلب التحدّث معه عن الشيء الذي يُزعجه.[٤]
  • الاحترام المُتبادل: يجب على الأبوين معاملة طفلهما بالطريقة التي يُريدون من الآخرين التعامل بها معه، لذا يتوجّب عليهم الاستماع والتحدُّث إليه بطريقة مُهذّبة والإجابة عن أسئلته.[٥]
  • وضع القواعد الأساسية: يجب على الآباء وضع أربع أو خمس قواعد أساسيّة وعامّة ليتمكّن الطفل من معرفة السلوك المطلوب منه، ومثال ذلك تعليمه قول “شكراً” و”من فضلك” دائماً وغسل الأيدي قبل الوجبات، ولا بُدَّ من التحلّي بالصبر لتعزيز تلك القواعد كلّما كانت الفرصة مُناسبةً لذلك، وعندما يبدأ الطفل في إدراك القواعد الأكثر أهميةً حينها يُمكن تقديم قواعد جديدة له.[٥]

نصائح لتربية الطفل حسب الفئة العمرية

يُمكن اتّباع بعض النصائح الخاصة بتربية الأطفال تِبعاً لأعمارهم بالاستفادة من الأساليب المذكورة سابقاً ومدى ملاءمتها مع عمر الطفل، وهي كالآتي:[٦]

  • الطفل الرضيع: يتعلَّم الطفل الرضيع (بالإنجليزية: Infant) في هذه المرحلة العمرية من خلال مُشاهدة أبويه؛ لذلك يتوجّب على الأبوين بدايةً القيام بالسلوكيات التي يرغبون بتعلميها لطفلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل الرضيع ما يأتي:
    • استخدام لغة إيجابية للتوجيه، فعلى سبيل المثال يُمكن استخدام صيغة “حان وقت الجلوس” بدلاً من قول “لا تقف”.
    • الاحتفاظ بقول كلمة “لا” لأهم القضايا والمسائل المُتعلّقة بسلامة الطفل، ويُمكن تقليل الحاجة إلى قول “لا” عن طريق وضع الأشياء التي تُشكّل خطراً على الطفل بعيداً عن مُتناول يديه.
  • الطفل حديث المشي: يبدأ الطفل حديث المشي (بالإنجليزية: Toddler) في التعرّف على ما هو مسموح وما هو غير مسموح، لكنّه يلجأ إلى اختبار تلك القواعد التي يضعها أبواه من أجل مشاهدة ردّة فعلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الانتباه إلى سلوكيّات الطفل الصحيحة ومدحها وتجاهل السلوكيات السيئة من أجل تثبيطها.
    • مساعدة الطفل على إتقان مهارات جديدة؛ للتقليل من نوبات الغضب التي تكثر خلال هذه الفترة العمرية.
    • مساعدة الطفل على تجنّب نوبات الغضب عن طريق محاولة معرفة السبب وراء ذلك؛ كالجوع أو التعب، ومعالجة الأسباب عن طريق تقديم وجبة طعام وإعطائه قيلولة في أوقات مناسبة.
    • تقديم الآباء نموذج للسلوك الخالي من العنف والتعامل مع الخلافات بطريقة بنّاءة.
    • الحزم في تطبيق قواعد السلوك العامة، مع التغاضي في بعض الأحيان إذا لزم الأمر.
    • تقبّل الصراعات بين الأشقّاء وتجنُّب الانحياز لأيّ طرف من أجل حلّ المشكلة، فعلى سبيل المثال إذا وقع خلاف بينهم حول لعبة ما يُمكن إبعادها عنهم الاثنين.
  • الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة: يستمرّ الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة (بالإنجليزية: Preschool Age) في محاولة فهم كيفية عمل الأشياء وإدراك نتائج وتأثيرات أفعاله، فعندما يتعلّم السلوك الصحيح يُتوقّع منه مواصلة فِعل ذلك، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • إعطاء التوجيهات خطوةً بخطوة وبصورة واضحة.
    • التوضيح للطفل بأنَّ الشعور بالغضب أمر اعتيادي في بعض المواقف بشرط عدم التسبّب في إيذاء الآخرين أو تكسير الأشياء.
    • تعليم الطفل التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة إيجابية من خلال التحدّث معه.
    • استخدام أسلوب منح مُهلة من الوقت لحلّ المشكلات أو إزالة مصدر الخلاف.
  • الطفل في سِنّ المدرسة: يبدأ الطفل في سِنّ المدرسة (بالإنجليزية: Gradeschool-Age Child) بالتفريق بين الصواب والخطأ، لذا يُمكن التحدُّث معه حول الخيارات المتاحة في المواقف الصعبة، وتوضيح الخيارات الجيّدة والسيئة منها، وتوضيح النتائج التي ستحدث اعتماداً على قرارته وسلوكياته، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • التحدُّث عن توقّعات الآباء وأفراد العائلة تِجاه سلوكيّات الطفل والعواقب المُحتملة لعدم اتّباع القواعد الأسرية.
    • توفير التوازن بين الامتيازات والمسؤوليات، مع إعطاء الطفل بعض الامتيازات عندما يتّبع القواعد ويتصرّف بشكلٍ جيّد.
    • الحرص على الاستمرار في تعليم الطفل والتحلَّي بالصبر وإعطائه الاهتمام.
  • الطفل في سِنّ المراهقة: يقوم الأبناء في سِنّ المراهقة (بالإنجليزية: Adolescents & Teens) بتطوير مهاراتهم في اتخاذ القرارات المستقلّة عن آبائهم؛ لذا يحتاج الآباء إلى الموازنة بين الحب غير المشروط لأبنائهم وفرض القواعد والحدود الواضحة، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الحرص على الاستمرار في إظهار الكثير من المودّة والاهتمام.
    • تخصيص وقت يومي للتحدُّث مع الأبناء، حيث إنَّهم يتخذّون قرارات سليمة في حال كان هناك تواصل مستمرّ مع أفراد عائلتهم.
    • التعرُّف إلى أصدقائهم والتحدُّث إليهم حول العلاقات الإنسانية المسؤولة التي يسودها الاحترام.
    • الاعتراف بمجهودهم وإنجازاتهم ونجاحاتهم في أيّ شيء يفعلونه حتّى في ابتعادهم عن الأشياء السيئة.

تربية الطفل دون عنف

يقع على عاتق الآباء مُهمة تربية طفلهم وتهذيبه إلى جانب تقديم الحاجات الماديّة الضروريّة والرعاية العاطفية والنفسيّة له؛ من أجل تعزيز جوانب نموُّه البدني، والعاطفي، والنفسي، والمعرفي، والاجتماعي، ممّا يُساعده على الاندماج والتعايش مع الواقع بسعادة وبصورة فعّالة، وتهدف التربية الفعّالة إلى تطوير الانضباط والتهذيب الذاتي لدى الطفل، وذلك من خلال تعليمه وتوجيهه وليس بإجباره على إطاعة الأوامر فقط.[٧]

يتضمّن العنف أيّ تعبير مُضطرب عن الغضب والذعر في بيئة غير مناسبة لإظهار تلك المشاعر المتطرّفة،[٨] حيث يلجأ العديد من الآباء إلى العُنف كحلّ سريع وفعّال من وجهة نظرهم لتصحيح سلوكيات طفلهم، و بالرغم من أنَّ اتباع أسلوب العنف يُعطي نتائج سريعة لتصحيح السلوك إلَّا أنَّها لا تمتدُّ لفترات طويلة، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ له عواقب سيئة على المدى البعيد،[٢] حيث ينتج عنه جعل الطفل أكثر عدوانيةً عند شعوره بالغضب، واحتمالية التسبّب في إيذائه، وخلق الخوف لديه من والديه، كما يجعله ذلك يعتقد أنَّ إيذاء الأشخاص أمرٌ مسموح حتّى لو كان يكنّ لهم المحبّة والودّ.[٩]

المراجع

  1. “Parents, Kids, and Discipline”, www.webmd.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Amy Morin (12-9-2020), “8 Ways to Discipline Your Child Without Spanking”، www.verywellfamily.com, Retrieved 14-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Lisa Firestone, “7 Ways to Stop Your Child from Becoming Violent”، www.psychalive.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Laura Markham (29-4-2014), “How To Change Your Child’s Behavior Without Punishment”، www.psychologytoday.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Ways to discipline your child”, www.babycentre.co.uk,7-2017، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  6. “What’s the Best Way to Discipline My Child?”, www.healthychildren.org,11-5-2018، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  7. Editors of Paediatr Child Health Magazine (1-2004), “Effective Discipline for Children”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  8. Pat Törngren (2014), “Raising non-violent children”، www.parenting-with-love.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  9. Lauren M. O’Donnell (6-2018), “Disciplining Your Child”، kidshealth.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أساليب تربية الطفل دون عنف

توجد العديد من الأساليب التربويّة لتربية الطفل وتصحيح سلوكياته دون اللجوء إلى العنف أو العقاب الجسدي الذي من شأنه الإضرار بالطفل، ومن أهم تلك الأساليب ما يأتي:[١]

  • تعزيز السلوكيات الجيّدة: يُعدُّ إقرار الأبوين واعترافهم بتصرّفات طفلهما الجيّدة أفضل الوسائل لتشجيعه على مواصلة القيام بها، ويُمكن أن يكون ذلك عن طريق توجيه المدح والثناء إليه عند قيامه بتلك السلوكيات.
  • انتظار العواقب الطبيعيّة: يجب على الأبوين ترك مساحة لطفلهما لخوض تجاربه واستنتاج نتيجة تصرّفاته والتعلُّم من أخطائه بدلاً من المبالغة في إسداء النصائح له، وتكون هذه الطريقة ناجحةً عندما لا يُبدي الطفل أيّ اهتمام لما يقوله أبواه ولا يُصغي إلى تحذيراتهما، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العواقب المُحتملة لتلك السلوكيات لا تُعرّض الأطفال للخطر، فعلى سبيل المثال إذا كسر الطفل لعبته عن قصد فإنَّه سوف يستنتج أنّه لن يكون لديه هذه اللعبة.
  • توضيح عواقب السلوكيات السيّئة: تتضمّن هذه الطريقة وصف العواقب المُترتّبة للطفل جرّاء سلوكياته غير المقبولة؛ حتّى يُدرك أنَّ النتيجة مرتبطة مباشرةً بسلوكه، فعلى سبيل المثال إذ لم يُرتّب ألعابه فإنَّه سيُحرَم منها لمُدّة أسبوع.
  • الحرمان من بعض الامتيازات: يُمكن تطبيق هذه الطريقة كنتيجة للسلوكيات غير المقبولة، حيث تكون فعّالةً في حال حرمان الطفل من شي يُقدّره، إلى جانب ذلك يجب أن يكون الشيء الذي يُحرَم منه مُرتبطاً بالسلوك الذي قام به بطريقةٍ ما، كما يُراعى أن يكون شيئاً يُمكن حرمان الطفل منه في أقرب وقت بعد إظهاره السلوك غير المناسب، فعلى سبيل المثال إن لم يُكمِل الطفل واجباته في الوقت المُحدّد فيُمكن حرمانه من مُشاهدة التلفاز مساءً.
  • منح مُهلة من الوقت: من الأساليب التي يُنصح باتباعها عند ارتكاب الطفل لخطأ محدد وهو في عمر السنتين أو أكثر، تركه في مكان ممل بالنسبة له وليس خطراً داخل المنزل لمُدّة دقيقة واحدة لكلّ سنة من عمر الطفل، وتنجح هذه الطريقة مع الأطفال الأصغر سنّاً الذين يشعرون بأنَّ الابتعاد عن والديهم لفترة زمنية فيه حرمان لهم.
  • تجاهل بعض السلوكيات السيئة: تعتمد هذه الطريقة على التجاهل الانتقائي للسلوكيات السيئة غير الخطرة؛ كالتذمُّر والشكوى، بحيث لا يُبدي الأبوان أيّة ردّة فعل تِجاه أفعال طفلهم ويتظاهران بأنَّهم لا يسمعونه، ثمّ معاودة الاهتمام والانتباه له عند قيامه بالسلوكيات الجيّدة والمُهذَّبة، ويُشار إلى أنَّ الاستمرار بهذه الطريقة ينتج عنه إدراك الطفل بأنَّ السلوك المُهذّب أفضل طريقةٍ للحصول على اهتمام أبويه أو أيّ طلب يُريده منهما.[٢]
  • تعليم الطفل مهارات جديدة: يجب على الأبوين تعليم طفلهما مهارات خاصة وجديدة فيما يتعلّق بكيفية حلّ المشكلات، وإدارة الخلافات، ومبادىء التفاوض والتنازل، الأمر الذي يُساعد على تقليل المُشكلات السلوكية لدى الطفل.[٢]
  • تعزيز تقدير الذات لدى الطفل: يستطيع الآباء تعزيز تقدير الذات لدى الطفل ودعم إحساسه الحقيقي بقيمة نفسه عن طريق مساعدته على إيجاد أنشطة يُمكنه إنجازها بشكلٍ جيّد، ومدحه عند إنجازها لكن دون المبالغة في ذلك، ممّا يُساعد الطفل على أداء مهارات جديدة وإظهار المزيد من القدرات.[٣]
  • تعليم الطفل ضبط الانفعال والغضب: يجب تعليم الطفل طُرقاً لضبط النفس وتهدئتها عند الانزعاج والغضب بعيداً عن إخفاء المشاعر أو التصرُّف بحَزم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من التقنيات الصحيّة للتعامل مع المشكلات والعواطف في الحياة، ومنها تقديم الآباء أنفسهم كقدوةٍ للطفل في ضبط انفعالاتهم.[٣]
  • إظهار التعاطف مع مشاعر الطفل: يتعرّض الطفل للعديد من المواقف المُفاجئة أو الخطرة بالنسبة إليه، ممّا يُشعره بالقلق والتوتر بسبب ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين في جسمه، وهنا يقع على عاتق الأبوين البقاء معه وتصديق مشاعره بالإضافة إلى إعادة تنظيم التواصل فيما بينهم عاطفياً، أمّا في حال انهار الطفل فلا بُدّ من تجنُّب محاولة التفكير معه، بل خلق مساحة مليئة بالأمان بالتعاطف مع مشاعره.[٤]
  • التواصل مع الطفل قبل تصحيح سلوكه: تكمن أهمية تواصل الآباء الفعّال والمُستمر مع الطفل حتّى أثناء توجيههم له في تحفيز رغبة الطفل في تقديم السلوكيات الجيّدة وإظهار أفضل ما عنده؛ لإنَّ السبب الحقيقي في قيامه بالسلوكيات السيئة يكمن في شعوره بالسوء تجاه نفسه وفقدانه التواصل مع أبويه، فعلى سبيل المثال يُمكن وضع اليد على كتف الطفل والانحناء إلى مستواه والنظر إلى عينيه، ومن بعدها طلب التحدّث معه عن الشيء الذي يُزعجه.[٤]
  • الاحترام المُتبادل: يجب على الأبوين معاملة طفلهما بالطريقة التي يُريدون من الآخرين التعامل بها معه، لذا يتوجّب عليهم الاستماع والتحدُّث إليه بطريقة مُهذّبة والإجابة عن أسئلته.[٥]
  • وضع القواعد الأساسية: يجب على الآباء وضع أربع أو خمس قواعد أساسيّة وعامّة ليتمكّن الطفل من معرفة السلوك المطلوب منه، ومثال ذلك تعليمه قول “شكراً” و”من فضلك” دائماً وغسل الأيدي قبل الوجبات، ولا بُدَّ من التحلّي بالصبر لتعزيز تلك القواعد كلّما كانت الفرصة مُناسبةً لذلك، وعندما يبدأ الطفل في إدراك القواعد الأكثر أهميةً حينها يُمكن تقديم قواعد جديدة له.[٥]

نصائح لتربية الطفل حسب الفئة العمرية

يُمكن اتّباع بعض النصائح الخاصة بتربية الأطفال تِبعاً لأعمارهم بالاستفادة من الأساليب المذكورة سابقاً ومدى ملاءمتها مع عمر الطفل، وهي كالآتي:[٦]

  • الطفل الرضيع: يتعلَّم الطفل الرضيع (بالإنجليزية: Infant) في هذه المرحلة العمرية من خلال مُشاهدة أبويه؛ لذلك يتوجّب على الأبوين بدايةً القيام بالسلوكيات التي يرغبون بتعلميها لطفلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل الرضيع ما يأتي:
    • استخدام لغة إيجابية للتوجيه، فعلى سبيل المثال يُمكن استخدام صيغة “حان وقت الجلوس” بدلاً من قول “لا تقف”.
    • الاحتفاظ بقول كلمة “لا” لأهم القضايا والمسائل المُتعلّقة بسلامة الطفل، ويُمكن تقليل الحاجة إلى قول “لا” عن طريق وضع الأشياء التي تُشكّل خطراً على الطفل بعيداً عن مُتناول يديه.
  • الطفل حديث المشي: يبدأ الطفل حديث المشي (بالإنجليزية: Toddler) في التعرّف على ما هو مسموح وما هو غير مسموح، لكنّه يلجأ إلى اختبار تلك القواعد التي يضعها أبواه من أجل مشاهدة ردّة فعلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الانتباه إلى سلوكيّات الطفل الصحيحة ومدحها وتجاهل السلوكيات السيئة من أجل تثبيطها.
    • مساعدة الطفل على إتقان مهارات جديدة؛ للتقليل من نوبات الغضب التي تكثر خلال هذه الفترة العمرية.
    • مساعدة الطفل على تجنّب نوبات الغضب عن طريق محاولة معرفة السبب وراء ذلك؛ كالجوع أو التعب، ومعالجة الأسباب عن طريق تقديم وجبة طعام وإعطائه قيلولة في أوقات مناسبة.
    • تقديم الآباء نموذج للسلوك الخالي من العنف والتعامل مع الخلافات بطريقة بنّاءة.
    • الحزم في تطبيق قواعد السلوك العامة، مع التغاضي في بعض الأحيان إذا لزم الأمر.
    • تقبّل الصراعات بين الأشقّاء وتجنُّب الانحياز لأيّ طرف من أجل حلّ المشكلة، فعلى سبيل المثال إذا وقع خلاف بينهم حول لعبة ما يُمكن إبعادها عنهم الاثنين.
  • الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة: يستمرّ الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة (بالإنجليزية: Preschool Age) في محاولة فهم كيفية عمل الأشياء وإدراك نتائج وتأثيرات أفعاله، فعندما يتعلّم السلوك الصحيح يُتوقّع منه مواصلة فِعل ذلك، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • إعطاء التوجيهات خطوةً بخطوة وبصورة واضحة.
    • التوضيح للطفل بأنَّ الشعور بالغضب أمر اعتيادي في بعض المواقف بشرط عدم التسبّب في إيذاء الآخرين أو تكسير الأشياء.
    • تعليم الطفل التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة إيجابية من خلال التحدّث معه.
    • استخدام أسلوب منح مُهلة من الوقت لحلّ المشكلات أو إزالة مصدر الخلاف.
  • الطفل في سِنّ المدرسة: يبدأ الطفل في سِنّ المدرسة (بالإنجليزية: Gradeschool-Age Child) بالتفريق بين الصواب والخطأ، لذا يُمكن التحدُّث معه حول الخيارات المتاحة في المواقف الصعبة، وتوضيح الخيارات الجيّدة والسيئة منها، وتوضيح النتائج التي ستحدث اعتماداً على قرارته وسلوكياته، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • التحدُّث عن توقّعات الآباء وأفراد العائلة تِجاه سلوكيّات الطفل والعواقب المُحتملة لعدم اتّباع القواعد الأسرية.
    • توفير التوازن بين الامتيازات والمسؤوليات، مع إعطاء الطفل بعض الامتيازات عندما يتّبع القواعد ويتصرّف بشكلٍ جيّد.
    • الحرص على الاستمرار في تعليم الطفل والتحلَّي بالصبر وإعطائه الاهتمام.
  • الطفل في سِنّ المراهقة: يقوم الأبناء في سِنّ المراهقة (بالإنجليزية: Adolescents & Teens) بتطوير مهاراتهم في اتخاذ القرارات المستقلّة عن آبائهم؛ لذا يحتاج الآباء إلى الموازنة بين الحب غير المشروط لأبنائهم وفرض القواعد والحدود الواضحة، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الحرص على الاستمرار في إظهار الكثير من المودّة والاهتمام.
    • تخصيص وقت يومي للتحدُّث مع الأبناء، حيث إنَّهم يتخذّون قرارات سليمة في حال كان هناك تواصل مستمرّ مع أفراد عائلتهم.
    • التعرُّف إلى أصدقائهم والتحدُّث إليهم حول العلاقات الإنسانية المسؤولة التي يسودها الاحترام.
    • الاعتراف بمجهودهم وإنجازاتهم ونجاحاتهم في أيّ شيء يفعلونه حتّى في ابتعادهم عن الأشياء السيئة.

تربية الطفل دون عنف

يقع على عاتق الآباء مُهمة تربية طفلهم وتهذيبه إلى جانب تقديم الحاجات الماديّة الضروريّة والرعاية العاطفية والنفسيّة له؛ من أجل تعزيز جوانب نموُّه البدني، والعاطفي، والنفسي، والمعرفي، والاجتماعي، ممّا يُساعده على الاندماج والتعايش مع الواقع بسعادة وبصورة فعّالة، وتهدف التربية الفعّالة إلى تطوير الانضباط والتهذيب الذاتي لدى الطفل، وذلك من خلال تعليمه وتوجيهه وليس بإجباره على إطاعة الأوامر فقط.[٧]

يتضمّن العنف أيّ تعبير مُضطرب عن الغضب والذعر في بيئة غير مناسبة لإظهار تلك المشاعر المتطرّفة،[٨] حيث يلجأ العديد من الآباء إلى العُنف كحلّ سريع وفعّال من وجهة نظرهم لتصحيح سلوكيات طفلهم، و بالرغم من أنَّ اتباع أسلوب العنف يُعطي نتائج سريعة لتصحيح السلوك إلَّا أنَّها لا تمتدُّ لفترات طويلة، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ له عواقب سيئة على المدى البعيد،[٢] حيث ينتج عنه جعل الطفل أكثر عدوانيةً عند شعوره بالغضب، واحتمالية التسبّب في إيذائه، وخلق الخوف لديه من والديه، كما يجعله ذلك يعتقد أنَّ إيذاء الأشخاص أمرٌ مسموح حتّى لو كان يكنّ لهم المحبّة والودّ.[٩]

المراجع

  1. “Parents, Kids, and Discipline”, www.webmd.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Amy Morin (12-9-2020), “8 Ways to Discipline Your Child Without Spanking”، www.verywellfamily.com, Retrieved 14-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Lisa Firestone, “7 Ways to Stop Your Child from Becoming Violent”، www.psychalive.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Laura Markham (29-4-2014), “How To Change Your Child’s Behavior Without Punishment”، www.psychologytoday.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Ways to discipline your child”, www.babycentre.co.uk,7-2017، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  6. “What’s the Best Way to Discipline My Child?”, www.healthychildren.org,11-5-2018، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  7. Editors of Paediatr Child Health Magazine (1-2004), “Effective Discipline for Children”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  8. Pat Törngren (2014), “Raising non-violent children”، www.parenting-with-love.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  9. Lauren M. O’Donnell (6-2018), “Disciplining Your Child”، kidshealth.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أساليب تربية الطفل دون عنف

توجد العديد من الأساليب التربويّة لتربية الطفل وتصحيح سلوكياته دون اللجوء إلى العنف أو العقاب الجسدي الذي من شأنه الإضرار بالطفل، ومن أهم تلك الأساليب ما يأتي:[١]

  • تعزيز السلوكيات الجيّدة: يُعدُّ إقرار الأبوين واعترافهم بتصرّفات طفلهما الجيّدة أفضل الوسائل لتشجيعه على مواصلة القيام بها، ويُمكن أن يكون ذلك عن طريق توجيه المدح والثناء إليه عند قيامه بتلك السلوكيات.
  • انتظار العواقب الطبيعيّة: يجب على الأبوين ترك مساحة لطفلهما لخوض تجاربه واستنتاج نتيجة تصرّفاته والتعلُّم من أخطائه بدلاً من المبالغة في إسداء النصائح له، وتكون هذه الطريقة ناجحةً عندما لا يُبدي الطفل أيّ اهتمام لما يقوله أبواه ولا يُصغي إلى تحذيراتهما، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العواقب المُحتملة لتلك السلوكيات لا تُعرّض الأطفال للخطر، فعلى سبيل المثال إذا كسر الطفل لعبته عن قصد فإنَّه سوف يستنتج أنّه لن يكون لديه هذه اللعبة.
  • توضيح عواقب السلوكيات السيّئة: تتضمّن هذه الطريقة وصف العواقب المُترتّبة للطفل جرّاء سلوكياته غير المقبولة؛ حتّى يُدرك أنَّ النتيجة مرتبطة مباشرةً بسلوكه، فعلى سبيل المثال إذ لم يُرتّب ألعابه فإنَّه سيُحرَم منها لمُدّة أسبوع.
  • الحرمان من بعض الامتيازات: يُمكن تطبيق هذه الطريقة كنتيجة للسلوكيات غير المقبولة، حيث تكون فعّالةً في حال حرمان الطفل من شي يُقدّره، إلى جانب ذلك يجب أن يكون الشيء الذي يُحرَم منه مُرتبطاً بالسلوك الذي قام به بطريقةٍ ما، كما يُراعى أن يكون شيئاً يُمكن حرمان الطفل منه في أقرب وقت بعد إظهاره السلوك غير المناسب، فعلى سبيل المثال إن لم يُكمِل الطفل واجباته في الوقت المُحدّد فيُمكن حرمانه من مُشاهدة التلفاز مساءً.
  • منح مُهلة من الوقت: من الأساليب التي يُنصح باتباعها عند ارتكاب الطفل لخطأ محدد وهو في عمر السنتين أو أكثر، تركه في مكان ممل بالنسبة له وليس خطراً داخل المنزل لمُدّة دقيقة واحدة لكلّ سنة من عمر الطفل، وتنجح هذه الطريقة مع الأطفال الأصغر سنّاً الذين يشعرون بأنَّ الابتعاد عن والديهم لفترة زمنية فيه حرمان لهم.
  • تجاهل بعض السلوكيات السيئة: تعتمد هذه الطريقة على التجاهل الانتقائي للسلوكيات السيئة غير الخطرة؛ كالتذمُّر والشكوى، بحيث لا يُبدي الأبوان أيّة ردّة فعل تِجاه أفعال طفلهم ويتظاهران بأنَّهم لا يسمعونه، ثمّ معاودة الاهتمام والانتباه له عند قيامه بالسلوكيات الجيّدة والمُهذَّبة، ويُشار إلى أنَّ الاستمرار بهذه الطريقة ينتج عنه إدراك الطفل بأنَّ السلوك المُهذّب أفضل طريقةٍ للحصول على اهتمام أبويه أو أيّ طلب يُريده منهما.[٢]
  • تعليم الطفل مهارات جديدة: يجب على الأبوين تعليم طفلهما مهارات خاصة وجديدة فيما يتعلّق بكيفية حلّ المشكلات، وإدارة الخلافات، ومبادىء التفاوض والتنازل، الأمر الذي يُساعد على تقليل المُشكلات السلوكية لدى الطفل.[٢]
  • تعزيز تقدير الذات لدى الطفل: يستطيع الآباء تعزيز تقدير الذات لدى الطفل ودعم إحساسه الحقيقي بقيمة نفسه عن طريق مساعدته على إيجاد أنشطة يُمكنه إنجازها بشكلٍ جيّد، ومدحه عند إنجازها لكن دون المبالغة في ذلك، ممّا يُساعد الطفل على أداء مهارات جديدة وإظهار المزيد من القدرات.[٣]
  • تعليم الطفل ضبط الانفعال والغضب: يجب تعليم الطفل طُرقاً لضبط النفس وتهدئتها عند الانزعاج والغضب بعيداً عن إخفاء المشاعر أو التصرُّف بحَزم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من التقنيات الصحيّة للتعامل مع المشكلات والعواطف في الحياة، ومنها تقديم الآباء أنفسهم كقدوةٍ للطفل في ضبط انفعالاتهم.[٣]
  • إظهار التعاطف مع مشاعر الطفل: يتعرّض الطفل للعديد من المواقف المُفاجئة أو الخطرة بالنسبة إليه، ممّا يُشعره بالقلق والتوتر بسبب ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين في جسمه، وهنا يقع على عاتق الأبوين البقاء معه وتصديق مشاعره بالإضافة إلى إعادة تنظيم التواصل فيما بينهم عاطفياً، أمّا في حال انهار الطفل فلا بُدّ من تجنُّب محاولة التفكير معه، بل خلق مساحة مليئة بالأمان بالتعاطف مع مشاعره.[٤]
  • التواصل مع الطفل قبل تصحيح سلوكه: تكمن أهمية تواصل الآباء الفعّال والمُستمر مع الطفل حتّى أثناء توجيههم له في تحفيز رغبة الطفل في تقديم السلوكيات الجيّدة وإظهار أفضل ما عنده؛ لإنَّ السبب الحقيقي في قيامه بالسلوكيات السيئة يكمن في شعوره بالسوء تجاه نفسه وفقدانه التواصل مع أبويه، فعلى سبيل المثال يُمكن وضع اليد على كتف الطفل والانحناء إلى مستواه والنظر إلى عينيه، ومن بعدها طلب التحدّث معه عن الشيء الذي يُزعجه.[٤]
  • الاحترام المُتبادل: يجب على الأبوين معاملة طفلهما بالطريقة التي يُريدون من الآخرين التعامل بها معه، لذا يتوجّب عليهم الاستماع والتحدُّث إليه بطريقة مُهذّبة والإجابة عن أسئلته.[٥]
  • وضع القواعد الأساسية: يجب على الآباء وضع أربع أو خمس قواعد أساسيّة وعامّة ليتمكّن الطفل من معرفة السلوك المطلوب منه، ومثال ذلك تعليمه قول “شكراً” و”من فضلك” دائماً وغسل الأيدي قبل الوجبات، ولا بُدَّ من التحلّي بالصبر لتعزيز تلك القواعد كلّما كانت الفرصة مُناسبةً لذلك، وعندما يبدأ الطفل في إدراك القواعد الأكثر أهميةً حينها يُمكن تقديم قواعد جديدة له.[٥]

نصائح لتربية الطفل حسب الفئة العمرية

يُمكن اتّباع بعض النصائح الخاصة بتربية الأطفال تِبعاً لأعمارهم بالاستفادة من الأساليب المذكورة سابقاً ومدى ملاءمتها مع عمر الطفل، وهي كالآتي:[٦]

  • الطفل الرضيع: يتعلَّم الطفل الرضيع (بالإنجليزية: Infant) في هذه المرحلة العمرية من خلال مُشاهدة أبويه؛ لذلك يتوجّب على الأبوين بدايةً القيام بالسلوكيات التي يرغبون بتعلميها لطفلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل الرضيع ما يأتي:
    • استخدام لغة إيجابية للتوجيه، فعلى سبيل المثال يُمكن استخدام صيغة “حان وقت الجلوس” بدلاً من قول “لا تقف”.
    • الاحتفاظ بقول كلمة “لا” لأهم القضايا والمسائل المُتعلّقة بسلامة الطفل، ويُمكن تقليل الحاجة إلى قول “لا” عن طريق وضع الأشياء التي تُشكّل خطراً على الطفل بعيداً عن مُتناول يديه.
  • الطفل حديث المشي: يبدأ الطفل حديث المشي (بالإنجليزية: Toddler) في التعرّف على ما هو مسموح وما هو غير مسموح، لكنّه يلجأ إلى اختبار تلك القواعد التي يضعها أبواه من أجل مشاهدة ردّة فعلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الانتباه إلى سلوكيّات الطفل الصحيحة ومدحها وتجاهل السلوكيات السيئة من أجل تثبيطها.
    • مساعدة الطفل على إتقان مهارات جديدة؛ للتقليل من نوبات الغضب التي تكثر خلال هذه الفترة العمرية.
    • مساعدة الطفل على تجنّب نوبات الغضب عن طريق محاولة معرفة السبب وراء ذلك؛ كالجوع أو التعب، ومعالجة الأسباب عن طريق تقديم وجبة طعام وإعطائه قيلولة في أوقات مناسبة.
    • تقديم الآباء نموذج للسلوك الخالي من العنف والتعامل مع الخلافات بطريقة بنّاءة.
    • الحزم في تطبيق قواعد السلوك العامة، مع التغاضي في بعض الأحيان إذا لزم الأمر.
    • تقبّل الصراعات بين الأشقّاء وتجنُّب الانحياز لأيّ طرف من أجل حلّ المشكلة، فعلى سبيل المثال إذا وقع خلاف بينهم حول لعبة ما يُمكن إبعادها عنهم الاثنين.
  • الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة: يستمرّ الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة (بالإنجليزية: Preschool Age) في محاولة فهم كيفية عمل الأشياء وإدراك نتائج وتأثيرات أفعاله، فعندما يتعلّم السلوك الصحيح يُتوقّع منه مواصلة فِعل ذلك، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • إعطاء التوجيهات خطوةً بخطوة وبصورة واضحة.
    • التوضيح للطفل بأنَّ الشعور بالغضب أمر اعتيادي في بعض المواقف بشرط عدم التسبّب في إيذاء الآخرين أو تكسير الأشياء.
    • تعليم الطفل التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة إيجابية من خلال التحدّث معه.
    • استخدام أسلوب منح مُهلة من الوقت لحلّ المشكلات أو إزالة مصدر الخلاف.
  • الطفل في سِنّ المدرسة: يبدأ الطفل في سِنّ المدرسة (بالإنجليزية: Gradeschool-Age Child) بالتفريق بين الصواب والخطأ، لذا يُمكن التحدُّث معه حول الخيارات المتاحة في المواقف الصعبة، وتوضيح الخيارات الجيّدة والسيئة منها، وتوضيح النتائج التي ستحدث اعتماداً على قرارته وسلوكياته، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • التحدُّث عن توقّعات الآباء وأفراد العائلة تِجاه سلوكيّات الطفل والعواقب المُحتملة لعدم اتّباع القواعد الأسرية.
    • توفير التوازن بين الامتيازات والمسؤوليات، مع إعطاء الطفل بعض الامتيازات عندما يتّبع القواعد ويتصرّف بشكلٍ جيّد.
    • الحرص على الاستمرار في تعليم الطفل والتحلَّي بالصبر وإعطائه الاهتمام.
  • الطفل في سِنّ المراهقة: يقوم الأبناء في سِنّ المراهقة (بالإنجليزية: Adolescents & Teens) بتطوير مهاراتهم في اتخاذ القرارات المستقلّة عن آبائهم؛ لذا يحتاج الآباء إلى الموازنة بين الحب غير المشروط لأبنائهم وفرض القواعد والحدود الواضحة، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الحرص على الاستمرار في إظهار الكثير من المودّة والاهتمام.
    • تخصيص وقت يومي للتحدُّث مع الأبناء، حيث إنَّهم يتخذّون قرارات سليمة في حال كان هناك تواصل مستمرّ مع أفراد عائلتهم.
    • التعرُّف إلى أصدقائهم والتحدُّث إليهم حول العلاقات الإنسانية المسؤولة التي يسودها الاحترام.
    • الاعتراف بمجهودهم وإنجازاتهم ونجاحاتهم في أيّ شيء يفعلونه حتّى في ابتعادهم عن الأشياء السيئة.

تربية الطفل دون عنف

يقع على عاتق الآباء مُهمة تربية طفلهم وتهذيبه إلى جانب تقديم الحاجات الماديّة الضروريّة والرعاية العاطفية والنفسيّة له؛ من أجل تعزيز جوانب نموُّه البدني، والعاطفي، والنفسي، والمعرفي، والاجتماعي، ممّا يُساعده على الاندماج والتعايش مع الواقع بسعادة وبصورة فعّالة، وتهدف التربية الفعّالة إلى تطوير الانضباط والتهذيب الذاتي لدى الطفل، وذلك من خلال تعليمه وتوجيهه وليس بإجباره على إطاعة الأوامر فقط.[٧]

يتضمّن العنف أيّ تعبير مُضطرب عن الغضب والذعر في بيئة غير مناسبة لإظهار تلك المشاعر المتطرّفة،[٨] حيث يلجأ العديد من الآباء إلى العُنف كحلّ سريع وفعّال من وجهة نظرهم لتصحيح سلوكيات طفلهم، و بالرغم من أنَّ اتباع أسلوب العنف يُعطي نتائج سريعة لتصحيح السلوك إلَّا أنَّها لا تمتدُّ لفترات طويلة، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ له عواقب سيئة على المدى البعيد،[٢] حيث ينتج عنه جعل الطفل أكثر عدوانيةً عند شعوره بالغضب، واحتمالية التسبّب في إيذائه، وخلق الخوف لديه من والديه، كما يجعله ذلك يعتقد أنَّ إيذاء الأشخاص أمرٌ مسموح حتّى لو كان يكنّ لهم المحبّة والودّ.[٩]

المراجع

  1. “Parents, Kids, and Discipline”, www.webmd.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Amy Morin (12-9-2020), “8 Ways to Discipline Your Child Without Spanking”، www.verywellfamily.com, Retrieved 14-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Lisa Firestone, “7 Ways to Stop Your Child from Becoming Violent”، www.psychalive.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Laura Markham (29-4-2014), “How To Change Your Child’s Behavior Without Punishment”، www.psychologytoday.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Ways to discipline your child”, www.babycentre.co.uk,7-2017، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  6. “What’s the Best Way to Discipline My Child?”, www.healthychildren.org,11-5-2018، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  7. Editors of Paediatr Child Health Magazine (1-2004), “Effective Discipline for Children”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  8. Pat Törngren (2014), “Raising non-violent children”، www.parenting-with-love.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  9. Lauren M. O’Donnell (6-2018), “Disciplining Your Child”، kidshealth.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أساليب تربية الطفل دون عنف

توجد العديد من الأساليب التربويّة لتربية الطفل وتصحيح سلوكياته دون اللجوء إلى العنف أو العقاب الجسدي الذي من شأنه الإضرار بالطفل، ومن أهم تلك الأساليب ما يأتي:[١]

  • تعزيز السلوكيات الجيّدة: يُعدُّ إقرار الأبوين واعترافهم بتصرّفات طفلهما الجيّدة أفضل الوسائل لتشجيعه على مواصلة القيام بها، ويُمكن أن يكون ذلك عن طريق توجيه المدح والثناء إليه عند قيامه بتلك السلوكيات.
  • انتظار العواقب الطبيعيّة: يجب على الأبوين ترك مساحة لطفلهما لخوض تجاربه واستنتاج نتيجة تصرّفاته والتعلُّم من أخطائه بدلاً من المبالغة في إسداء النصائح له، وتكون هذه الطريقة ناجحةً عندما لا يُبدي الطفل أيّ اهتمام لما يقوله أبواه ولا يُصغي إلى تحذيراتهما، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العواقب المُحتملة لتلك السلوكيات لا تُعرّض الأطفال للخطر، فعلى سبيل المثال إذا كسر الطفل لعبته عن قصد فإنَّه سوف يستنتج أنّه لن يكون لديه هذه اللعبة.
  • توضيح عواقب السلوكيات السيّئة: تتضمّن هذه الطريقة وصف العواقب المُترتّبة للطفل جرّاء سلوكياته غير المقبولة؛ حتّى يُدرك أنَّ النتيجة مرتبطة مباشرةً بسلوكه، فعلى سبيل المثال إذ لم يُرتّب ألعابه فإنَّه سيُحرَم منها لمُدّة أسبوع.
  • الحرمان من بعض الامتيازات: يُمكن تطبيق هذه الطريقة كنتيجة للسلوكيات غير المقبولة، حيث تكون فعّالةً في حال حرمان الطفل من شي يُقدّره، إلى جانب ذلك يجب أن يكون الشيء الذي يُحرَم منه مُرتبطاً بالسلوك الذي قام به بطريقةٍ ما، كما يُراعى أن يكون شيئاً يُمكن حرمان الطفل منه في أقرب وقت بعد إظهاره السلوك غير المناسب، فعلى سبيل المثال إن لم يُكمِل الطفل واجباته في الوقت المُحدّد فيُمكن حرمانه من مُشاهدة التلفاز مساءً.
  • منح مُهلة من الوقت: من الأساليب التي يُنصح باتباعها عند ارتكاب الطفل لخطأ محدد وهو في عمر السنتين أو أكثر، تركه في مكان ممل بالنسبة له وليس خطراً داخل المنزل لمُدّة دقيقة واحدة لكلّ سنة من عمر الطفل، وتنجح هذه الطريقة مع الأطفال الأصغر سنّاً الذين يشعرون بأنَّ الابتعاد عن والديهم لفترة زمنية فيه حرمان لهم.
  • تجاهل بعض السلوكيات السيئة: تعتمد هذه الطريقة على التجاهل الانتقائي للسلوكيات السيئة غير الخطرة؛ كالتذمُّر والشكوى، بحيث لا يُبدي الأبوان أيّة ردّة فعل تِجاه أفعال طفلهم ويتظاهران بأنَّهم لا يسمعونه، ثمّ معاودة الاهتمام والانتباه له عند قيامه بالسلوكيات الجيّدة والمُهذَّبة، ويُشار إلى أنَّ الاستمرار بهذه الطريقة ينتج عنه إدراك الطفل بأنَّ السلوك المُهذّب أفضل طريقةٍ للحصول على اهتمام أبويه أو أيّ طلب يُريده منهما.[٢]
  • تعليم الطفل مهارات جديدة: يجب على الأبوين تعليم طفلهما مهارات خاصة وجديدة فيما يتعلّق بكيفية حلّ المشكلات، وإدارة الخلافات، ومبادىء التفاوض والتنازل، الأمر الذي يُساعد على تقليل المُشكلات السلوكية لدى الطفل.[٢]
  • تعزيز تقدير الذات لدى الطفل: يستطيع الآباء تعزيز تقدير الذات لدى الطفل ودعم إحساسه الحقيقي بقيمة نفسه عن طريق مساعدته على إيجاد أنشطة يُمكنه إنجازها بشكلٍ جيّد، ومدحه عند إنجازها لكن دون المبالغة في ذلك، ممّا يُساعد الطفل على أداء مهارات جديدة وإظهار المزيد من القدرات.[٣]
  • تعليم الطفل ضبط الانفعال والغضب: يجب تعليم الطفل طُرقاً لضبط النفس وتهدئتها عند الانزعاج والغضب بعيداً عن إخفاء المشاعر أو التصرُّف بحَزم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من التقنيات الصحيّة للتعامل مع المشكلات والعواطف في الحياة، ومنها تقديم الآباء أنفسهم كقدوةٍ للطفل في ضبط انفعالاتهم.[٣]
  • إظهار التعاطف مع مشاعر الطفل: يتعرّض الطفل للعديد من المواقف المُفاجئة أو الخطرة بالنسبة إليه، ممّا يُشعره بالقلق والتوتر بسبب ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين في جسمه، وهنا يقع على عاتق الأبوين البقاء معه وتصديق مشاعره بالإضافة إلى إعادة تنظيم التواصل فيما بينهم عاطفياً، أمّا في حال انهار الطفل فلا بُدّ من تجنُّب محاولة التفكير معه، بل خلق مساحة مليئة بالأمان بالتعاطف مع مشاعره.[٤]
  • التواصل مع الطفل قبل تصحيح سلوكه: تكمن أهمية تواصل الآباء الفعّال والمُستمر مع الطفل حتّى أثناء توجيههم له في تحفيز رغبة الطفل في تقديم السلوكيات الجيّدة وإظهار أفضل ما عنده؛ لإنَّ السبب الحقيقي في قيامه بالسلوكيات السيئة يكمن في شعوره بالسوء تجاه نفسه وفقدانه التواصل مع أبويه، فعلى سبيل المثال يُمكن وضع اليد على كتف الطفل والانحناء إلى مستواه والنظر إلى عينيه، ومن بعدها طلب التحدّث معه عن الشيء الذي يُزعجه.[٤]
  • الاحترام المُتبادل: يجب على الأبوين معاملة طفلهما بالطريقة التي يُريدون من الآخرين التعامل بها معه، لذا يتوجّب عليهم الاستماع والتحدُّث إليه بطريقة مُهذّبة والإجابة عن أسئلته.[٥]
  • وضع القواعد الأساسية: يجب على الآباء وضع أربع أو خمس قواعد أساسيّة وعامّة ليتمكّن الطفل من معرفة السلوك المطلوب منه، ومثال ذلك تعليمه قول “شكراً” و”من فضلك” دائماً وغسل الأيدي قبل الوجبات، ولا بُدَّ من التحلّي بالصبر لتعزيز تلك القواعد كلّما كانت الفرصة مُناسبةً لذلك، وعندما يبدأ الطفل في إدراك القواعد الأكثر أهميةً حينها يُمكن تقديم قواعد جديدة له.[٥]

نصائح لتربية الطفل حسب الفئة العمرية

يُمكن اتّباع بعض النصائح الخاصة بتربية الأطفال تِبعاً لأعمارهم بالاستفادة من الأساليب المذكورة سابقاً ومدى ملاءمتها مع عمر الطفل، وهي كالآتي:[٦]

  • الطفل الرضيع: يتعلَّم الطفل الرضيع (بالإنجليزية: Infant) في هذه المرحلة العمرية من خلال مُشاهدة أبويه؛ لذلك يتوجّب على الأبوين بدايةً القيام بالسلوكيات التي يرغبون بتعلميها لطفلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل الرضيع ما يأتي:
    • استخدام لغة إيجابية للتوجيه، فعلى سبيل المثال يُمكن استخدام صيغة “حان وقت الجلوس” بدلاً من قول “لا تقف”.
    • الاحتفاظ بقول كلمة “لا” لأهم القضايا والمسائل المُتعلّقة بسلامة الطفل، ويُمكن تقليل الحاجة إلى قول “لا” عن طريق وضع الأشياء التي تُشكّل خطراً على الطفل بعيداً عن مُتناول يديه.
  • الطفل حديث المشي: يبدأ الطفل حديث المشي (بالإنجليزية: Toddler) في التعرّف على ما هو مسموح وما هو غير مسموح، لكنّه يلجأ إلى اختبار تلك القواعد التي يضعها أبواه من أجل مشاهدة ردّة فعلهما، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الانتباه إلى سلوكيّات الطفل الصحيحة ومدحها وتجاهل السلوكيات السيئة من أجل تثبيطها.
    • مساعدة الطفل على إتقان مهارات جديدة؛ للتقليل من نوبات الغضب التي تكثر خلال هذه الفترة العمرية.
    • مساعدة الطفل على تجنّب نوبات الغضب عن طريق محاولة معرفة السبب وراء ذلك؛ كالجوع أو التعب، ومعالجة الأسباب عن طريق تقديم وجبة طعام وإعطائه قيلولة في أوقات مناسبة.
    • تقديم الآباء نموذج للسلوك الخالي من العنف والتعامل مع الخلافات بطريقة بنّاءة.
    • الحزم في تطبيق قواعد السلوك العامة، مع التغاضي في بعض الأحيان إذا لزم الأمر.
    • تقبّل الصراعات بين الأشقّاء وتجنُّب الانحياز لأيّ طرف من أجل حلّ المشكلة، فعلى سبيل المثال إذا وقع خلاف بينهم حول لعبة ما يُمكن إبعادها عنهم الاثنين.
  • الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة: يستمرّ الطفل في سِنّ ما قبل المدرسة (بالإنجليزية: Preschool Age) في محاولة فهم كيفية عمل الأشياء وإدراك نتائج وتأثيرات أفعاله، فعندما يتعلّم السلوك الصحيح يُتوقّع منه مواصلة فِعل ذلك، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • إعطاء التوجيهات خطوةً بخطوة وبصورة واضحة.
    • التوضيح للطفل بأنَّ الشعور بالغضب أمر اعتيادي في بعض المواقف بشرط عدم التسبّب في إيذاء الآخرين أو تكسير الأشياء.
    • تعليم الطفل التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة إيجابية من خلال التحدّث معه.
    • استخدام أسلوب منح مُهلة من الوقت لحلّ المشكلات أو إزالة مصدر الخلاف.
  • الطفل في سِنّ المدرسة: يبدأ الطفل في سِنّ المدرسة (بالإنجليزية: Gradeschool-Age Child) بالتفريق بين الصواب والخطأ، لذا يُمكن التحدُّث معه حول الخيارات المتاحة في المواقف الصعبة، وتوضيح الخيارات الجيّدة والسيئة منها، وتوضيح النتائج التي ستحدث اعتماداً على قرارته وسلوكياته، ومن النصائح الخاصة بتربية الطفل خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • التحدُّث عن توقّعات الآباء وأفراد العائلة تِجاه سلوكيّات الطفل والعواقب المُحتملة لعدم اتّباع القواعد الأسرية.
    • توفير التوازن بين الامتيازات والمسؤوليات، مع إعطاء الطفل بعض الامتيازات عندما يتّبع القواعد ويتصرّف بشكلٍ جيّد.
    • الحرص على الاستمرار في تعليم الطفل والتحلَّي بالصبر وإعطائه الاهتمام.
  • الطفل في سِنّ المراهقة: يقوم الأبناء في سِنّ المراهقة (بالإنجليزية: Adolescents & Teens) بتطوير مهاراتهم في اتخاذ القرارات المستقلّة عن آبائهم؛ لذا يحتاج الآباء إلى الموازنة بين الحب غير المشروط لأبنائهم وفرض القواعد والحدود الواضحة، ومن النصائح الخاصة بتربية الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية ما يأتي:
    • الحرص على الاستمرار في إظهار الكثير من المودّة والاهتمام.
    • تخصيص وقت يومي للتحدُّث مع الأبناء، حيث إنَّهم يتخذّون قرارات سليمة في حال كان هناك تواصل مستمرّ مع أفراد عائلتهم.
    • التعرُّف إلى أصدقائهم والتحدُّث إليهم حول العلاقات الإنسانية المسؤولة التي يسودها الاحترام.
    • الاعتراف بمجهودهم وإنجازاتهم ونجاحاتهم في أيّ شيء يفعلونه حتّى في ابتعادهم عن الأشياء السيئة.

تربية الطفل دون عنف

يقع على عاتق الآباء مُهمة تربية طفلهم وتهذيبه إلى جانب تقديم الحاجات الماديّة الضروريّة والرعاية العاطفية والنفسيّة له؛ من أجل تعزيز جوانب نموُّه البدني، والعاطفي، والنفسي، والمعرفي، والاجتماعي، ممّا يُساعده على الاندماج والتعايش مع الواقع بسعادة وبصورة فعّالة، وتهدف التربية الفعّالة إلى تطوير الانضباط والتهذيب الذاتي لدى الطفل، وذلك من خلال تعليمه وتوجيهه وليس بإجباره على إطاعة الأوامر فقط.[٧]

يتضمّن العنف أيّ تعبير مُضطرب عن الغضب والذعر في بيئة غير مناسبة لإظهار تلك المشاعر المتطرّفة،[٨] حيث يلجأ العديد من الآباء إلى العُنف كحلّ سريع وفعّال من وجهة نظرهم لتصحيح سلوكيات طفلهم، و بالرغم من أنَّ اتباع أسلوب العنف يُعطي نتائج سريعة لتصحيح السلوك إلَّا أنَّها لا تمتدُّ لفترات طويلة، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ له عواقب سيئة على المدى البعيد،[٢] حيث ينتج عنه جعل الطفل أكثر عدوانيةً عند شعوره بالغضب، واحتمالية التسبّب في إيذائه، وخلق الخوف لديه من والديه، كما يجعله ذلك يعتقد أنَّ إيذاء الأشخاص أمرٌ مسموح حتّى لو كان يكنّ لهم المحبّة والودّ.[٩]

المراجع

  1. “Parents, Kids, and Discipline”, www.webmd.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Amy Morin (12-9-2020), “8 Ways to Discipline Your Child Without Spanking”، www.verywellfamily.com, Retrieved 14-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Lisa Firestone, “7 Ways to Stop Your Child from Becoming Violent”، www.psychalive.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Laura Markham (29-4-2014), “How To Change Your Child’s Behavior Without Punishment”، www.psychologytoday.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Ways to discipline your child”, www.babycentre.co.uk,7-2017، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  6. “What’s the Best Way to Discipline My Child?”, www.healthychildren.org,11-5-2018، Retrieved 13-9-2020. Edited.
  7. Editors of Paediatr Child Health Magazine (1-2004), “Effective Discipline for Children”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  8. Pat Törngren (2014), “Raising non-violent children”، www.parenting-with-love.com, Retrieved 13-9-2020. Edited.
  9. Lauren M. O’Donnell (6-2018), “Disciplining Your Child”، kidshealth.org, Retrieved 13-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى