الإتيكيت
أمرنا الإسلام بحسن التعامل مع الناس، وشرّع الكثير من الآداب العامّة التي تحيط بحياة المسلم، من لحظة الاستيقاظ في الصباح الباكر ولغاية النوم آخر الليل، وهو ما عُرِف مؤخّراً بالإتيكيت، فما هو الإتيكيت إلّا حسن التعامل مع الآخرين، واختيار الأساليب الفاضلة والراقية، ولا يقتصر الإتيكيت على التعامل مع الآخرين، وإنّما هناك إتيكيت لتناول الطعام والشّراب، وإتيكيت للنّوم، وإتيكيت في العلاقة الزوجيّة، وكلّ هذه السلوكيّات الحسنة تساعد الناس على التأقلّم فيما بينهم، وتحقيق الانسجام والتوافق، من أجل السير قدماً بالحياة بشكلٍ سليم.
كيفية تعلّمه
فن الإتيكيت في الطعام والشراب
يجب على الشخص الذي يقدِّم الطعام أن يكون مهذّباً ولبقاً، ويقدِّمه بكلّ احترامٍ مع استخدام بعض الكلمات المهذّبة مثل "تفضّل"، "لوسمحت".
كما أنّه في المقابل على الشخص الذي يستقبل الطعام أن يكون أيضاً مهذّباً ومتواضعاً، ويستخدم عبارات الشّكر والمجاملة، ويجب ألّا يعيب الطعام أو الشراب مهما كان، فهذا خُلقٌ سيّئ، وقد نهى الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلّم عنه، فإن لم يستحسن الطعام ما عليه إلا تركه فقط دون أن يسيء، وعليه عند بداية الطعام أن يسمّي الله ويأكل بيمينه، ويأكل ممّا يليه، ولا يحاول التقدّم على أحدٍ في تناول الطعام، ومن آداب الطعام أيضاً عدم الحديث أثناء تناول الطعام، حتى لا يخرج فتات الطعام من الفم.
في التعامل مع الآخرين
- استخدام الأسلوب المحترم في التعامل مع الآخرين، بعيداً عن السخرية والاستهزاء، والتقليل من قَدْر الشخص المقابل.
- الابتعاد عن تصحيح أخطاء المتحدِّث أمام الناس، أو محاولة إحراجه.
- استخدام الأسلوب الهادىء في التعامل مع الناس، ونبرة الصّوت الهادئة.
- الاستماع الجيّد والإنصات للمتحدّث، حتى لو كان الحديث غير مهمّ، والابتعاد عن مقاطعة المتحدّث، ومحاولة تقديم النصائح من دون طلب منه.
- الابتعاد عن استخدام أسلوب الهمز واللمز، الذي يؤذي الموجودين، وعدم التحدّث بطريقةٍ سريّة مع أحدٍ معيّن بوجود الجماعة.
- الابتعاد عن التعصّب لأيّ فكرةٍ كانت، فلكلّ شخصٍ وجهة نظرٍ وآراء خاصّة به، ليس من الشرط أن يجتمع عليها الجميع.
- التواضع عند الحديث مع الآخرين، والابتعاد عن التركيز على الأنا، والتركيز على الإنجازات الفرديّة، بل محاولة مدح الجميع والإثناء على أعمالهم.
- الابتعاد عن الضحك بصورةٍ مستفزّة، حيث إنّ الضحك يجب أن يكون مهذّباً، من غير إصدار الأصوات العالية، أو جعل الجسم كلّه يهتز، كما أنّ الضحك الذي فيه نوعٌ من التكلّف يكون ظاهراً وواضحاً.
- قبول الهدايا من الآخرين بكلّ لطفٍ وعدم ردّها، وفي الوقت نفسه مقابلة الهدية بهديةٍ أخرى مع عبارات المجاملة التي تخلو من النفاق.