'); }
بداية الحرب العالميّة الأولى
زار الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند العاصمة البوسنية سراييفو في يوم 28 يونيو من عام 1914 بواسطة موكب من السيارات، وكانت في طريقهم مجموعة مكوّنة من ستة أشخاص قاموا بمحاولة قتل الأرشيدوق وهم: نيديليكو كابرينوفيك، وسيفيتكو بوبوفيتش، ومحمد باسيك، وغافريلو برينسيب، وتريفكو غاربيز، وفاسو كبريلوفيك، وتمّ تنظيم هذه المجموعة على يد حركة بوسنيّة تُعرف باسم اليدّ السوداء السريّة، وكان ذلك عندما قاموا برمي قنبلة يدويّة على سيارة والتي أسفرت عن إصابة العديد من الأشخاص في ذلك المكان، إلّا مركبة فرانز استطاعت الهروب من المكان دون إصابات.
بعد ذلك ذهب فرانز كي يتفقد المصابين في مستشفى سراييفو، وبعد الانتهاء سلك منعطفاً آخر خاطئاً، وبالصدفة وصل إلى غافريلو برينسيب، وأسفرت هذه المقابلة عن إصابة برينسيب، وقتل فرانز فرديناند وزوجته صوفي، وعلى الرغم من ذلك لم تكن في البلاد النمّساويّة أيّة ردود فعل نتيجة ذلك.
أدت نتيجة ردود الفعل الباردة إلى ازدياد العنف في البوسنة والهرسك ضدّ الصرب في العاصمة سراييفو، وهذا ما زاد أعمال الشغب ضدّهم، والتي أدت إلى قتل اثنين من الصرب، وأضرار عديدة في المباني المملوكة لهم، وقامت السلطات النمساوية المجرية في البوسنة والهرسك بترحيل أكثر من 5500 صربيّ، وقُتل منهم ما يتراوح من 700 إلى 2200 أثناء وجودهم في السجن.
'); }
ساهمت هذه الأحداث بوجود العديد من المناورات الدبلوماسيّة لمدّة شهر بين النمسا، والمجر، وألمانيا، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا تحت اسم أزمة يوليو، ونتيجة هذه المناورات تم التوصل إلى أنّ المسؤولين الصرب وخاصة الضباط من اليد السوداء، كانوا متورطين في مؤامرة قتل الدوق، ونتيجة لذلك قامت النمّسا المجريّة في يوم 23 يوليو بوضع سلسلة من عشرة مطالب من أجل إثارة الحرب مع الصرب.
وفي اليوم التالي تم عقد مجلس وزراء روسيا برئاسة القيصر في Krasnoe، والذي أمر فيه اللواء الروسي بالتعبئة من من أجل أوديسا، وكييف، وموسكو، وقازان، والمناطق العسكريّة، والأساطيل في بحر البلطيق، والبحر الأسود، وفي يوم 25 أعلنت صربيا قبولها كل شروط الإنذار باستثناء واحدة مدّعين بأنّ المحققين النمّساويين زاروا البلاد، وفي أعقاب ذلك قامت النمّسا بقطع علاقاتها مع الصرب وأمرت في اليوم التالي بالتعبئة الجزئيّة، وفي يوم 28 يوليو من عام 1914 أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا.
دعم روسيا للصرب
قدمت روسيا الدعم للصرب في 29 يوليو، ونتيجةً لذلك قامت فرنسا بخرق الاتفاقات العسكرية الفرنسية الروسية، وقامت بالتعبئة الجزئيّة ضد النمّسا والمجر، وأمرت روسيا بالتعبئة العامة ضد ألمانيا في يوم 30 يوليو بعدما قامت ألمانيا بتعبئة قواتها بأمر من المستشارة الألمانية Bethmann-Hollweg، ورداً على ذلك أعلنت ألمانيا حالة خطر الحرب، وتمّت التعبئة في يوم 4 أغسطس بطلب من القيصر فيلهلم الثاني بتعليق التعبئة العامة الروسيّة، إلّا أنّ هذا الطلب قوبل بالرفض، وأدّى ذلك إلى إصدار إنذار من قبل ألمانيا باعتقال التعبئة والالتزام بالدعم لصربيا، وأرسلت رداً إلى فرنسا بطلب عدم الدعم لروسيا في حال جاءت للدفاع عن الصرب، وفي اليوم الأول من آب قامت ألمانيا بالتعبئة وأعلنت الحرب على روسيا.