كيف تتعلم تفسير الأحلام

'); }

وسائل وطرق لتعلّم تفسير الأحلام

تفسير الرؤى هبة يمنحها الله -تعالى- لمن يشاء من عباده، فكثيراً ما يكون التأويل مبنياً على قرب الإنسان من الله، وعلى ملكةٍ وفراسة عنده، ولكن هناك العديد من الوسائل والطّرق التي تُعين على اكتساب هذا العلم وتعلّم تفسير الرؤى والأحلام، وهي تحتاج لاطّلاعٍ واسع ودُربة منهجية، ونذكر أهمّ هذه الوسائل فيما يأتي:

التفريق بين الرؤى والأحلام وحديث النفس

على مَن أراد تفسير الرؤى أن يسأل الرائي عن حاله، وإن كان يفكّر كثيراً بما رآه، فالكثير من أحلامنا ليس لها معنى وتأويل؛ ذلك لأنّها تكون ناتجة بسبب كثرة التفكير في أمرٍ ما، وأحياناً يكون ما رآه النائم حلماً من الشيطان، فيكون مليئاً بالخلط والأمور غير الواضحة.

أما الرؤيا الصادقة فتكون واضحة المعالم، وفيها رسائل وبشارة خير للرائي، وقد تحمل تحذيراً له من أمرٍ ما، فهذه يكون لها تأويل، أما ما سِواها من الأحلام الناتجة عن حديث النفس أو الأحلام التي يكثر فيها التشويش والأمور الغريبة فهذه لا معنى لها.[١]

'); }

الاستنباط من القرآن الكريم

على مَن أراد تعلّم تفسير الأحلام أن يمتلك أدوات كثيرة، ومنها فهم دلالات القرآن الكريم ومعاني ألفاظه، فقد يكون للرؤيا تأويل من خلال الاستنباط من القرآن، وعلى سبيل المثال قد يرى النائم أنه يلبس لباساً جديداً، وقد يدلّ ذلك على الزواج، استئناساً بقوله -تعالى-: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).[٢][٣]

الاستنباط من الأحاديث النبويّة

حيث كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُفسّر لأصحابه رؤاهم، ومن ذلك أنّه فسّر قدح اللّبن بالعلم، والقميص بالدِّين، والرّطب بالرِّفعة في الدنيا والآخرة، إلى غير ذلك من الدلالات الموجودة في الأحاديث النبوية الشريفة.[٤]

الاستدلال من اللغة ومعانيها

إنّ فهم اللغة العربية ودلالات ألفاظها واشتقاقات أسمائها وأمثالها السائرة وغير ذلك من الأمور مهمّة في تعلّم تفسير الأحلام،[٥] فمثلاً اليد الطويلة في المنام قد تدلّ على الخير والمعروف والصدقة والكرم، استئناساً بقول النبي الكريم لإحدى زوجاته: (أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، قالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لأنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بيَدِهَا وَتَصَدَّقُ).[٦]

كما أنّ معرفة معاني الأسماء تُساعد كذلك في تفسير الرؤيا، فاسم أحمد قد يدلّ على الرِّفعة والمكان المحمود، واسم غانم قد يدلّ على الرزق وزوال الهمّ، واسم تيسير قد يدلّ على تيسير الأمور عند الرائي، ويهمّ كذلك معرفة صفة أو دلالة المعنى، فالسنّ في المنام قد يدلّ على عمر الإنسان وسنينه، فربما دلّ سقوطه على اقتراب الأجل، وربما دلّ ظهوره على حملٍ أو ولادة، وهكذا.

التعلّم من أهل الاختصاص

هناك الكثير من كتب تفسير الأحلام لعلماء معتبرين ومختصّين، وحريٌّ بمن أراد تعلم تفسير الأحلام الاطّلاع عليها والاستفادة من أهمّ الرموز ودلالاتها ومن طريقة استنباطهم لدلالات الرؤى، ومن هذه الكتب مثلاً: ما أفرده المحدّثون في كتبهم من الأبواب المتعلّقة بتفسير الرؤى، مثل الصحيحين وكتب السنّة الستة،[٥] بالإضافة إلى مَن كتب في تفسير الأحلام كتباً مستقلّة، ومنها:

  • كتاب “تعطير الأنام في تعبير المنام” لعبد الغني النابلسي.
  • كتاب “الإشارات في علم العبارات” لابن شاهين.
  • كتاب “تعبير الرؤيا” لإبراهيم بن غنام.
  • كتاب “منتخب الكلام في تفسير الأحلام” المنسوب لابن سيرين.

ضوابط مهمّة في تفسير الأحلام

هناك ضوابط مهمّة في تفسير الأحلام ينبغي لمن أراد تعلّم هذا العلم أن يراعيها أثناء تفسيره للرؤى، وأهمّها ما يأتي:

  • اليقين بأنّ الله -تعالى- هو عالم الغيب، فلا يعلم ما في المستقبل إلا هو -سبحانه وتعالى-.
  • علم تفسير الأحلام من العلوم الاجتهادية الظنّية، فقد يُصيب التفسير وقد يُخطئ.
  • الله وحده مَن يعلم موعد تحقّق الرؤيا إن صدقت.
  • طمأنة الرائي إذا رأى في منامه حلماً مزعجاً، ونصحه بالمحافظة على أوراده وأذكار نومه.
  • التركيز على دلالات الخير، وتفسير الرؤى عن علمٍ وبصيرة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤيا على رِجْلِ طائرٍ ما لم تُعبَرْ، فإذا عُبِرَتْ وقَعَتْ، قال: وأحسَبُهُ قال: ولا يقُصُّها إلَّا على وَادٍّ، أو ذي رأيٍ).[٧]

المراجع

  1. “أنواع الرؤيا، والمعيار الذي يدل على صدقها”، إسلام ويب، 10/10/2010، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:187
  3. “آداب الرؤى وتفسير الأحلام”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2022. بتصرّف.
  4. “النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرؤى والأحلام”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد الودعان، كيف تعبر الرؤيا، صفحة 10-13. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2452، صحيح.
  7. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي رزين العقيلي، الصفحة أو الرقم:5020، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
Exit mobile version