محتويات
كيفية حركة الصفائح
يتألّف الغلاف الصخري للقشرة الأرضيّة من 15-20 صفيحة تكتونيّة متحرّكة (بالإنجليزية: Tectonic plates)؛ وهي قطع صخرية مُتصدّعة من القشرة الأرضيّة تتواجد بمُحاذاة بعضها البعض تنزلق فوق الصخور المُنصهرة الحارّة التي تُكوّن الوشاح أو ما يُعرف بالستار الذي يُمثّل الطبقة الصخرية الداخلية التي تعلو اللُّب، حيث تتسبّب الحرارة الناتجة عن العمليات الإشعاعية التي تحدث داخل الأرض بتحريك الصفائح سواء باتجاه بعضها البعض أو بعيداً عن بعضها البعض، ويُطلَق على تلك الحركة حركة الصفائح التكتونية (بالإنجليزية: Tectonic Shift)،[١][٢] ويُشار إلى أنَّ معدّل حركة الصفائح يصل إلى 3-5 سم في السنة.[٣]
تُفسِّر حركة الصفائح التكتونيّة نشوء تضاريس سطح الأرض؛ كالخنادق المحيطية والجبال، وحركتها خلال السنين؛[٢] إذ تؤدّي عمليات التسخين والتبريد التي تحدث باستمرار في طبقة الوشاح على مدى آلاف السنين إلى تحطّم القشرة الخارجية وتحريك الصفائح التكتونية باستمرار، لذا تبدو الأرض مُختلفةً عمّا كانت عليه قبل 250 مليون سنة؛ فقد كانت مكوّنةً من قارّة واحدة تُسمّى بانجيا ومحيط واحد يُسمّى بانثالاسا.[١]
القوى المحركة للصفائح
كان الاعتقاد السائد قديماً أنّ تيارات الحمل الحراري في طبقة الوشاح هي القوة الوحيدة المسؤولة عن حركة الصفائح، لكن لم تستطع هذه النظرية تفسير حركة الصفائح الأسرع من سرعة تيارات الحمل الحراري، إلّا أنّ الدراسات الحديثة تُشير إلى وجود نظام حمل حراري مدفوع بالجاذبية، بحيث تنتشر الصفائح الصغيرة الساخنة بعيداً عن الحيود في حين تغوص الصفائح الباردة ضمن مناطق الاندساس،[٤] وهُناك العديد من النظريات التي تُفسّر دوافع حركة الصفائح التكتونية ومنها ما يأتي:[٥]
- تيارات الحمل الحراري : (بالإنجليزية: Mantle convection)؛ يتمّ دفع الصفائح التكتونيّة بتأثير تيارات الحمل الحراري مرتفعة الحرارة والتي تتواجد في طبقة الوشاح.
- الدفع الحَيْدي: (بالإنجليزية: Ridge push)؛ تؤدّي عملية اندفاع الماغما الساخنة من طبقة الوشاح عند حَيْد وسط المحيط إلى تشكيل صفائح جديدة في تلك المنطقة؛[٥] لذلك يمتاز حَيد المحيط بارتفاع أعلى من بقيّة قاع المحيط، وعندما تبرد الصفيحة التي تقع بالقُرب من الحيد تزداد كثافتها، ممّا يؤدي إلى انزلاقها بفِعل الجاذبية بعيداً عن الحَيد، ونتيجةً لذلك تتصاعد الماغما مرّةً أخرى بشكلٍ كبير من طبقة الوشاح.[٦]
- السحب الشريطي: (بالإنجليزية: Slab pull)؛ يتسبّب تباين كثافة الصفائح التكتونيّة واختلاف وزنها في بدء هبوط وغطس الصفيحة الأعلى كثافةً والأثقل وزناً تحت الصفيحة الأقل كثافةً منها عند حدود مناطق الاندساس، لكن حافة الصفيحة الغاطسة تكون أبرد وأكثر كثافةً مقارنةً بطبقة الوشاح، الأمر الذي يؤدّي إلى استمرار غوص الصفيحة في مناطق الاندساس وسحب ما تبقّى من صفائح ساخنة خلفها.[٧]
أنماط حركة الصفائح
تتخذ حركة الصفائح أربعة أنماط عامة، هي: اصطدام الصفائح بفِعل دفع صفيحتين قاريتين بعضهما البعض، واندساس الصفائح التكتونيّة عند غوص صفيحة تحت صفيحة أخرى، وانتشار الصفائح التكتونية عند دفع صفيحتين وإبعادهما عن بعضهما البعض، والتصدّع التحويلي الذي ينتج عند انزلاق الأجزاء المزاحة عن بعضها من صفيحتين.[٨]
أنواع الحدود بين الصفائح
تُشكّل حركة الصفائح ثلاثة أنواع من الحدود التكتونيّة تِبعاً لاتجاه حركة الصفائح فيما بينها، ويُمكن توضيح أنواع الحدود بين الصفائح على النحو الآتي:[٣]
الحدود المتقاربة
تنشأ الحدود المتقاربة (بالإنجليزية: Convergent Boundaries) عندما تتحرّك الصفائح باتجاه بعضها البعض وتصطدم، فيَنتُج عن ذلك تكسُّر القشرة الخارجية للسطح وتكوّن السلاسل الجبليّة، ومثال ذلك تصادم الصفيحتين الهندية والآسيوية مُنذ حوالي 55 مليون سنة، والذي نتج عنه ظهور سلسلة جبال الهيمالايا، ويُشار إلى أنَّ استمرار هذه العملية يُمكن أن يؤدّي إلى زيادة ارتفاع قمة أعلى جبل في هذه السلسلة وهو جبل إفرست مع مرور الزمن.[٣]
تنشأ الحدود المُتقاربة أيضاً عند غوص صفيحة مُحيطية تحت صفيحة قارية ضِمن عملية الاندساس، ممّا يؤدي إلى ارتفاع الصفيحة العلوية وتشكيل سلاسل من الجبال، كما يؤدّي انصهار الصفيحة الغاطسة إلى ثوران البراكين في المنطقة، ومثال ذلك نشوء بعض الجبال ضِمن سلسلة جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية.[٣]
الحدود المتباعدة
تنشأ الحدود المتباعدة (بالإنجليزية: Divergent boundary) في المُحيطات عند ارتفاع الماغما من أعماق طبقة الوشاح نحو السطح، ممّا يؤدّي إلى دفع صفيحتين أو أكثر بعيداً عن بعضهما، الأمر الذي يَنتُج عنه تكوّن الجبال وثوران البراكين على طول خط الشق، وتؤدّي هذه العملية إلى تجديد قاع المحيط وتوسعة الأحواض العملاقة، حيث يمتد حيد وسط المحيط على قاع محيطات العالم لتنشأ بذلك أطول سلسلة جبال في العالم.[٣]
تنشأ الحدود المتباعدة في الصفائح القارية عند انسحاب الصفائح القارية بعيداً عن بعضها البعض، ممّا يؤدي إلى تشكُّل أودية عملاقة، ومن الأمثلة على ذلك الوادي المُتصدّع الكبير في أفريقيا، وإذا ما استمرّت الصفائح هُناك بالتباعد فإنّه من المُمكن أن يؤدّي ذلك إلى انفصال الجزء الشرقيّ من قارة أفريقيا عن باقي القارة بعد ملايين السنين، وعندئذٍ سيظهر حَيد وسط المحيط على الحدود بين الصفائح.[٣]
حدود الصفائح المتحولة
تنتج حدود الصفائح المتحوّلة (بالإنجليزية: Transform Plate Boundaries) عند انزلاق الصفائح التكتونيّة جانبياً بطريقةٍ أفقية مكوّنةً صدوعاً تحويليّة تحدث الزلازل الضحلة على امتدادها، ويُشار إلى أنَّ مُعظم الصدوع التحويلية تنشأ عندما يتمّ إزاحة حيد المحيط في قاع المحيط؛ إذ تتحرّك بعض أجزاء الصفيحة بسرعة نسبية أعلى من الأجزاء الأخرى؛ كصدع سان أندرياس الذي يُعد أحد أكبر الصدوع التحويلية؛ حيث يقع على طول حدود صفيحة أمريكا الشمالية وصفيحة المحيط الهادي.[٩]
المراجع
- ^ أ ب “What is Tectonic Shift?”، oceanservice.noaa.gov,25-6-2018, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ^ أ ب Becky Oskin (19-12-2017), “What Is Plate Tectonics?”، www.livescience.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح “Plate Tectonics”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ↑ “Plate Tectonics—What Are the Forces that Drive Plate Tectonics?”, www.iris.edu,12-12-2017، Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ^ أ ب “What causes earthquakes?”, www.bgs.ac.uk, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ↑ Tjeerd H. van Andel (21-3-2020), “Plate tectonics”، www.britannica.com, Retrieved 9-10-2020. Edited.
- ↑ “Plate Tectonics”, www.classzone.com, Retrieved 9-10-2020. Edited.
- ↑ “Continental Movement by Plate Tectonics”, manoa.hawaii.edu, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ↑ Stephen A. Nelson (27-8-2015), “Continental Drift, Sea Floor Spreading and Plate Tectonics”، www.tulane.edu, Retrieved 1-10-2020. Edited.