مناسبات عربية وعالمية

كيف بدأ التاريخ الهجري

التقويم الهجري

تتخذ الأمم والشعوب في الغالب من الأحداث العظيمة الّتي مرت في تاريخها، والتي ساهمت في إعادة صياغتها وتشكيلها مرة أخرى بدايةَ لتقويمها الخاص بها، والتي تعتمد عليها في حساب الأيام والليالي، ومعرفة مواعيد المناسبات الخاصة بها. الأمة الإسلامية سارت في هذا المنحى على درب الأمم الأخرى، فاتخذت من واحدة من أعظم المناسبات التي مرت عليها بداية لتقويمها الخاص والذي سمي على اسم هذه المناسبة، وهي مناسبة الهجرة النبوية الشريفة.

الهجرة النبوية الشريفة

تعتبر الهجرة النبوية الشريفة من أبرز الأحداث التاريخيّة الّتي مرّت على المسلمين منذ بعثة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى يومنا هذا، بل وربما إلى أن تقوم الساعة، حيث تعرف الهجرة النبوية على أنها هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وجماعة المسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فراراً بدينهم من أذى أهل قريش، وقد وقعت أحداث الهجرة النبوية الشريفة في عام ستمئة واثنين وعشرين من الميلاد.

بداية التقويم الإسلامي

لقد فطن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى دور الهجرة النبوية المحوري في إعادة بناء الأمة الإسلامية، حيث كانت الهجرة النبوية بمثابة انطلاقة للدولة الإسلامية وللكيان الإسلامي، ومن هنا فقد عَمِدَ – رضي الله عنه – إلى جعل العام الذي حدثت فيه الهجرة المرجع للتقويم الجديد.

مميزات التقويم الهجري

استند التقويم الهجري في أساسه على التقويم القمري الذي كان معمولاً به قبل ذلك، والذي يتكون من اثني عشر شهراً هم: محرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة. ومن هذه الأشهر الاثني عشر هناك أربعة حرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم.

أمر الله تعالى باتباع التقويم القمري في الآية الكريمة: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ). هذا وتجدر الإشارة إلى أن الاختلاف بين التقويمين الهجري والميلادي هو ثلاثة أعوام لكل مئة عام.

يعتبر التقويم الهجري التقويم المستعمل في تحديد المناسبات الدينية في الإسلام، كشهر رمضان المبارك، ويوم عرفة، والمولد النبوي الشريف، ويوم عاشوراء، وأول العام الهجري، وذكرى الإسراء والمعراج، وغير ذلك من المناسبات الدينية الهامة، لهذا فإن التقويم الهجري لا يمكن الاستغناء عنه ولا بأي حال من الأحوال كونه ارتبط بالعبادات والفرائض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى